شارك بالحرب العالمية.. فرنسا تودع آخر "رفقاء التحرير"
توفي هوبرت جيرمان، الأخير من نخبة مقاتلي المقاومة، الذين ساعدوا في تحرير فرنسا من النازية خلال الحرب العالمية الثانية عن 101 عام.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن هوبرت جيرمان كان آخر ناجٍ من 1038 جنديًا فرنسيًا ومقاتلًا للمقاومة الذين منحهم الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديجول، لقب "رفقاء التحرير".
وشارك جيرمان في تحرير فرنسا من الاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الثانية.
وخاض جيرمان أغلب قتاله خارج بلاده في صفوف القوات الفرنسية الحرة.
وحارب إلى جانب القوات الأمريكية والبريطانية وقوات التحالف الأخرى في ليبيا ومصر وتونس وإيطاليا، حيث أصيب.
وولد جيرمان في باريس في 6 أغسطس/ آب 1920، وهو ابن جنرال خدم مع القوات الاستعمارية الفرنسية.
وبعد تخرجه في المدرسة الثانوية، كان يستعد لامتحان القبول في الأكاديمية البحرية في ليسيه ميشيل مونتين في بوردو عندما أعلنت الحرب في سبتمبر/ أيلول 1939. وبعد أشهر، في مايو/ أيار 1940 وسقوط فرنسا، قرر مواصلة القتال .
ووفقا للصحيفة، فر هيرمان من فرنسا إلى لندن في يونيو/ حزيران 1940، مستجيبا لنداء ديجول الشهير في 18 يونيو/ حزيران الذي حث فيه على مقاومة الاحتلال الألماني لفرنسا.
وقاد هيرمان في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران 1942 وحدة مضادة للدبابات في معركة شرسة في بئر حكيم، وهي واحة في الصحراء الليبية بالقرب من طبرق.
وحارب إلى جانب الجيش الثامن البريطاني ضد أفريكا كوربس بقيادة الجنرال الألماني إروين روميل، "ثعلب الصحراء".
ووفقا لتقديرات المؤرخين فقد قُتل 141 جنديا فرنسيا في بئر حكيم وجرح 229 وأُسر أكثر من 800. لكن قوات روميل تكبدت خسائر أكبر، حيث قتل أو جرح 3300 جندي وأسر 227.
كما ساعد هيرمان في تحرير مدينة طولون ووادي الرون ومدينة ليون.
وفي أبريل/ نيسان 1945، انضم هو وقواته إلى القوات البريطانية في معركة أوثيون، في جبال الألب الفرنسية، وطرد الألمان من حصنهم على قمة الجبل وفتحوا طريقًا استراتيجيًا بين فرنسا وإيطاليا، والتي كانت بمثابة نهاية للحرب في فرنسا، وفي غضون شهر استسلمت ألمانيا للحلفاء.
عقب انتهاء الحرب انتخب عمدة لمدينة سان شيرون جنوب غرب باريس عام 1953، ثم انتخب نائبا في مجلس النواب (الجمعية الوطنية) في باريس. شغل منصب وزير في الحكومة، أولاً للخدمات البريدية والاتصالات ثم وزيرا للمجالس النيابية، في أوائل السبعينيات.
في سنواته الأخيرة، واصل جيرمان بلا كلل حضور الاحتفالات بالنصر في الحرب وتأبين رفاقه في السلاح وحتى أعدائه السابقين.
وأشاد قادة فرنسا بالدور الذي لعبه هيرمان، فكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تويتر، قائلا: "توفي هوبير جيرمان، آخر رفاق التحرير، البالغ عددهم 1038".
وسيتم دفن جيرمان خارج باريس في مونت فاليريان، حيث تم إعدام العديد من مقاتلي المقاومة والرهائن على يد الألمان خلال الحرب العالمية الثانية، والذي بات اليوم موطن النصب التذكاري لقتال فرنسا، الذي افتتحه ديجول في عام 1960.