كيف يواجه العالم أزمة الغذاء المرتقبة؟.. قمة الحكومات تضع الحل
أثبتت القمة العالمية للحكومات دورها الريادي كمنصة عالمية لتوجيه تطلعات حكومات المستقبل في مجموعة واسعة من المجالات.
حيث تستضيف دبي دورتها الـ11 في الفترة من 12 إلى 14 فبراير/شباط 2024، تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل"، بعدما حققت القمة إنجازات ملموسة خلال 11 عامًا، وتم تغيير اسم برنامج "القيمة الوطنية المضافة" في الإمارات إلى "المحتوى الوطني"، ومن ثم تحولت إلى مرجع عالمي يتجاوز التصورات الإبداعية، وأصبحت المنصة الفعالة للاجتماعات وورش العمل الحكومية، بما يعزز التعاون لتسريع التقدم وتحسين جودة حياة المجتمعات.
أهم منصة دولية
ويشارك في القمة رؤساء دول وحكومات، مع أكثر من 85 منظمة دولية وإقليمية، و120 وفدًا حكوميًا، وقادة فكر وخبراء عالميين، خلال أكثر من 110 جلسات حوارية وورش عمل، بمشاركة 200 شخصية عالمية و23 اجتماعًا وزاريًا، وتُعد القمة منصة مهمة لاستشراف وتصميم توجهات المستقبل في مختلف المجالات المؤثرة على حياة المجتمعات، مع تنظيم 15 منتدى عالميا بالتعاون مع منظمات دولية وشركات تكنولوجية ومن ضمنها أزمة الغذاء العالمي.
أزمات زيادة الأسعار
شهد العام الماضي ارتفاعًا في أسعار الغذاء نتيجة لأزمات مختلفة، بما في ذلك ظاهرة النينو المناخية وحرب أوكرانيا، ما أثر على إمدادات الأغذية وزاد من التضخم العالمي، وقد تساءل الخبراء عن تأثير ذلك وعما إذا كان العام الجديد سيشهد تراجعًا في الأسعار واستعادة التوازن في تجارة الحبوب والمحاصيل لكن الإجابة غير واضحة حتى الآن.
حيث تغيَّرت مسارات الشحن لشركات عالمية، ما أدى إلى زيادة في وقت وتكلفة الشحن بمقدار 10 أيام على الرحلة من آسيا إلى أوروبا، مع زيادة استهلاك الوقود، وتواجه قناة بنما تحديات بسبب الجفاف، حيث اضطر المسؤولون إلى خفض عدد السفن المارة يوميًا، مع خطة للتخفيض التدريجي حتى 18 سفينة.
- القمة العالمية للحكومات 2024.. رسائل استراتيجية في عالم متغير
- أكبر عام انتخابي في التاريخ.. نصف سكان الأرض إلى «الصناديق» فما رد فعل الأسواق؟
وعن تأثير هذه الأحداث على أسعار الغذاء، يُشير الدكتور إيهاب الدسوقي، الخبير الاقتصادي والأستاذ بجامعة السادات، إلى زيادة العبء على خطوط التجارة العالمية وارتفاع قيمة التأمينات، ما يعني زيادة في أسعار الغذاء، كما أن الأرز والقمح يظهران بوضوح حجم التأثر الذي حدث، حيث يعتمد أكثر من 3.5 مليار شخص على الأرز، وتأثر إنتاج القمح بنقص الرطوبة.
الأرز والقمح الأكثر تأثراً
الإنتاج الهندي للأرز انخفض، ما أدى لفرض قيود على التصدير، وزيادة في أسعار الأرز في دول عدة من بينها السعودية ومصر والجزائر وسلطنة عمان، وقطر، والسودان واليمن، أما بالنسبة للقمح، فقد تأثرت إنتاجية الهند بنقص الرطوبة، مما دفعها للاستيراد لأول مرة منذ 6 سنوات، وتشير مؤشرات منظمة الأغذية والزراعة إلى زيادة في أسعار الزيوت ومنتجات الألبان والسكر، في حين انخفضت أسعار الحبوب واللحوم، ومن المتوقع أن يكون تأثير هذه الأحداث مستمرًا، مع توقعات بأن يضطر المزارعون في أستراليا إلى الزراعة في تربة جافة وتقليص محصول القمح قد يؤدي إلى البحث عن موردين بديلين في أمريكا الشمالية وأوروبا ومنطقة البحر الأسود.
أمل العام الجديد
ورغم التقلبات المناخية في زراعة الحبوب في أمريكا الجنوبية، يُتوقع تحسّن إنتاجها بفضل الأمطار الغزيرة في الأرجنتين، ما يُعزز من إنتاجها للحبوب. بينما تحديث مجموعة "بريكس" مع مصر والسعودية والإمارات قد يؤدي إلى خفض أسعار السلع المستوردة من الصين وروسيا والهند.
فيما يختلف الرأي حول تأثير تجارة بريكس على الأسعار، يشير الدكتور إيهاب الدسوقي إلى عدم توقعه لتغيير في العملة المستخدمة في التعاملات التجارية، مع تركيز على الدولار.
وفي المقابل، يرى الدكتور أحمد سعيد، الخبير الاقتصادي، إمكانية توفير اليوان الصيني في البنوك، ما يؤدي إلى انخفاض سعر الدولار، كما أن توجيه التجارة باليوان والتحويل البنكي بين العملات يُعتبران خطوات مهمة، ويأمل سعيد في أن نجاح هذه التجربة في مصر والسعودية قد يشجع الدول الأخرى في العالم النامي على اتباع هذا المثال، ما يُحدث توازنًا في سوق التجارة العالمية.
وقال أستاذ الاقتصاد التطبيقي والإدارة، ستيفن بي، إن تقديم مجموعة الدول الصناعية السبع 4.5 مليار دولار للمساعدات الغذائية العالمية يعد خطوة إيجابية، لكن إجمالي الالتزامات العالمية لا يغطي سوى جزء صغير من النداءات الإنسانية الحالية. كما أن انخفاض المساعدات الدولية والتكاليف الهائلة لمواجهة جائحة كوفيد-19 قد يؤدي إلى أزمات أكبر في المستقبل.
وأَضاف أن التجاهل السابق لحالات الطوارئ الغذائية يمكن أن يؤدي إلى مشكلات أكثر صعوبة وتكلفة، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتزايد انعدام الأمن الغذائي. النجاح في تلبية احتياجات النازحين قبل الضغط الكبير على الأوضاع يُعد خطوة ضرورية لتجنب الأزمات الإنسانية.
وتابع في دراسه له أن التكاليف الاجتماعية والسياسية لعدم تلبية الاحتياجات الإنسانية تكون باهظة في الدول المحتاجة، وحتى في الدول المانحة، وقد تؤدي إلى زيادة في الصراعات والاضطرابات السياسية. ويجب على صانعي السياسات التعامل مع حالات الطوارئ الإنسانية فورًا وبشكل كامل لتجنب تفاقم الأزمات المستقبلية.
ترتيب لاتفاقيات جديدة
الحرب الروسية الأوكرانية لم تكن سبباً مباشراً في أزمة أسعار الغذاء، بل أسهمت في تفاقم مشكلة موجودة بالفعل. ارتفاع أسعار المواد الغذائية كان قائماً قبل الحرب، وتسارعت بسبب الحرب وحظر صادرات القمح والزيوت والحبوب.
aXA6IDE4LjExOS4xNjMuOTUg جزيرة ام اند امز