عودة الحوثي لقائمة الإرهاب.. تحت مجهر الكونجرس الأمريكي
حصار يطوق الحوثي مع بدء تحركات رسمية في الكونجرس الأمريكي لإعادة المليشيات إلى قائمة الإرهاب في مطلب بات تحت المجهر أكثر من أي وقت مضى.
خناق يضيق على المليشيات في أروقة مبنى الكابيتول، هناك حيث تسبب استهداف مواقع ومنشآت مدنية في دولة الإمارات بموجة من القلق العارم طال حتى الديمقراطيين بمجلس الشيوخ، ودفع بالرئيس جو بايدن للقول إن التصنيف "قيد النظر".
مشروع قانون
والجمعة، قدم السيناتور الجمهوري تيد كروز مشروع قانون في مجلس الشيوخ الأمريكي، يطالب بفرض عقوبات على مليشيات الحوثي ومسؤوليها وعملائها أو المنتسبين إليها على خلفية أعمال الإرهاب الدولي.
وقال موقع “فري بيكن” الأمريكي الإخباري إنه حصل على نسخة من إجراءات العقوبات التي ينوي المشروعون تقديمها ضد مليشيات الحوثي.
وأشار الموقع إلى أن تكتلا يتزعمه السيناتور تيد كروز يعد تشريعا جديدا يعيد تصنيف الحوثي منظمة إرهابية وذلك خلال 30 يوما من تمرير الكونجرس له.
ووفق المصدر نفسه، فإن تشريع كروز يمكن أن يجذب المشرعين الديمقراطيين بعد موجة القلق التي أحدثها هجوم الحوثي على دولة الإمارات والذي قوبل بإدانة واسعة النطاق من إدارة الرئيس جو بايدن والمشرعين الأمريكيين.
ولفت الموقع إلى أن مشروع القانون يحظى بدعم بعض من أبرز صقور السياسة الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ما يمنح آمالا واسعة بإعادة إدراج الحوثي على لائمة التنظيمات الإٍهابية.
وتأكيدا لانخراط الديمقراطيين في جهود الكونجرس لإعادة تصنيف الحوثي إرهابية، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، جريجوري ميكس، إنه سينظر في إعادة تصنيف مليشيات الحوثيين جماعة إرهابية.
وأشار ميكس، في تصريح ترجمته "العين الإخبارية" إلى أنه سينظر فيما إذا كان ينبغي إعادة تصنيف الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن على أنهم جماعة إرهابية بعد هجوم بطائرة بدون طيار في أبوظبي الأسبوع الماضي.
وقال ميكس، كبير الديمقراطيين في السياسة الخارجية في مجلس النواب، لموقع "جيويش إنسايدر": "سأنظر إلى ذلك بعناية شديدة وأتحدث إلى الإدارة"، وأضاف: "أنا قلق للغاية وأدين بأشد العبارات الحوثيين واستخدام الطائرات المسيرة والضربات على الإمارات. لذلك، هذا أمر نحن ننظر فيه".
وتابع ميكس أن "همي هو التأكد من أن المساعدة الإنسانية قادرة على الاستمرار والتأكد من وصولها إلى الناس، النساء والأطفال والرجال الذين ليسوا مقاتلين".
رسالة النواب العشرة
في اليوم نفسه، دعا 10 نواب بالكونجرس الأمريكي وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، في رسالة تلقت "العين الإخبارية" نسخة منها، استعرضت مخاطر إخراج المليشيات من قائمة الإرهاب وانتهاكاتهم الجسمية التي تجعلها تستوفي جميع المعايير القانونية لتصنيفها منظمة إرهابية.
واستهلت الرسالة بالهجوم الإرهابي الأخير للحوثيين على أهداف مدنية بدولة الإمارات، مضيفة أنه "من الواضح أن المتمردين الحوثيين يواصلون رفض جهود حسن النية للتفاوض على حل دبلوماسي، اختاروا بدلاً من ذلك طريق العنف، بما في ذلك ضد المدنيين والأهداف المدنية".
وقال النواب: "أعرب المسؤولون في الإدارة مؤخرًا عن استعدادهم لإعادة النظر في قرارك بشطب الحوثيين من القائمة، المعروفين أيضا باسم أنصار الله، كمنظمة إرهابية أجنبية"، و"نحن نؤيد تمامًا التراجع عن هذا القرار وإعادة إدراج الحوثيين في القائمة".
وشددوا على أن "شطب الحوثيين من القوائم لم يجعل المنطقة أكثر أمانًا ولم تتقدم عملية السلام المتوقفة. لا يمكن إحراز تقدم في معالجة عدم الاستقرار في اليمن إلا عندما يتحمل المسؤولون عن عرقلة السلام المسؤولية عن أفعالهم".
وقالوا: "كما أشرنا في رسالتنا الأولية إليكم، من الواضح جدًا أن الحوثيين يستوفون جميع المعايير القانونية لتصنيفهم كجماعة إرهابية، هم منظمة أجنبية تنخرط في نشاط إرهابي يهدد المصالح والمواطنين الأمريكيين. لقد أطلقوا صواريخ على مطارات مدنية في مناسبات عديدة، استهدفوا البنية التحتية للطاقة المدنية، وهددوا الشحن الدولي".
قيد النظر
في تبدل لافت للموقف، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الأربعاء، إن وضع مليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب مجددا هي مسألة "قيد النظر"، وهو الذي ألغت إدارته تصنيف المليشيات ضمن الجماعات الإرهابية في فبراير/ شباط الماضي متراجعة عن قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
إعلان يبدو أنه جاء تحت ضغط موجة الإدانات الدولية الواسعة وغير المسبوقة للهجوم الإرهابي الذي شنته مليشيات الحوثي بطائرات مسيرة مفخخة على منشآت ومناطق مدنية بدولة الإمارات العربية المتحدة.
كما أن إعادة النظر في تصنيف الحوثي يأتي استجابة للجهود الدبلوماسية الإماراتية المكثفة في واشنطن، وفي وقت باتت فيه الساحة الداخلية وأروقة السياسة الأمريكية، خصوصا داخل الكونجرس، مهيأة لاتخاذ قرار مماثل.
ومما يعزز مساعي الكونجرس أن التصنيف تحول أيضا لمطلب داخلي أمريكي وذلك منذ نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي أي عقب اقتحام الحوثيين للسفارة الأمريكية في صنعاء ونهب محتوياتها واختطاف نحو 25 من العاملين فيها.
اعتداءات شكلت حدثا مفصليا في تحديد بوصلة قسم واسع من الرأي العام الأمريكي وأدى إلى تنامي الأصوات الغاضبة داخل الولايات المتحدة وتحديدا الكونجرس.
وإعادة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب يعني فورا حظر دخولهم ومن يرتبطون بهم إلى الأراضي الأمريكية وإمكانية ترحيل من يعملون لصالحها من المهاجرين من الأراضي الأمريكية، وتجريم تمويل أي مؤسسة أو شركة أمريكية أو أفراد أمريكيين لأي أنشطة متعلقة بهذه المنظمة.
كما سيعني أيضا تجريم أي معاملات مالية قد تجريها البنوك الأمريكية مع المليشيات وتجميد أي أرصدة سائلة أو ممتلكات وأصول ثابتة لها في الولايات المتحدة إن وجدت.
أما إقليميا، فمن شأن خطوة مماثلة كبح الخطر الإيراني عن الشرق الأوسط بتحجيم أهم مليشيات طهران، ما يسهل إحلال السلام في اليمن، والاستقرار بالمنطقة.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA= جزيرة ام اند امز