
قال تقرير نشره موقع موقع بيزنس إنسايدر إنه بحلول عام 2050، من المتوقع أن يعيش نحو 70% من سكان العالم في المدن.
وهذه الحقيقة التي توقعها البنك الدولي، تفترض أنه لمواكبة هذا التحول الكبير، يجب أن تتطور المدن ليس فقط من حيث الحجم، بل من خلال إعادة التفكير في كيفية عملها. وستحتاج المراكز الحضرية إلى دعم التزايد السكاني، وتوفير التنقل الفعّال، وتغذية الحياة اليومية بأنظمة طاقة نظيفة، والاستجابة في الوقت الفعلي لاحتياجات المجتمع.
ووفقا لتقرير بيزنس إنسايدر، فإنه على الرغم من الزخم المتزايد لمبادرات المدن الذكية، فإن العديد منها لا يزال يواجه صعوبة في مواءمة التكنولوجيا مع الاحتياجات الواقعية. التحدي يكمن في إيجاد توازن بين تحسين العمليات اليومية وضمان الاستدامة طويلة الأمد ورفع جودة الحياة. وهذا يمثل تحولًا في كيفية تطوير المدن: من تزويد البنية التحتية بتقنيات رقمية مضافة، إلى دمج الذكاء في جوهر التصميم الحضري منذ البداية. وهي عملية ربط بين التصميم والبيانات والتنفيذ — لإنشاء أنظمة لا تعمل بذكاء فحسب، بل تعمل بشكل أفضل معًا.
وألقى التقرير الضوء على أعمال مجموعة إس.جي (SJ Group) في مشاريع متنوعة حول العالم — من المجتمعات الساحلية في أستراليا إلى الحرم الجامعي في سنغافورة، وصولًا إلى المناطق الصناعية الكبرى في المملكة العربية السعودية.
أستراليا: الطبيعة والتكنولوجيا في انسجام
وفي شبه جزيرة بيلارين بولاية فيكتوريا، يُعد مشروع ذا بوينت إستيت مثالًا حيًا على كيفية دمج التصميم الذكي مع الحفاظ البيئي. تم تطوير المشروع بدعم من شركة SMEC، التابعة لمجموعة SJ، ويغطي مساحة 195 هكتارًا. وأكثر من ثلثي المساحة مخصصة للمساحات المفتوحة، بما في ذلك المتنزهات ومسارات المشي وركوب الدراجات، بالإضافة إلى مجرى مائي مدّي بطول 5 كيلومترات يستعيد التدفق الطبيعي ويحسّن جودة المياه.
كما يعتمد المشروع على تصميم حضري حساس للمياه، يتضمن حدائق مطرية ومجاري تصريف بيولوجية وأنظمة تصريف خاصة بكل قطعة أرض، ما يعزز التنوع البيئي وقدرة المجتمع على التكيف مع المناخ. واستخدمت أدوات رقمية متقدمة مثل نموذج ثلاثي الأبعاد لأعمال الحفر الأرضي، مما ساهم في تقليل التكاليف وتقليص الأثر البيئي. وبالإضافة إلى ذلك، تم استخدام نظام صرف صحي بالضغط، أقل ضررًا من البنية التحتية التقليدية. ونال المشروع شهادة "EnviroDevelopment" من معهد التنمية الحضرية الأسترالي، لتلبيته معايير الاستدامة الصارمة في مجالات النُظم البيئية، والطاقة، والمياه، والنفايات، والمواد، والمجتمع.
سنغافورة: حرم جامعي أكثر ذكاءً
وفي سنغافورة، تعيد جامعة سنغافورة الوطنية (NUS) تصور إدارة الحرم الجامعي من خلال مركز عمليات متكامل (IOC) تم تطويره بالشراكة مع SJ. يغطي الحرم الجامعي مساحة 170 هكتارًا ويعمل على مدار الساعة، مما يتطلب مراقبة دقيقة للأنظمة المختلفة.
ويوفر مركز العمليات مراقبة لحظية لأداء الأنظمة الأمنية والهندسية والتشغيلية عبر منصة واحدة، ما يُسرّع الاستجابة للطوارئ ويقلل من الأعطال التشغيلية. كما أن المركز قابل للتوسع بما يتماشى مع تطور احتياجات الجامعة، مما يعزز من كفاءة وسلامة واستدامة البيئة الجامعية.
السعودية: تخطيط من أجل نمو مستدام
وعلى نطاق أكبر بكثير، تُعد مدينة سدير الصناعية في السعودية نموذجًا للتخطيط الحضري الذكي طويل الأمد. وتمتد المدينة على مساحة 258 كيلومترًا مربعًا، وتُعد واحدة من أبرز المناطق الاقتصادية في المملكة. وتتميز المدينة بتخطيط متكامل للبنية التحتية والتقسيم المرحلي واستخدامات الأراضي منذ البداية.
وتتجاوز مساهمة مجموعة SJ حدود الهندسة، لتشمل التخطيط الاستراتيجي أيضًا، من خلال مواءمة المناطق الصناعية والسكنية وتوقيت الخدمات مع احتياجات السوق، لتكون الأراضي جاهزة للاستثمار فورًا. ويكمن ذكاء سدير في التفكير المنهجي الذي يدعم التنمية المستدامة على المدى الطويل، لا في التكنولوجيا الظاهرة فقط.
من هذه المشاريع المختلفة، يتضح مبدأ موحد: المدن الذكية لا تُعرّف بالتكنولوجيا وحدها، بل بكيفية دعم الأنظمة لحياة الإنسان — بهدوء وكفاءة وعلى نطاق واسع. وكما قال ييو تشون تشونغ، الرئيس التنفيذي للحلول المتكاملة في SJ: "المدن الذكية تُثري الحياة، ليس فقط بالتكنولوجيا، بل من خلال تصميم هادف يعزز من الترابط الإنساني ويُرسّخ الشعور بالمجتمع."
وفي عالم تتزايد فيه التحديات، سيكون النجاح من نصيب المدن التي تُدمج الذكاء في كل طبقة — من التخطيط إلى الأداء — لتخدم أجيال الحاضر والمستقبل.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز