"سماوات صافية وبحار نقية".. خسائر مهولة لهذه الدول من تلوث الهواء
أكد البنك الدولي أن تلوث الهواء يكلف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مليارات الدولارات سنويا.
وذكر تقرير بعنوان "سماوات صافية وبحار نقية"، صادر عن البنك الدولي، أن تلوث الهواء يكلّف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو 141 مليار دولار سنوياً، داعيًا دول المنطقة إلى جعل اقتصاداتها صديقة للبيئة.
وأوضح التقرير البنك الدولي أنّ تكلفة تلوّث الهواء إضافة إلى تلوّث البحار والسواحل تُقدر بأكثر من 3% من إجمالي الناتج المحلي في بعض بلدان المنطقة مثل مصر ولبنان واليمن، مشيرا إلى أن "مستويات تلوث الهواء في المدن الكبرى بالمنطقة هي من بين أعلى المستويات في العالم".
- تلوث الهواء يكبد اقتصاد العالم 2.9 تريليون دولار سنويا و57% نصيب 3 دول
- تجارة الكربون.. الدفع في مقابل التلوث
وأضاف أن "الإنتاجية تنخفض إذا لم يتمكّن السكّان من العمل بعد أن يمرضوا هم أو أفراد أسرهم بسبب تلوّث الهواء"، قائلا: "يمكن أن تمثّل تكاليف الرعاية الصحية عبئًا كبيرًا على الأفراد والحكومات".
وكشف التقرير، أن شخصًا مقيمًا في المنطقة سيمضي ما لا يقلّ عن 60 يومًا مريضًا خلال حياته بسبب تلوّث الهواء، وأن سكان المناطق الحضرية يتنفّسون في المتوسط أكثر من 10 مرات مستوى الملوثات في الهواء التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية آمنة.
ويعتبر التقرير أنّ من بين أبرز الأسباب الملوّثة للهواء، "تدنّي المعايير البيئية" في قطاعي النقل والصناعة، و"ضعف جودة الوقود" المستخدم و"حرق المخلّفات".
ولفت البنك الدولي إلى أنّ "البحر الأبيض المتوسط هو من بين البحار الأكثر تلوثًا بالبلاستيك في العالم"، موضحًا أنّ كلّ شخص في المنطقة يرمي ما معدّله 6 كيلوجرامات من النفايات سنويًا في البحر.
وأكّد التقرير أن تلوّث البحار مرتبط بتآكل السواحل الذي يهدد أماكن السكن و"سبلَ كسب العيش، لاسيما بين الفئات الفقيرة.. مشيرًا إلى أن التكلفة المباشرة التقديرية لتآكل السواحل قد تصل إلى 2,8% من إجمالي الناتج المحلي في بعض الدول التي يرتكز اقتصادها على السياحة على غرار تونس.
وفي العام 2020، قدر بحث صادر عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النقي ومنظمة "جرينبيس" جنوب شرق آسيا، بأن التكلفة العالمية للتلوث الناتج عن الوقود الأحفوري في عام 2018 كانت 2.9 تريليون دولار.
وهذا التقرير كان هو الأول الذي يقوّم التكلفة العالمية لتلوث الهواء وتحديدا الناتجة عن حرق النفط والغاز والفحم.
وبحسب التقرير فقد بلغت التكلفة العالمية لتلوث الهواء الناجم عن الوقود الأحفوري 8 مليارات دولار في اليوم خلال العام 2018، أو ما يقرب من 3.3% من الناتج الاقتصادي العالمي. وبلغت آنذاك خسائر أكبر 3 اقتصادات في العالم نحو 1.7 تريليون.
آثار صحية
في كل عام، يخسر الاقتصاد العالمي 350 مليار دولار جراء ثاني أكسيد النيتروجين، وهو ناتج ثانوي من احتراق الوقود الأحفوري في السيارات ومحطات الطاقة، و380 مليار دولار أخرى من الأضرار اللاحقة بطبقة الأوزون، وفقا لتقديرات المنظمتين.
وتبقى أكثر الملوثات تكلفة هي الجسيمات الدقيقة التي تمثل أكثر من تريليوني دولار سنويا كخسائر تقاس بالآثار الصحية، إضافة إلى أيام العمل الضائعة وصولا إلى عدد الوفيات المبكرة.
وتتغلغل الجسيمات الدقيقة في الرئتين وتدخل مجرى الدم مسببة مشكلات في الجهاز التنفسي القلبي الوعائي. وفي عام 2013 صنفتها منظمة الصحة العالمية كعامل مسبب للسرطان.
وتشمل التقديرات المتوسطة المدى لعدد الوفيات المبكرة الناجمة عن تلوث الوقود الأحفوري 398 ألف حالة في الاتحاد الأوروبي، و230 ألف حالة في الولايات المتحدة، و96 ألف حالة في بنجلاديش، و44 ألف حالة في إندونيسيا.
وعلى الصعيد العالمي، يتسبب تلوث الهواء في 29% من مجمل الوفيات وحالات سرطان الرئة، و17 % من مشكلات الجهاز التنفسي، وربع حالات الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.