لماذا عرض الحوثيون الهدنة مع السعودية؟
الحوثيون يواصلون مراوغاتهم من خلال عرض الهدنة مع السعودية، الذي قدمه ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى".
واصل الحوثيون مراوغاتهم من خلال عرض الهدنة مع السعودية، الذي قدمه ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" الذي شكله الانقلابيون في أغسطس/آب الماضي.
وطرح هذا العرض السؤال حول توقيته؟ واعتبر مراقبون أنه محاولة لمنع انهيار المتمردين بسبب الضربات العسكرية، والحصار الاقتصادي الذي يتسبب فيه نقل البنك المركزي إلى عدن.
وعرض مجلس الانقلابيين الالتزام بإيقاف الهجمات الحوثية على الحدود الجنوبية للسعودية مقابل توقف العمليات الجوية وفك الحصار المضروب على الموانئ الجوية والبحرية، التي يهيمن عليها الحوثيون من قبل التحالف العربي.
ويأتي العرض بالتزامن مع عرض مشابه للحوار المباشر بين الرياض والانقلابيين تقدم به الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في كلمة له بمناسبة عيد الثورة اليمنية في الـ26 من سبتمبر 1962.
وطالب صالح بإجراء حوار مباشر بين اليمن والسعودية، وقال في خطاب بالمناسبة "ندعو السعودية إلى الحوار مثلما تحاورنا في مراحل مماثلة في الماضي"، حسب صحيفة "العرب".
وقال محللون إن المبادرتين هما مبادرة واحدة مع توزيع للأدوار بين الرئيس السابق وحلفائه المرتبطين بإيران، لافتين إلى أن هذا التزامن يعكس الحاجة إلى الخروج من الأزمة عبر التلويح بالحوار مع الرياض.
واعتبر المحلل السياسي وعضو مؤتمر الحوار اليمني مانع المطري، في تصريح لـ"العرب"، أن مبادرة "الصماد" انعكاس مباشر لحالة الانهيار في صفوف الحوثيين وتصاعد مؤشرات عجزهم عن تمويل حربهم إثر قرار نقل البنك المركزي إلى عدن.
ولفت المطري إلى أن المبادرة جاءت بعد الهزائم المتوالية للمليشيات على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية، كمحاولة يائسة لاستدراج التحالف العربي والمجتمع الدولي للاعتراف الضمني بشرعية الانقلاب من خلال التصوير بأن الحرب الدائرة هي بين اليمن والسعودية.
وأضاف المطري "الانقلابيون يبحثون عن هدنة على حدود اليمن والسعودية، ليتفرغوا للحرب الداخلية ضد الشعب، ولو كانوا فعلا يريدون السلام لطلبوا هدنة في مختلف الجبهات".
aXA6IDE4LjIyMy4yMDYuODQg جزيرة ام اند امز