كيف يتسلل الفطر الأسود إلى دماغ المتعافين من كورونا؟
شكل الفطر الأسود أحد أكثر الأمراض التي شغلت بال الكثير في الآونة الأخيرة، خاصة مع انتشاره في الهند، ما تسبب في الكثير من الوفيات الناتجة عنه.
بدأ هذا المرض، وهو غير معد، بالانتشار خصوصا بين المتعافين من مرض "كوفيد-19"، الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا، لا سيما في الهند الشهر الماضي وتسبب بوفاة المئات فيها.
والفطر الأسود هو داء مميت يودي بحياة 54% من المصابين به، حسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن بيانات المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وهذا المرض هو عدوى فطرية تتسبب في اسوداد البشرة حول الأنف أو تحول لونها، وتُصيب المريض بضعف الرؤية أو ازدواجها، وآلام في الصدر، وصعوبات في التنفس، وسعال مصحوب بالدم.
ويرتبط هذا المرض ارتباطا وثيقا بمرض السكري وحالات ضعف جهاز المناعة. وقال خبراء إن زيادة استخدام أدوية بعينها في جائحة كوفيد-19 لكبح الجهاز المناعي ربما يكون السبب في زيادة الحالات.
الفطر الأسود والدماغ
وذكر موقع "الهند" الإخباري، أنه "تم اكتشاف فطر أسود أو داء فطري في أدمغة 15% على الأقل من المرضى الذين دخلوا مستشفى مهراجا يشوانتراو الحكومي في مقاطعة مدهيا برديش".
وقال رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في المستشفى، الدكتور راكيش جوبتا، إنه من بين "368 مريضا من داء الفطر الأسود، أظهرت دراسة أولية أن 55 منهم مصابون بالعدوى في أدمغتهم، وقد تم تأكيد ذلك من خلال التصوير المقطعي المحوسب (CT) والتصوير بالرنين المغناطيسي".
تفشي العدوى
وأوضح جوبتا أن "العدوى وصلت إلى أدمغة هؤلاء المرضى من خلال جيوبهم الأنفية قبل دخول المستشفى".
ونقل موقع "الهند" عن خبراء قولهم إن أولى عوارض إصابة الدماغ بالفطر الأسود، هي:
- صداع الرأس.
- القيء.
- فقدان الوعي في الحالات المتقدمة من انتشار العدوى.
وعن كيفية وصول المرض إلى الدماغ، استشهد الموقع بامرأة هندية تبلغ من العمر 48 عاما، والتي تعافت من "كوفيد-19"، ولكن ظهر عليها أعراض تشبه السكتة الدماغية بعد وقت قصير من خروجها من المستشفى.
وذكر الموقع أنه "لم يتم العثور على أي أثر للفطر الأسود في عيني المريضة أو أنفها أو العصب الحجاجي في الشق المداري منه والذي يدخل الفطر من خلاله الجسم عادة، بل كان موجودا في دماغها".
ولفت إلى أنه تم اكتشاف الإصابة بعد إجراء الخزعة ودراسات زراعة الأنسجة.
وعن علامات وصول الفطر الأسود إلى الدماغ، فقد ظهر على المرأة عوارض السكتات الدماغية، وواجهت مشكلة في التحدث، وضعف في الجانب الأيمن من الجسم. وبعد أيام، كشف التصوير بالرنين المغناطيسي وجود كتلة تشبه الورم في عمق الدماغ.
وقال الخبراء إنها مصابة بعدوى في الجزء العميق من الدماغ يسمى المهاد، حيث ظهرت بقع بيضاء وسوداء، تبين لاحقا أنه الفطر الأسود.
يذكر أن المريضة خضعت لعملية تسمى جراحة الأعصاب التجسيمية، أزيلت على أثرها الفطريات من دماغها، وهي حاليا تتعاطى عقارا مضادا للفطريات يدعى Liposomal Amphotericin-B.