الحوثيون والاستنجاد بإيران.. إقرار بالهزيمة تسبق معركة الحديدة
فيما تتوالى الانهزامات في صفوف ميليشيات الحوثي وحليفها المخلوع، باتت العناصر الانقلابية تستنجد بالحليف الإيراني لاسيما مع اقتراب معركة الحديدة
فيما تتوالى الانهزامات في صفوف ميليشيات الحوثي وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح، على أيدي القوات الشرعية اليمنية مدعومة بالتحالف العربي، باتت العناصر الانقلابية تستنجد بالحليف الإيراني لاسيما مع اقتراب معركة الحديدة، في مؤشر قوي على الإقرار بالهزيمة.
فبعد فشل كل محاولات الاستنجاد بالأمم المتحدة بهدف منع معركة ميناء الحديدة، والادعاء بأن الميناء هو المنفذ الوحيد في اليمن الذي يستقبل البضائع لكل المحافظات، بدأ الحوثيون يستنجدون بإيران ويدعونها للتدخل في الشأن اليمني.
ويبدو أن الأمم المتحدة قد اقتنعت بالبدائل التي طرحتها الحكومة والتحالف كمنافذ برية وبحرية وجوية لإدخال البضائع والمساعدات إلى اليمن، في حال إغلاق ميناء الحديدة، وهو ما جعل المليشيات تقر بالعلاقة المشبوهة مع إيران، ومطالبتها بالدعم رسميا.
وأمس الإثنين، طالب رئيس مجلس النواب التابع للحوثيين وصالح، يحي الراعي، إيران، بالعمل على وقف معركة ميناء الحديدة، وذلك خلال لقاء جمعه مع القائم بأعمال السفارة الإيرانية في صنعاء، محمد فراهت.
ودعا الراعي، إيران إلى توظيف تحركاتها وعلاقاتها في سبيل وقف الحرب في اليمن، وعلى وجه الخصوص، معركة ميناء الحديدة، كما ذكرت وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
ويرى مراقبون، أن الدعوة الموجهة من الحوثيين لإيران، هي "إقرار صريح بالعلاقة المشبوهة" التي تجمعهم، حتى وإن حاول الطرفان الادعاء بأن الدعم الحاصل يقتصر على الجانب السياسي.
وكان زعيم هذه المليشيات الانقلابية عبد الملك الحوثي، قد دعا إيران، الأسبوع الماضي، إلى "دور أفضل في المستقبل"، والانخراط بشكل أكبر في الشأن اليمني، وذلك بالتزامن مع التحركات لإنطلاق معركة الحديدة من قبل التحالف العربي والحكومة الشرعية.
وتؤكد الحكومة الشرعية والتحالف، أن إيران تقوم بتزويد الحوثيين بأسلحة متطورة وصواريخ باليستية وحرارية موجهة، بالإضافة إلى خبراء التدريب الذي يتواجدون في صنعاء وصعدة.
وظهرت مؤشرات الدعم الإيراني للحوثيين بشكل أكبر خلال الأيام الماضية، فبعد اعتراض التحالف لأكثر من 10 صواريخ باليستية تم إطلاقها على مواقع القوات الحكومية في المخا، بدا واضحاً أن الانقلابيين يمتلكون أكثر من منصة لإطلاق الصواريخ في وقت واحد.
وقال مصدر عسكري لـ"بوابة العين الإخبارية" إن "إطلاق كمية الصواريخ في المخا دفعة واحدة يؤكد امتلاكهم منصات جديدة يبدو أنها وصلتهم عبر البحر، حيث من المستحيل أن يقوموا بإطلاق عدة صواريخ من منصة واحدة، كون تجهيز الصاروخ يستغرق وقتا طويلا يكفي لحضور مقاتلات التحالف وتدميرها في الحال".
وعلى الرغم من محاولات النفي والتكتم من قبل الحوثيين على استلامهم أسلحة إيرانية، إلا أن الحكومة الشرعية تؤكد تورط طهران بدعم الانقلابين، وتقول إن أسلحتها ساهمت في إطالة أمد الحرب.
ودعا رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، في لقائه السفير الأمريكي لدى اليمن، ماثيو تولر، أمس الإثنين، المجتمع الدولي إلى منع إيران من التدخل في الشأن الداخلي لبلاده، وإيقاف تهريبها السلاح للمليشيات الانقلابية التي أطالت من أمد الحرب وتسببت في كل هذا الدمار للوطن".
ويرى خبراء أن إيران ستكثف من عمليات تهريب الأسلحة خلال الأيام القادمة للحوثيين، بالتزامن مع الترتيبات الأخيرة لانطلاق معركة الحديدة.
وقال الباحث اليمني في الشؤون الإيرانية، عبدالعزيز المجيدي، لـ"بوابة العين الإخبارية"، إن إيران "ستفعل كل ما بوسعها كدولة تفضل خوض حروبها من الخلف بواسطة الميليشيات الطائفية لتزويد أتباعها بمختلف الأسلحة عبر التهريب ومنع استعادة الجيش الوطني للحديدة، باعتبارها الرئة الأخيرة التي تسمح لهم بالحصول على السلاح على طول الشريط الساحلي الغربي".
وأكد المجيدي تورط إيران بتهريب السلاح للحوثيين خلال الفترة الماضية، وأضاف متسائلاً: "من أين لجماعة خرجت من الكهف متمرسة بالقتل فقط كل هذه الخبرات التي يجري استعراضها حتى وصلت إيران لإطلاق نكتة مضحكة عبر دميتها بتصنيع الحوثي طائرات بدون طيار وأنواع مختلفة من الصواريخ الباليستية؟".
وأكد الباحث اليمني، أن "ميليشيات الحوثي لا تستطيع الفكاك من علاقتها بطهران، لافتاً إلى أن الأفكار الشيطانية الإيرانية جزء من التكوين العقائدي والثقافي للانقلابيين، وهي حصيلة عقود من النشاط الإيراني الصامت لتشكيلها ومدها بمختلف الدعم اللازم لتكون ما هي عليه الآن".
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTAg
جزيرة ام اند امز