أعداء البحار.. تغير المناخ وضوضاء البشر يدمران الحياة البحرية
لم تسلم الكائنات البحرية من الأنشطة البشرية التي أحدثت فوضى عبثية أخلَّت بنظام الحياة البحرية.
تعتمد الكثير من الكائنات تحت الماء على السمع من أجل البقاء على قيد الحياة. ويلعب الصوت دورًا في تواصل العديد من الحيوانات المائية مع بعضها أو العثور على الفرائس وتحديد المواقع وتجنب المفترسات وتحديد موطنها. وتأتي الأنشطة البشرية المتمثلة في الشحن وأنشطة البناء واستخراج النفط والمسوحات الزلزالية والانفجارات، كمصدر للضوضاء، ما يؤثر بالسلب على حياة الكائنات البحرية، خاصة الثدييات ويجعلها مشتتة.
تأثيرات سلبية
تبرز العديد من التأثيرات السلبية للضوضاء على الكائنات البحرية. لعل أبرزها:
الذعر
عندما تصدر الأصوات المرتفعة من الأنشطة البشرية، خاصة إذا كان الحيوان البحري قريبًا من مصدر الصوت، قد يُصاب بالذعر ويهرب بسرعة كبيرة في محاولة للهروب من الضوضاء.
تخفيف الضغط
يُسمى أيضًا بـ«داء الغوص»، وهي حالة تنشأ نتيجة انخفاض الضغط الجوي، ويتسبب في تشكّل فقاعات في الأنسجة، ما يتسبب في تلفها، الأمر الذي يهدد حياة الكائنات البحرية عندما تتعرض للضوضاء.
جنوح الحيتان
وهي حالة تتسبب في طفو الحيتان والدلافين على الشواطئ بالقرب من اليابسة، وفي أغلب الأحيان، تموت تلك الكائنات البحرية. واتضح أنّ أجهزة السونار البحرية التي يستخدمها البشر تتسبب في جنوح الحيتان.
فقدان السمع
قد تتسبب الضوضاء الصاخبة أيضًا في إلحاق بعض الأضرار بالثدييات البحرية، مثل فقدان السمع، هذا الأمر قد يكون كفيلًا بالقضاء على نظام الحياة للأنواع البحرية، التي يعتمد أغلبها على السمع من أجل التواصل والعيش في المحيط المظلم.
تغيرات في السلوكيات
قد تُضطر الكائنات البحرية لإجراء بعض التعديلات أو التغييرات في سلوكها؛ هروبًا من الضوضاء. وهذا ما لاحظته مجموعة بحثية، عندما أجروا تجربة وضع علامات على الحيتان الزرقاء، لمراقبة مدى تأثرها بأصوات السونار، ووجدوا بعض التغيرات السلوكية الطارئة عليها، مثل: السباحة بسرعة بعيدًا عن مصدر الصوت والتوقف عن التغذية. وخلص الباحثون إلى أنّ الضوضاء قد تتسبب في تعطيل بعض السلوكيات الطبيعية للحيتان. ونُشرت الدراسة في دورية «ذا رويال سوساستي» (The Royal Society) في أغسطس/آب 2013.
تواصل ضعيف
قد يتداخل التلوث الضوضائي مع أصوات الثدييات البحرية من أجل التواصل، ما قد يتسبب في ضعف التواصل. على سبيل المثال، أشارت ورقة بحثية إلى أنّ زيادة ضوضاء السفن، تسببت في تغيير الدلافين لنداءاتها الصوتية، ما أضعف التواصل الفعّال بينها وبين أقرانها.
تواجه الكائنات البحرية العديد من التحديات للبقاء على قيد الحياة، لعل أبرزها التغيرات المناخية وما يترتب عليها من التغيرات البيئية حولها. وتأتي الأصوات الصاخبة لتُكمل معاناة الثدييات البحرية وتزعزع استقرارها في المحيط المظلم. لذلك من الضروري اتخاذ التدابير اللازمة وسن القوانين التي تحمي تلك الأنواع من الأصوات الصاخبة التي يُحدثها البشر.