أذربيجان الملقبة بأرض النار إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، لا يزيد عدد سكانها عن الـ10 ملايين نسمة
أذربيجان، الملقبة بأرض النار، إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، لا يزيد عدد سكانها عن الـ10 ملايين نسمة، تحولت من دولة غير معروفة لدى الكثيرين إلى منطقة جذب لكثير من الاستثمارات والسياح، بفضل التنمية والحراك الاقتصادي والسياحي، لتقدم نفسها كدولة عصرية علمانية.
وبفضل ما تتمتع به من استقرار سياسي وأمني، وبنية تحتية متكاملة، إضافة إلى ما وهبها الله من طبيعة خلابة أصبحت أذربيجان مقصدا للكثير من السياح، لا سيما القادمين من دول الخليج خلال الأعوام الأخيرة، بعدما لاقت تقديرا وإعجابا من زوارها كونها تقدمت خلال هذه السنوات إلى مراتب متقدمة فاقت جيرانها الذين أشغلتهم الطائفية والعرقية.
لقد كانت ظاهرة التعددية الثقافية موجودة دائما في المنطقة التاريخية من منطقة القوقاز، إلا أن المد الإسلاموي والطائفية والعرقية ضيقت الخناق على كثير من الشعوب، فيما تظهر التعددية الثقافية الأذرية التزام البلاد بالمُثُل العليا المتمثلة في الحرية والمساواة وإرساء قيم التعايش والتسامح
وتعاملت أذربيجان مع الأديان والمذاهب بصورة مختلفة لا تخلط بين الدين والسياسة وتفصل بينهما، وتؤمن بحرية الاعتقاد والتدين، ما جعل أي صراعات مذهبية داخل هذه الدولة الفتية تختفي، وبدأ الشعب في متابعة شؤونه اليومية دون النظر إلى معتقد الآخر وطريقة تفكيره، فيما لم تعامل الدولة مواطنيها بناء على إيمانهم، فكانت من أكثر الدول المتعددة الثقافات في العالم، يعيش فيها أتباع الأديان في احترام وتفاهم متبادلين، وقد ساعد التطور الديناميكي الحديث في البلاد على تطور الفكر الجمعي في الجوانب الرئيسية مثل الثقافة والعلوم والتعليم، وأثر المجتمع المتعدد ثقافياً على طريقة تطور الفكر وتعزيز التسامح وحرية الثقافة في منطقة تتميز منذ فترة طويلة بثراء اللوحة السكانية من مختلف الأعراق والديانات التي تعيش معا.
إن القوقاز منطقة حساسة للغاية، وغالبا ما تصبح الأحداث التاريخية والسياسية والثقافية التي تجري فيها مهمة على نطاق عالمي، ولذلك أدركت القيادة الأذرية مبكراً ذلك لتنأى بنفسها عن أي تخندق طائفي، منذ تأسيسها أول جمهورية ديمقراطية في العالم الإسلامي.
لقد كانت ظاهرة التعددية الثقافية موجودة دائما في المنطقة التاريخية من منطقة القوقاز، إلا أن المد الإسلاموي والطائفية والعرقية ضيقت الخناق على كثير من الشعوب، فيما تظهر التعددية الثقافية الأذرية التزام البلاد بالمُثُل العليا المتمثلة في الحرية والمساواة وإرساء قيم التعايش والتسامح.
ختاماً.. كان على دول كثيرة أن تحذو حذو أذربيجان في الابتعاد عن الطائفية وقبول الآخر، بعيداً عن العرق أو اللون أو الدين، لتصل إلى ما وصلت إليه البلاد من تقدم وجذب استثمارات، ورخاء وتماسك في منطقة مكتظة بالكراهية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة