البيتكوين والحرب.. كيف تتفاعل العملة الرقمية مع الهجوم الإيراني؟

رأت صحيفة "جورنال دو كوين" الفرنسية المتخصصة في العملات الرقمية، أن هناك علاقة وثيقة بين الحروب في العالم والفوضي وبين العملة الرقمية "بيتكوين".
وتحت عنوان :" البيتكوين والحرب: كيف نتفاعل مع الهجوم الإيراني؟"، قالت الصحيفة الفرنسية إن البيتكوين يقتات على الفوضى؛ لكن، ماذا يحدث عندما لا تكون الفوضى مالية، بل جيوسياسية؟، موضحة أنها الحرب، وهذه المرة، تدور رحاها في إيران.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه "منذ عام 2022، مزق صراعان رئيسيان النظام العالمي؛ روسيا/أوكرانيا، وإسرائيل/ فلسطين"، متسائلة:" كيف تفاعل سوق البيتكوين (BTC) مع هذه الصدمات من خلال مراجعة بأثر رجعي؟".
وقالت "جورنال دو كوين" إن "حقيقة واحدة مؤكدة، وهي أن سعر ملك العملات الرقمية يتحرك، وإذا كانت هذه التقلبات تشعرك بالإرهاق، فقد أطلقت استراتيجية تدعى "25%"، تستهدف تحقيق نمو ثابت بمعدل +25% سنويًا.
«الشيوخ» الأمريكي يقر مشروع قانون لتنظيم العملات المشفرة المستقرة
الحرب الروسية – الأوكرانية 24 فبراير 2022
وفي 24 فبراير/شباط 2022، وبدعوى حماية "أمن" موسكو ورفضها لأوكرانيا الغربية الهوى، أطلق الكرملين غزوًا شاملًا، كسَرَ فجأةً التوازن الذي ساد أوروبا الشرقية منذ نهاية الحرب الباردة، ونتيجة لتلك العملية العسكرية الروسية فقد ارتفعت قيمة عملة البيتكوين بشكل غير مسبوق".
البيتكوين قبل غزو أوكرانيا
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإنه آنذاك كان العالم قد شهد موجة صعود سريعة لقيمة عملة "بيتكوين" (من 10 آلاف دولار إلى 60 ألف دولار في ستة أشهر)، وتحرك منذ قرابة عام في مرحلة تماسك جانبي، ولا توجد إشارات هبوطية واضحة؛ الاتجاه طويل الأجل لا يزال صاعدًا، لكن السوق متردد، يُهضم صعوده الصاروخي السابق.
رد فعل البيتكوين عند اندلاع الحرب: ارتفاع مفاجئ ثم سقوط مدوٍ
وفي يوم الهجوم (24 فبراير/ شباط 2022)، تصرف البيتكوين بعكس التيار: سجل ارتفاعًا حادًا، بل وحقق اختراقًا تقنيًا صعوديًا. لكن نشوة الصعود كانت قصيرة الأمد؛ ومع بدء الأسواق في استيعاب تداعيات العقوبات والصراع الجيوسياسي، انعكس الاتجاه، وبدأ البيتكوين هبوطًا بنسبة تجاوزت 50% خلال أسابيع قليلة.
الحرب الإسرائيلية – الفلسطينية / حماس 7 أكتوبر 2023
في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت حركة حماس هجومًا من غزة، هو الأعنف ضد إسرائيل منذ عام 1948، وهذا الحدث هز الحسابات الأمنية في المنطقة، ونسف وهم "الاستقرار طويل الأمد".
وجاء الرد الإسرائيلي، من حصار وقصف كثيف إلى اجتياحات برية، والتسبب في أزمة إنسانية كبرى في غزة، وخلق انقسامًا حادًا في الدبلوماسية الدولية، وأعاد إشعال خطوط التماس في الشرق الأوسط.
البيتكوين قبل تصاعد النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني
ومن منظور تقني، يذكر الوضع بعام 2022، ولكن على إطار زمني أقصر: خرج السوق من سوق هابط تاريخي (من 69 ألف دولار إلى 15 ألف دولار)؛ بدأ تعافٍ صعودي واضح؛ تلاه تماسك أفقي منظم.
وكان السوق يقف عند مفترق طرق: اختراق صعودي، عودة مؤكدة لموجة الصعود؛ كسر هبوطي، تماسك ممتد، وربما عودة إلى مستويات دون 15 ألف دولار.
رد فعل البيتكوين بعد تصاعد النزاع
وبعد أن خسر -50% في صدمة أوكرانيا، كانت ردة فعل البيتكوين عكسية تمامًا في هذه المرة، وبعد هجوم 7 أكتوبر 2023، اشتعل البيتكوين صعودًا، ورسم مسارًا تصاعديًا شبه مثالي، ليضاعف قيمته تقريبًا — بزيادة تجاوزت +100% خلال بضعة أشهر فقط.
وفي ظل العاصفة الجيوسياسية التي يشهدها العالم لتصعيد التوتر بين إيران وإسرائيل، فإن البيتكوين يواصل صعوده غير المسبوق.
وفقاً للصحيفة الفرنسية فإن الكثيرون في عالم العملات الرقمية يعتمدون خلال وقت الحروب، على نهجين متطرفين: إما التعرض الكامل بنسبة 100%، أو البقاء خارج السوق تمامًا كمَن لا يملك أي عملة (Nocoiner). والنتيجة هي أنه عندما يشتعل السوق، تخدر النشوة حاسة التمييز؛ وعندما ينهار السوق، تسحق الهلع العقل والنوم أيضًا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA==
جزيرة ام اند امز