سوريا في 14 عاما.. خسائر اقتصادية تتجاوز 700 مليار دولار
انكمش الاقتصاد السوري بنسبة 85% خلال ما يقرب من 14 عاما من الحرب الأهلية أدت لتدمير البنية التحتية وإشعال فتيل التضخم المفرط.
وبلغ حجم الاقتصاد السوري 67.5 مليار دولار في عام 2011، وهو العام الذي بدأت فيه الأزمة واحتلت البلاد وقتها المرتبة 68 بين 196 دولة من حيث حجم الاقتصاد.
بحلول العام الماضي، انخفض الاقتصاد إلى المرتبة 129 بين دول العالم، بعدما انكمش الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 85% إلى 9 مليارات دولار فقط، وفقًا لتقديرات البنك الدولي.
أثر ما يقرب من 14 عامًا من الصراع والعقوبات الدولية ونزوح قرابة الـ5 ملايين شخص يمثلون أكثر من خُمس سكان البلاد، على ما كان بالفعل أحد أصغر اقتصادات الشرق الأوسط.
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لا يزال 7 ملايين سوري آخرين، يمثلون أكثر من 30% من السكان، نازحين داخليًا.
خسائر سنوية تتجاوز 55 مليار دولار
يشير أحدث تقدير للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا إلى خسائر تفوق الـ442 مليار دولار، في السنوات الثماني الأولى من الحرب الأهلية السورية، ما يعني متوسط خسارة سنوية بـ55.25 مليار دولار.
وبحسب التقرير، الذي يغطي الفترة 2011-2019، كان 3 ملايين من الأطفال السوريين تقريبًا خارج المدارس في العام الدراسي 2017/2018. وسط تدهور حاد في التنمية البشرية، خفّض ترتيب سوريا من مجموعة البلدان ذات التنمية البشرية المتوسطة إلى مجموعة البلدان ذات التنمية البشرية المنخفضة.
يشير التقرير إلى أن 82% من الأضرار الناجمة عن النزاع تراكمت في سبعة من أكثر القطاعات تطلبًا لرأس المال وهي الإسكان والتعدين والأمن والنقل، والصناعة التحويلية، والكهرباء والصحة.
وبلغت أضرار رأس المال المادي 117.7 مليار دولار وخسائر الناتج المحلي الإجمالي 324.5 مليار دولار، ما يضع مجموع الخسائر الاقتصادية بحدود 442.2 مليار دولار في السنوات الثماني، ما يعني أن الخسائر قد تتجاوز الـ700 مليار دولار خلال الفترة مجتمعة.
وبشكل عام، تختلف التقديرات حول تكلفة إعادة إعمار سوريا بشكل كبير، فبينما يرى البعض أن إعادة البناء قد تتطلب مئات المليارات من الدولارات، يعتقد آخرون أن الكلفة قد تكون أقل، فيما تبقى الحاجة إلى خطة شاملة تواكب التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها البلد هي المعلومة المؤكدة.
ورغم أن عملية الانتقال السياسي لا تزال غير واضحة المعالم، فإن هناك رغبة متزايدة لدى الشعب السوري في إعادة بناء وطنهم والعيش في ظروف أفضل، وهي الرغبة التي تغذي الأمل في إعادة الإعمار كفرصة لبدء مرحلة جديدة، تمكن البلاد من استعادة قوتها الاقتصادية والاجتماعية بعد أكثر من عقد من النزاع والدمار.
aXA6IDMuMTQ0Ljg0LjE2MSA= جزيرة ام اند امز