"تاليم".. إعصار يضاهي "إرما" في طريقه إلى الصين
السلطات الصينية تستعد لمواجهة إعصار "مدمر" مماثل لإرما من المتوقع أن يضرب البلاد في وقت لاحق من الأسبوع.
بدأت السلطات في جنوب شرق الصين عمليات إجلاء لما يصل إلى نصف مليون شخص من منازلهم، الثلاثاء، حيث تستعد المنطقة لمواجهة إعصار "مدمر" مماثل، من المتوقع أن يضرب البلاد في وقت لاحق من الأسبوع، بعد أيام قليلة من تلقي نحو 12 مليون مواطن أمريكي أوامر بإخلاء منازلهم، الأحد الماضي، بولاية فلوريدا الأمريكية استعدادا لوصول إعصار "إرما" الذي لم تشهد مثله الولايات المتحدة من قبل في تاريخها.
- بالصور.. أمريكيون لـ"بوابة العين": إرما جعل عودتنا لبيوتنا أمنية مستحيلة
- بالصور.. فلوريدا.. هروب جماعي من إرما المرعب
وذكر مركز الأرصاد الجوية الصيني أن الإعصار المعروف باسم "إعصار تاليم" وهو من الدرجة الرابعة، في طريقة ليضرب عدة مدن على طول الأجزاء الوسطى والشمالية من ساحل فوجيان، جنوب شرقي البلاد.
وذكرت ليو أي مينج، كبيرة المهندسين بمكتب الأرصاد الجوية بالمقاطعة، أن السلطات المحلية قد أصدرت إشعارات إخلاء لما يصل 500 ألف شخص، مشيرة إلى أن هذه الأعداد عرضة للتغيير، حيث إن الوضع مازال يتطور.
وأضافت ليو أن معظم المواطنين المتضررين في تلك المناطق المعرضة للفيضانات أو الإنهيارات الطينية، قد لا يكونوا قادرين على الصمود أمام الرياح العاتية، مشيرة إلى أنه في الوضع الراهن ستلجأ السلطات المحلية لاستخدام المباني المدرسية والملاعب الرياضية كملاجئ مؤقتة.
وأوضحت أيضاً أن إعصار تاليم كان قد تشكل في شرق الفلبين، السبت الماضي، وهو الآن في طريقه إلى كل من تايوان وهونج كونج وساحل الصين الشرقي، وبدأ بالفعل في جمع قواه، وفي خلال أيام قليلة قادمة سيتحول إلى إعصار مدمر، ليسجل أعلى مستوي للأعاصير في نظام التصنيف الصيني، مقارناً بالأعاصير من الفئة 4 أو 5 في الولايات المتحدة.
كما حذرت ليو من أن إعصار تاليم المدمر سيكون أكثر فتكاً من أي أعاصير شهدتها البلاد من قبل، وأكدت أنه في حال رفض المواطنين مغادرة منازلهم، فإن فرق التفتيش المكونة من الحزب الشيوعي والمسؤولين الحكوميين ستجبرهم على ذلك خلال الأيام المقبلة، وذلك تجنباً لما حدث في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، عندما ضرب إعصار إرما ساحل فلوريدا، مما أدي إلى فرار أكثر من 12مليون نسمة من المناطق الساحلية استجابة لتحذيرات الحكومة، وتسبب الخروج المفاجئ والجماعي في ازدحام كبير على الطرق السريعة والعديد من محطات الخدمة الوقود.
وعلى الرغم من أن سكان فوجيان أعلى بنسبة 50 % من عدد السكان في فلوريدا، والعاصفتين متشابهتين في القوة، فإن عدد الأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم في المقاطعة ليس سوى عُشر الذين فروا من إعصار إرما.
وقال هوانج بنج، وهو أستاذ في الهندسة المعمارية وهندسة الرياح بجامعة تونج جى فى شانجهاى، وسبق أن عمل لدي المركز الوطني الأمريكي لمراقبة الأعاصير، إن الصين والولايات المتحدة قد اعتمدا أساليب مختلفة للحفاظ على أمن المواطنين وسلامتهم، موضحا أنه في فلوريدا، نصحت السلطات الأمريكية مواطنيها بالفرار من المناطق المتضررة، وهذا هو الوضع الأفضل، نظراً لأن معظم المواطنين المقيمين بتلك الولاية يعيشون في مساكن من الأخشاب وعلى مستوى أرض منخفضة نسبياً مما يجعلهم غير محصنين أمام تلك الرياح.
وأشار إلى أن الصين لا تعتبر عمليات الإجلاء الجماعي عادة خيارا أفضل، ويرجع ذلك إلى الكثافة السكانية الكبيرة للبلاد، الأمر الذي يجعل من عمليات الإخلاء الجماعي أمراً مستحيلاً.
وقال وانج كانجونج، وهو باحث في مختبر الكوارث الجوية التابع لوزارة التعليم في نانجينج بمقاطعة جيانجسو، إن الحكومة الصينية كانت انتقائية جداً عندما أصدرت أوامر بالإخلاء، ولم تكن لتصدر مثل هذا الأمر، لو لم تكن المباني في تلك المناطق معرضة لخطر الانهيار.
كما لفت إلى أن كبار المسؤولين في كل مدينة لديهم خطط طوارئ للتعامل مع مثل هذا السيناريو المريع، ويشتمل على عمليات محاكاة حاسوبية يمكن استخدامها لإخلاء المدن بأكملها، مع التأكيد على ضرورة إبقاء الطرق السريعة مفتوحة لتتم عمليات الإخلاء للمواطنين المتضررين.