تبشير وزواج وصولا لـ"قم".. خطة إيران لاختراق أمريكا اللاتينية
اختيار إيران المراكز الثقافية لتوسيع نفوذها بالمنطقة، لم يكن من فراغ، فهذه الطريقة تسمح لها بالتحايل على النظم لنشر رسالتها
يبذل النظام الحاكم في طهران جهودا مشبوهة لنشر أجندته في شتى بقاع الأرض، فبعد التصدي له في الدول العربية ومن بعدها أفريقيا يسعى النظام الإيراني لنشر أجندته في أمريكا اللاتينية.
وذكر تقرير لإذاعة "راديو فردا" الذي يبث من العاصمة التشيكية براغ، اطلعت عليه "العين الإخبارية" أن إيران بنت شبكة منظمة من المراكز الثقافية والمساجد في أميركا اللاتينية، يقودها في الأغلب مواطنون محليون اعتنقوا الإسلام وتلقوا تعليما دينيا في إيران، بهدف استقطاب آخرين من دولهم وتوسيع تأثير إيران في المنطقة.
وأشار التقرير إلى أن عمليات الاستقطاب تتم عبر طرق عدة، منها التبشير والزواج من أبناء هذه الدول، ثم توفير تعليم مجاني لمعتنقي الإسلام والتكفل بكل متطلباتة من إقامة وإعاشة وانتقالات، وبعد ذلك يتم تدريب المسلمين الجدد على القيام بالرسالة ذاتها.
وضرب التقرير مثالا على ذلك بشخص يدعى "منير فالنسيا" ولد في مدينة بوينا فينتورا، أحد أكثر مدن كولومبيا فقرا وأكثرها عنفا.
اعتنق "منير" الإسلام بعد لقائه بفتاة إيرانية وعقب ذلك عرضت عليه منحة للدراسة في مسجد شهير في بوينس آيرس يشرف عليه رجل دين إيراني يدعى محسن رباني.
وفي وقت لاحق أتيحت لـ"منير" وزوجته فرصة الدراسة في مدينة قم معقل المرجعيات الشيعية في إيران، حصل خلالها على كل شيء مجانا، بدءًا من التعليم والإقامة إلى وسائل الانتقال والمزايا الأخرى. وبمجرد عودته، بدأ في إدارة مركز تعليمي وثقافي بالإضافة إلى مسجد محلي.
ونقل التقريرعن إيمانويل أوتولينغي، الخبير في أنشطة إيران في أميركا اللاتينية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قولع إنه "عندما يعتنق أحدهم المذهب الشيعي، يحصل على فرصة للسفر إلى إيران ويتم تمويل الرحلة بالكامل من قبل النظام (الإيراني). وعادة ما تكون الرحلة لمدة شهرين لتل، يطلعون فيها على الثقافة الإيرانية، والمزارات الدينية".
وعندما يعود هؤلاء الأشخاص يصبح دورهم واضحا وهو الترويج للنظام الإيراني.
ويبدو أن اختيار إيران المراكز الثقافية لتوسيع نفوذها بالمنطقة، لم يكن من فراغ، فهذه الطريقة تسمح لها بالتحايل على النظم من خلال تنظيم فعاليات أو نشر نصوص باللغة الإسبانية أو نشر رسالتها على وسائل التواصل الاجتماعي وحتى وسائل إعلام.
ويضيف أوتولينغي: "لديهم مجموعة كاملة من المطبوعات باللغة الإسبانية، وأغلب كتبهم تصدر باللغة الإسبانية ولكنهم بدأوا أيضا بنشر كتابات باللغة البرتغالية. فلديهم مجلة ربع سنوية في التاريخ أو الفلسفة أو أصول الدين كما لديهم منشورات للأطفال.
وتتكامل المراكز الثقافية في شبكة منهجية تقودها منظمة تسمى "إسلام أورينت"، يقودها محسن رباني، أحد القياديين في العمليات الإيرانية في أميركا اللاتينية الذين قدموا إلى الأرجنتين في بداية الثمانينيات.
ووفقا للسلطات القضائية الأرجنتينية، فقد تورط محسن رباني في تفجير مركز الجالية اليهودية في بوينس آيرس عام 1994.
واستنادا إلى التحقيقات، أصدرت الحكومة الأرجنتينية مذكرة اعتقال دولية بحق رباني، ما أجبره على مغادرة الأرجنتين والعودة إلى إيران.
وأشار التقرير إلى أن إيران تمتلك استراتيجية مفصلة ومنظمة للغاية لتوسيع نفوذها. فمن قم، يقود "إسلام أورينت" الشبكة في أميركا اللاتينية عبر مركزها للتبادل الثقافي بين إيران وأميركا اللاتينية ومقره كاراكاس.
وترتبط هاتان المنظمتان بالمراكز الثقافية المحلية التي يقودها مواطنون من أبناء كل دولة تم تجنيدهم من قبل أحد رجال الدين مثل محسن رباني.
وفقًا لإيمانويل أوتولينغي، فإنهم ناجحون في عملياتهم، فهم "لا يستقطبون الجميع. عملية الاستقطاب بطيئة للغاية، فهم يقومون بدراسة الأشخاص بعناية فائقة قبل ضمهم إليهم. لذا، فإنهم لا يجندون عشرات الآلاف من الأفراد، لكنهم على الأرجح بالمئات".