الجمهوريون والميزانية.. كيف يؤثر تعليق المساعدات الأمريكية على أوكرانيا؟
أزمة إمدادات عسكرية تلوح في الأفق، اعتبرها محللون "مدمرة" لأوكرانيا في ظل نقص بالذخيرة والمعدات الرئيسية، بالتوازي مع هجوم مضاد تشنه كييف لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا منذ بداية العملية العسكرية.
ضغوط كبيرة تواجهها الإدارة الأمريكية من قبل الجمهوريين المناصرين للرئيس السابق دونالد ترامب في ظل رغبة بوقف المساعدات العسكرية الأمريكية لكييف.
وبينما أصر كبار المسؤولين الأمريكيين مرارا على أن الولايات المتحدة ستدعم كييف "طالما لزم الأمر"، إلا أن البيت الأبيض أشار الثلاثاء إلى أن المساعدات لأوكرانيا ستنقطع في غضون "بضعة أشهر" ما لم يوافق الجمهوريون على حزمة تمويل جديدة لكييف.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحفيين: "الحديث هنا، على الأرجح، عن بعضة أشهر تقريبا".
وتعهدت واشنطن بتقديم أكثر من 43 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ حرب روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، أي أكثر من نصف المساعدات الإجمالية المقدمة من كل الجهات الغربية المانحة.
لكن الاتفاق الذي توصل إليه الكونغرس السبت لتجنب إغلاق المؤسسات الفيدرالية الأمريكية لم يتضمّن أي مساعدات جديدة لأوكرانيا في زمن الحرب، وذلك بموجب تسوية بين الديمقراطيين والجمهوريين الداعين إلى خفض الإنفاق.
وقال المستشار في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مارك كانسيان: "سيكون الأمر مدمرا بالنسبة إلى الأوكرانيين" إذا توقفت المساعدات الأمريكية.
وأضاف: "سيضعف الجيش الأوكراني ثم قد ينهار في نهاية المطاف".
زوّدت الولايات المتحدة كييف بترسانة ضخمة من الأسلحة لمساعدتها في القتال واستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، وهي تتضمن خصوصا ذخائر أسلحة خفيفة وقذائف مدفعية وقاذفات صواريخ متطورة ودبابات ومعدات إزالة ألغام.
وأوضح كانسيان: "تحتاج الجيوش في الحروب إلى تدفق مستمر للأسلحة والإمدادات والذخيرة لتحل مكان ما دُمّر واستُنفد".
وإذا قُطعت المساعدات الأمريكية تماما، وهو أمر يصر البيت الأبيض على أنه لن يحدث، فإن التأثير لن يكون فوريا، إذ إن المساعدات المعلنة في السابق ما زالت ستسلّم لأوكرانيا.
وتابع كانسيان: "قد تمر أسابيع قبل أن نرى تأثير ذلك على ساحة المعركة"، وقد لا يكون بإمكان موسكو الاستفادة من الوضع لأن "الروس مرهقون للغاية في هذه المرحلة".
وبعيدا عن خطوط المواجهة، من شأن وقف المساعدات الأمريكية أن يترك ثغرات في الدفاعات الجوية لأوكرانيا والتي تتألف من منظومات من دول عدة تغطي ارتفاعات مختلفة ويجب إعادة تزويدها ذخيرة بشكل منتظم.
وتؤدي هذه الدفاعات دورا رئيسيا في حماية المدنيين الأوكرانيين والبنى التحتية من الهجمات الروسية المتكررة بطائرات مسيّرة وصواريخ.
الوفاء بالالتزامات
قال جيمس بلاك، مساعد مدير مجموعة أبحاث الدفاع والأمن في مؤسسة "راند يوروب"، "لا يمكنكم... استبدال نظام بنظام آخر إذا كانا يعملان بطريقة مختلفة".
وأضاف "إذا أزلتم المكوّن الأمريكي، فأنتم حتما تقللون من فعالية" هذا النظام المترابط".
وقدّمت عشرات الدول، خصوصا في أوروبا، مساعدات عسكرية لأوكرانيا، ورغم أنه يمكنها زيادة الدعم، فإن الفراغ الذي قد يخلفه وقف المساعدات الأمريكية سيشكل مشكلة كبرى على المدى الطويل.
وقال بلاك: "سيستغرق الأمر سنوات وعقودا من الجهد حتى تصل أوروبا إلى مستوى تستطيع فيه أن تحل مكان الولايات المتحدة كقوة عسكرية أو قوة في الصناعة الدفاعية".
وذلك "ليس جدولا زمنيا مريحا لأوكرانيا التي تحتاج إلى دعم خلال.. الأسابيع والأشهر المقبلة".
وما زالت الخطوات المقبلة للجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب، غير واضحة.
وقال رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي الذي كان أعضاء حزبه الجمهوري وراء إلغاء المساعدة لكييف من مشروع القانون الذي تم التوصل إليه لتجنب إغلاق المؤسسات الفدرالية الأمريكية الأحد إنه "سيحرص على أن الأسلحة ستوفَّر لأوكرانيا".
لكن الزعيم الجمهوري حذّر من أن "الحزم الكبيرة" من المساعدات لن يتم الإفراج عنها إلا إذا عُزّز الأمن على الحدود الأمريكية-المكسيكية.
وقال لشبكة "سي بي إس": "لن يحصلوا على حزم كبيرة إذا لم تكن الحدود آمنة".
من جهته، دعا وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الذي أدى دورا رئيسيا في تشكيل تحالف دولي لدعم أوكرانيا ثم في تنسيق المساعدات، الكونغرس في نهاية الأسبوع إلى الوفاة بوعوده.
ودعاهم في بيان إلى احترام "التزام الولايات المتحدة وعودها تقديم المساعدة المطلوبة بشكل عاجل للأوكرانيين الذين يقاتلون للدفاع عن بلادهم".
aXA6IDMuMTQuMTQ1LjE2NyA= جزيرة ام اند امز