لم ننصب فخا للعملاق.. "إتش.إس.بي.سي" تُبرئ ساحتها من أزمة هواوي
"إتش.إس.بي.سي" تؤكد عدم وجود أي عداء تجاه هواوي، وتقول "لم نورط العملاق الصيني".
خلال الساعات القليلة الماضية طفت على السطح مجددا قضية ابنة مؤسس مجموعة هواوي منج وانزو، والتي أوقفت نهاية العام 2018 في مطار فانكوفر ما أدى إلى أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين كندا والصين.
وفي أحدث الحلقات، نفت مجموعة "إتش إس بى سي" المصرفية، والتي تتخذ من لندن مقرا لها، معلومات ساقتها تقارير إعلامية صينية، تتحدث عن أن المجموعة قامت "بتلفيق اتهامات" لشركة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات والتكنولوجيا، أو أنها لعبت دورا في اعتقال المديرة المالية لهواوي.
وقالت "إتش.إس.بي.سي"، في منشور عبر تطبيق المراسلات الصيني "ويتشات" أمس السبت، إنها لم تدفع باتجاه التحقيق مع هواوي في الولايات المتحدة.
وجاء بيان "إتش.إس.بي.سي" في أعقاب تقارير إعلامية صينية، بما فيها صحيفة الشعب اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي، اتهمت المجموعة "بتلفيق" أدلة و "توريط على نحو خبيث" لمنج وانزو، المديرة المالية لهواوي وكريمة مؤسس الشركة والتي اعتقلت في كندا في ديسمبر/ كانون الأول 2018.
وأكد منشور المجموعة على أنه "ليس لدى /إتش.إس.بي.سي/ أي عداء تجاه هواوي ولم /تورط/ هواوي. المعلومات التي قدمتها مجموعة /إتش.إس.بي.سي/ لوزارة العدل تمت وفق طلب رسمي."
وأكدت أن المجموعة لن تلجأ أبدا إلى تشويه الحقائق "أو السعي لإلحاق الضرر بأي من عملائنا من أجل مكاسبنا".
ونهاية الأسبوع الماضي، وجه فريق الدفاع عن منج وانزو، اتهاما للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقويض كل فرص تأمين محاكمة عادلة لموكلتهم في إطار طلب الولايات المتحدة تسلمها.
حيث قاموا بتسليم وثائق إلى محكمة فانكوفر، تتضمن رؤيتهم بأن تصريحات ترامب "سممت الملف"، وكشفوا عن خطتهم الجديدة للدفاع.
ويوم اعتقال وانزو هو ذاته الذي أعلنت فيه واشنطن وبكين التوصل إلى اتفاق هدنة تجارية مدتها 90 يوما، خلال اجتماعات بين الطرفين على هامش قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس بالأرجنتين من العام 2018.
وتتهم الولايات المتحدة المسؤولة البالغة من العمر 48 عاما ابنة مؤسس مجموعة هواوي التي تحتل المرتبة الأولى في تجهيزات اتصالات الجيل الخامس (5G) بالالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.
وتتهم واشنطن منج خصوصا بالكذب على مصرف "إتش إس بي سي" بشأن العلاقة بين "هواوي" و"سكايكوم" وهو فرع كان يبيع معدات اتصالات لإيران، ما يعرض المصرف لانتهاك ممكن للعقوبات الأمريكية على طهران.
وألمح ترامب في مقابلة بعد أسبوعين على توقيف منج، إلى أنه لن يتردد في التدخل لدى القضاء الأمريكي إذا كان ذلك يسمح له بالحصول على اتفاق تجاري أفضل مع الصين، وفقا لمحامي وانزو.
وأشار محامو "منج" الكنديون إلى وجود مؤامرة يشارك فيها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) ضد موكلتهم التي تأتي في المرتبة الثانية بين المسؤولين في المجموعة الصينية.
وهواوي هي أكثر الشركات الصينية التي توضح التهديد التجاري الصيني للولايات المتحدة، بعد أن تفوقت على شركة أبل في شحنات الهواتف الذكية، في حين تجاوزت مبيعاتها ما تحققه شركة "بوينج" الأمريكية العملاقة للطائرات، كما تمضي هواوي بسرعة في تطوير تقنيات شبكات الجيل الخامس في الاتصالات.
وفي منتصف مايو/أيار الماضي، مدد ترامب لمدة عام آخر الأمر التنفيذي الذي وُقِّع في شهر مايو/أيار 2019، وبه مُنعت الشركات الأمريكية من التعامل مع شركة هواوي الصينية.
وتحضّ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المجتمع الدولي على تجنّب هواوي الرائدة في مجال شبكة اتصالات الجيل الخامس، واصفا الشركة بأنها ذراع للحكومة الصينية.
وقررت بريطانيا اعتبارا من 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل، حظر شراء تجهيزات جديدة من هواوي، على أن يتم سحب تجهيزات الشركة الصينية المستخدمة حاليا بحلول العام 2027.
ورفض وزير الخارجية الأمريكي اتهامات الصين لأمريكا بمسؤوليتها عن تخلي لندن عن خدمات هواوي، وأكد أن قرار لندن ليس رضوخا للضغوط الأمريكية.
والأسبوع الماضي، ألقى بومبيو بقنبلة جديدة في معركة هواوي، وأعلن فرض عقوبات جديدة على شركة "هواوي".
وعلى النقيض من القرار البريطاني، قررت فرنسا عدم منع شركة هواوي من الاستثمار في البلد.
وصرح وزير المالية الفرنسي برونو لو مير يوم الثلاثاء، لراديو فرانس بأنه لا يوجد حظر شامل لهواوي في فرنسا ولكن ستجري حماية المواقع الحساسة.
وقال" لن نحظر استثمار هواوي في (شبكة)الجيل الخامس، سوف نحمي مصالح أمننا الوطني".
ويعتبر هذا القرار انتصارا للشركة الصينية على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تضغط على الدول الغربية من أجل حظر استخدام أجهزة هواوي في شبكات الجيل الخامس للاتصالات بدعوى إمكانية استخدامها في التجسس لصالح الحكومة الصينية.