"عودة القرن".. سجل قديم وحملة ناجحة يكتبان نجاح لولا بالبرازيل
وصف تحليل لمجلة "تايم" عودة الرئيس البرازيلي الأسبق لويز أناسيو لولا داسيلفا إلى سدة الحكم فى البلاد، بأنها "عودة القرن".
جاء ذلك بعد أن حصل الزعيم النقابي السابق على 50.9% مقابل 49.1% لجاير بولسونارو، الرئيس المنتهية ولايته والمنتمي لليمين المتطرف، في جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة أمس الأحد.
والرئيس المنتخب صاحب الصيت العالمي سيعود إلى قصر بلانالتو في البرازيل في يناير/كانون الثاني المقبل، بعد أربع سنوات مضطربة من حكم بولسونارو.
سجل قديم
لولا دا سيلفا ليس جديدا على الحكم، إذ فاز بأول انتخابات رئاسية في عام 2002 وشهدت ولايته الرئاسية فترات ازدهار، حيث أدت زيادة قيمة السلع البرازيلية وزيادة الصادرات إلى الصين لتعزيز النمو الاقتصادي السريع.
كما ساعدت الأرباح المفاجئة في تمويل توسع كبير في البرامج الاجتماعية، بما في ذلك برنامج Bolsa Família، والذي قدم تحويلات نقدية مباشرة للأسر ذات الدخل المنخفض مقابل ضمان حضور الأطفال في المدرسة.
كل ذلك عزز شعبية لولا دا سيلفا بين البرازيليين الأكثر فقرا، ففي الوقت الذي ترك فيه منصبه في عام 2010، كانت نسبة شعبيته 83%.
لكن سمعته تعرضت لاحقا لضربة شديدة في عام 2017، عندما حُكم عليه بالسجن لما يقرب من 10 سنوات لقبوله شقة فاخرة كرشوة، وهي تهمة لطالما رفضها باعتبارها ذات دوافع سياسية.
بل إن القاضي الذي أدان لولا في هذه القضية شغل لاحقا منصب وزير العدل في حكومة بولسونارو.
وفي عام 2021، ألغت المحكمة العليا في البرازيل إدانة لولا، قائلة إنه لم يحصل على حقه في محاكمة عادلة، ليسمح له لاحقا بالترشح للرئاسة ضد بولسونارو في عام 2022.
حملة ناجحة
في المقابل، فإن نهج بولسونارو تجاه أزمة جائحة كورونا، جنبًا إلى جنب مع انتهاكاته للمسار الديمقراطي، سمحا للرئيس الأسبق لولا بقيادة تحالف وحدة واسع ضد حكومة الرئيس منتهي الولاية.
بل إن هذا التحالف ضم خصوم لولا السابقين، فقد انضم جيرالدو ألكمين، حاكم مدينة ساو باولو السابق والذي كان منافسًا للولا في انتخابات عام 2006، إلى التحالف، ومن المنتظر أن يكون نائب الرئيس الجديد.
وفي الحملة الانتخابية، تعهد لولا بـ"إعادة بناء البرازيل"؛ وبالتحديد استعادة الخدمات العامة التي تضررت بسبب سنوات من نقص الاستثمار، واستخدام موارد الوقود الأحفوري في البرازيل لخفض أسعار الطاقة المحلية ومحاربة التضخم، ومساعدة ملايين البرازيليين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
ويقول منتقدون إن حملة لولا اعتمدت إلى حد كبير على شعارات، وإن الرئيس الأسبق رفض مشاركة تفاصيل الخطة الاقتصادية التي ستدعم رؤيته للبرازيل.
لكن لولا كان قال لمجلة "تايم" في مارس/آذار 2022: "أنا المرشح الوحيد الذي لا ينبغي أن يخشى الناس بشأن سياسته الاقتصادية، لأنني كنت رئيسًا مرتين بالفعل، نحن لا نناقش السياسات الاقتصادية قبل الفوز في الانتخابات، أولا علينا أن نفوز في الانتخابات".
لماذا خسر بولسونارو؟
كان لبولسونارو تأثير سلبي كبير على البرازيل منذ انتخابه في عام 2018، وفقا لتحليل "تايم"، فقد أحرق الرئيس الجسور مع العديد من حلفاء البرازيل الأجانب، واشتبك مع الاتحاد الأوروبي، ومع قادة بالعالم.
وعلى سبيل المثال، رفض بولسونارو حماية غابات الأمازون المطيرة، وألغى إنفاذ القوانين المصممة لحماية الغابات والشعوب الأصلية، وأنهى المشاريع التي تنطوي على تعاون دولي، ما مثل ضربة كبيرة للجهود العالمية لإبقاء ثاني أكسيد الكربون بعيدا عن الغلاف الجوي لمكافحة تغير المناخ.
وفي البرازيل، قد لا ينسى المواطنون أيضا استجابة بولسنارو لجائحة كورونا، فقد قلل الرئيس -منتهي الولاية- من أهمية المرض باعتباره "إنفلونزا صغيرة"، وشجع البرازيليين على عدم اتباع قواعد التباعد الاجتماعي على مستوى الدولة، وقال إن جرعات اللقاحات غير آمنة.
ويقول منتقدو بولسونارو إنه المسؤول عن حصيلة الوفيات الوبائية المذهلة في البرازيل، وحتى الآن تم تسجيل ما يقرب من 700000 حالة وفاة بفيروس COVID-19 في البرازيل.