كيف استقبلت بريطانيا هجوم وستمنستر؟
العديد من السلطات في بريطانيا بجانب الشعب والشخصيات العامة، كان لها ردود أفعال بعد هجوم وستمنستر لكن جميعها أكدت رفض الإرهاب.
اتسمت ردود أفعال السلطات والشخصيات العامة في بريطانيا على الهجوم الإرهابي الذي وقع في محيط البرلمان البريطاني، الخميس الماضي، بموقف موحد ضد الإرهاب وتأكيد على أن مواجهته بحزم وحزن عميق أصاب الشعب بعد ذلك الهجوم.
ومساء الخميس، قتل 4 أشخاص وأصيب 40 آخرون بعدما دهست سيارة دفع رباعي العشرات على جسر وستمنستر ثم اتجه قائدها إلى قصر وستمنستر ليدهس المزيد قبل أن يتوجه إلى ساحة البرلمان البريطاني ليقتل ضابطا غير مسلح طعنا.
وتمكنت الشرطة في النهاية من قتل منفذ الهجوم الذي قال تنظيم "داعش" الإرهابي بعد ذلك إنه أحد "جنوده" ممن يشنون هجمات عشوائية تلبية لنداء التنظيم الإرهابي بشن اعتداءات ضد دول التحالف الدولي ضد "داعش".
وكشفت الشرطة البريطانية هوية منفذ الهجوم، ويدعى خالد مسعود، وهو رجل يبلغ من العمر 52 عاما، ولد في مدينة "كنت" جنوب شرق إنجلترا، وكان يعيش في منطقة "ويست ميدلاندز" التي تضم مدينة برمنجهام.
وأعقب الهجوم موجة من ردود الأفعال داخل المملكة المتحدة، فعلى المستوى الرسمي وجهت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي بتنكيس الأعلام في محيط مبنى رئاسة الحكومة بشارع داونينج ستريت، موضحة أن "مستوى التهديد الإرهابي في بريطانيا تم تحديده منذ فترة عند مستوى الخطر الشديد، وهذا الأمر لن يتغير"، متعهدة في الوقت نفسه بزيادة الإنفاق على أجهزة الأمن لرفع كفاءتها، ورفع دوريات الشرطة في المدن البريطانية.
والشرطة البريطانية كان لها ردود فعل أكثر عملية، حيث شنت، الخميس، عملية مداهمة واسعة شملت 6 أماكن وانتهت باعتقال 8 مشتبهين بهم، معظمهم من مدينة برمنجهام، أحد أكبر أماكن تمركز الإرهابيين في بريطانيا، فحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، فإن سيارة الهجوم تم استئجارها من مكان ما في برمنجهام.
وبعد الهجوم، أعرب العديد من الشخصيات العامة في لندن عن تضامنهم مع الضحايا وإدانة الحادث، حيث أكد ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا السابق، تضامنه مع عائلات الضحايا، مضيفا: "لن يفلح أبدا من يحاول ضرب ديمقراطيتنا بهذه الوسائل المتوحشة".
كما نددت أكبر منظمة إسلامية في بريطانيا "مجلس مسلمي بريطانيا" بالعملية الإرهابية، مؤكدة تضامنها الكامل مع عائلات الضحايا، موضحة في بيان أن قصر وستمنستر هو "قلب ديمقراطيتنا"، وعلينا جميعا أن نضمن استمراره في خدمة وطننا وشعبه في سلامة وأمان.
أما عمدة لندن صادق خان، قال "لن يخوّفنا الإرهاب"، مضيفا خلال فيديو نشره على حسابه بموقع "تويتر"، "سويا في وجه من يسعون للإضرار بنا وتدمير أسلوب حياتنا، كنا دائما وسنظل، ولن يخاف اللندنيون أبدا من الإرهاب"، ليستمر حسابه في نشر صور لنشاطه خلال زيارات ميدانية للعديد من الهيئات لتدعيم إجراءات التأمين ومكافحة الإرهاب، أبرزها إعلانه عن نشر قوات شرطة إضافية في شوارع المدينة للحفاظ على سلامة سكان لندن والزائرين.
وبالنسبة للرد الفعل الشعبي، اتسمت ردود الأفعال برفض جماعي للإرهاب والتأكيد على ضرورة مواجهته، إضافة لمشاعر تضامن مع الضحايا، وهو ما ظهر هذا في هاشتاج باسم "نحن نقف معا We Stand Together" على "تويتر"، ليتبلور ذلك التضامن في شكل حملة تبرع لعائلة ضابط الشرطة المطعون أحد ضحايا الهجوم، إذ جمع المتبرعون أكثر من 140 ألف جنيه إسترليني.
وأدانت العديد من الدول حول العالم الهجوم، في حين أعربت كل من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي عن استعدادهم لمساعدة المملكة المتحدة في مكافحة الإرهاب، كما أدانت عدد من المنظمات العربية والإسلامية الحادث من بينها جامعة الدول العربية.
aXA6IDE4LjExNy45OS4xOTIg جزيرة ام اند امز