فساد قطر يتكشف بأوروبا.. تمويلات بالملايين للإخوان في ألمانيا
قطر مولت خلال السنوات الماضية 140 مؤسسة ومركزا إسلاميا في القارة الأوروبية، بحوالي 72 مليون يورو
لا يمر يوم إلا وتتكشف فصول جديدة في ملف تمويل قطر لشبكة من المنظمات المقربة من الإخوان الإرهابية في أوروبا، وخاصة بألمانيا، بهدف واضح: نشر أيديولوجية الجماعة المتطرفة.
وبصفة عامة، مولت قطر خلال السنوات الماضية 140 مؤسسة ومركزا إسلاميا في القارة الأوروبية، بحوالي 72 مليون يورو، وفق صحيفة شتوتغارتر تسايتونغ الألمانية (خاصة).
وتعد ألمانيا وجهة أساسية لأموال قطر، حيث تمول الإمارة 10 مؤسسات ومشاريع تابعة لتنظيم الإخوان في الأراضي الألمانية.
ووفق الصحيفة الألمانية، ضخت قطر أكثر من 5 ملايين يورو بنهاية 2016 في مؤسسات الإخوان، بواقع 96 ألف يورو لمنتدى الإسلام في مدينة ميونخ، (جنوب)، و400 ألف يورو في مركز ومسجد دار السلام في برلين، و300 ألف يورو لمؤسسة في بلدة دينسلاكن بولاية شمال الراين ويستفاليا غربي البلاد.
كما منحت قطر تمويلا ضخما بلغ 4.4 مليون يورو لصالح مؤسسة مركزية للإخوان في برلين، لكن صحيفة شتوتغارتر تسايتونغ لم تذكر اسمها.
ووفق وثائق، قالت الصحيفة، إنها اطلعت عليها، فإن جمعية النادي الثقافي المغاربي في مدينة شتوتغارت (جنوب غرب)، أرسلت خطابا لمؤسسة قطر (قطر فاونديشن) في 2015، كتبت فيه "نطلب دعم رئيس مؤسسة قطر، وهو على دراية باحتياجات المسلمين في الشتات في الدول الغربية".
وطلبت جمعية النادي الثقافي المغاربي، وفق الوثائق، 110 آلاف يورو لشراء مقر لها من خمس طوابق، و300 ألف يورو لتطوير مسجدها ومدرسة لتحفيظ القرآن، وكان رد المؤسسة القطرية بأنها اعترفت بالجمعية كشريك، وسهلت حصولها على هذه الأموال.
ونقلت الصحيفة الألمانية عن مصادر في هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية في ألمانيا" أن جمعية النادي الثقافي المغاربي جزء من شبكة الإخوان في ألمانيا.
الأمر نفسه ينطبق على الجمعية العربية الألمانية في مدينة أولم (جنوب غرب)، التي أرسلت أيضا خطابا يضم تفاصيل حساباتها البنكية، إلى مؤسسة قطر طلبا للدعم.
وبدأت الجمعية خطابها بعبارة "من بنى مسجدا، بنى الله له بيتا في الجنة"، ثم طلبت تمويلا لشراء منزل لتحويله مقرا للجمعية ومسجد في أولم.
وقالت شتوتغارتر تسايتونغ إن "ألمانيا تعد مهمة للغاية في الاستراتيجية الخارجية لقطر"، مضيفة "كما أن التنظيمات المرتبطة بالإخوان في ألمانيا تعد شريكا مهما للدوحة، ومتلقي أساسيا للدعم القطري".
الصحيفة قالت أيضا إن "الدعم القطري لشبكة الإخوان يثير غضب سلطات الأمن في ألمانيا وأوروبا". وتابعت: "سلطات الأمن في ألمانيا تعتبر الإخوان أخطر من داعش والقاعدة، لأنها تهدف للسيطرة على المجتمع عبر السيطرة التدريجية على المؤسسات".
وتعليقا على التمويل القطري للإخوان، قالت السياسية البارزة بالاتحاد المسيحي الحاكم (يمين وسط)، بيرغل أكبينار، للصحيفة ذاتها: "لابد من استخدام جميع وسائل سيادة القانون لمكافحة التيارات المتطرفة ومنع تمويلها من الخارج".
فيما قال روديجر لولكر، أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة فيينا النمساوية والخبير في شؤون التنظيمات الإسلامية المتطرفة، إن تمويل قطر لشبكة الإخوان في ألمانيا كان معروفا منذ سنوات، لافتا إلى أن الدعم القطري والتركي هما سبب توسع الجماعة المستمر في الدول الأوروبية.
وأضاف لولكر لـ"العين الإخبارية": "السلطات في ألمانيا وكل الدول الأوروبية مطالبة باتخاذ إجراءات قوية لوقف التمويلات الخارجية للمنظمات والأفراد على أراضيها، وفي مقدمتها التمويل القطري للإخوان".
وتملك الإخوان وجودا قويا في ألمانيا عبر 1350 قياديا وعشرات المؤسسات والجمعيات المنتشرة في ولايات البلاد الـ16، لكن الاستخبارات الداخلية تصنف الجماعة "معادية للدستور والديمقراطية"، وتخضعها للرقابة.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4yMjQg جزيرة ام اند امز