كيف تتأثر أسواق النفط بمحارق كورونا في الهند؟
ما إن استبشر العالم بالهند كنقطة مضيئة في سوق الطاقة حتى تحول الضوء إلى نار لمحارق كورونا المتنامية جراء ارتفاع ضحايا الوباء.
سوق النفط العالمية كانت تعول على الهند باعتبارها محركا رئيسيا لتعافي الطلب على الطاقة مع إعادة فتح الاقتصادات العالمية بعد جائحة فيروس كورونا المستجد.
وباعتبارها ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والصين، ومع إعلانها قرب التخلص من الجائحة، جاءت الموجة الثالثة لتقضي على جميع الآمال.
الأمل المستحيل
الأوضاع الصحية الكارثية لجائحة كورونا في الهند جعلت آمال المستثمرين مستحيلة، بحسب المحلل الاقتصادي جوليان لي.
وأضاف جوليان لي، في تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء، أن الجميع من تجار النفط إلى أكبر منتجيه في العالم يشعرون بالذعر من تداعيات الأوضاع في الهند.
وفي مقال نشرته وكالة بلومبرج قال الكاتب ديفيد فيلكينج إن الموقف الراهن في الهند يعني أن جائحة كورونا قد تقتل خلال العام الحالي عددا أكبر من ضحاياها في العام الماضي.
ومن المحتمل أن يكون إجمالي عدد الوفيات الفعلية الناجمة عن الفيروس في الهند أضعاف الأرقام الرسمية المعلنة.
وإذا كانت أرقام الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد في الهند مأساة إنسانية، فسيكون لها تأثيرات خطيرة على صناعة النفط العالمية أيضا.
نقطة مضيئة
كانت الهند واحدة من النقاط المضيئة بالنسبة لنمو الطلب على النفط، إلى جانب الصين التي نجحت في السيطرة على الجائحة، وكل من بريطانيا والولايات المتحدة اللتين تشهدان تسارعا في وتيرة التطعيم ضد الفيروس بما سمح باستئناف أنشطة السفر السياحي ببطء.
وكانت التوقعات تشير إلى عودة الطلب على النفط في الهند ثالث أكبر مستهلك له على مستوى العالم إلى مستويات ما قبل الجائحة أو تجاوزها خلال العام الحالي.
ولكن في ضوء الموقف الراهن من المؤكد أن يتم خفض هذه التوقعات بحسب جوليان لي المحلل المتخصص في اقتصادات النفط.
وبحسب تقرير إخباري نشره ديبجيت تشاكرابورتي وساكيت وسوندريا في وكالة بلومبرج، فإن إجمالي استهلاك البنزين والديزل (السولار) في الهند خلال الشهر الحالي سيكون أقل من الشهر الماضي بنسبة 20% في ظل خلو الشوارع بالمدن الكبرى مثل نيودلهي وبومباي من الناس تقريبا بسبب الفيروس.
كما أنه من المحتمل أن يتراجع الطلب على وقود السيارات بسبب الدعوات إلى البقاء في المنزل للحد من انتشار الفيروس.
تراجع نشاط المصافي
ومن المتوقع تراجع نشاط مصافي التكرير في الهند في ظل التراجع المنتظر للطلب على الوقود وهو ما سيؤدي إلى زيادة في مخزون النفط الخام مما سيؤثر سلبا على المشتريات المستقبلية للخام حتى إذا تحسن الطلب على الوقود .
في الوقت نفسه من المتوقع تراجع مشتريات شركات التكرير الهندية من النفط الخام إذا استمرت الجائحة والقيود المرتبطة بها.
وقد بدأت الدول الكبرى المنتجة للنفط تشعر بالقلق من تداعيات الموقف في الهند.