الممرات الإنسانية باليمن.. "رصاص" حوثي يغتال الإغاثة
أجهضت مليشيا الحوثي، الأحد، جهودا أممية لإعادة فتح ممرات إنسانية تصل من العاصمة المؤقتة عدن إلى صنعاء بعد سنوات من الحصار.
وكان من المقرر أن يتم استئناف النشاط الإنساني في أحد الممرات الحيوية الواقعة بين محافظتي الضالع (جنوب) وإب (وسط)، الأحد، وفق بيان لهيئة التحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية، وهو ائتلاف لعدد من المنظمات الإنسانية، مدعوم من مكتب المبعوث الدولي إلى اليمن، مارتن جريفيث.
وتولى الائتلاف مؤخرا، مهمة التنسيق الميداني بين مليشيا الحوثي والحكومة المعترف بها دوليا، لفتح الممرات بين عدن وصنعاء، بهدف تسهيل مرور المواد الغذائية والإغاثية.
وتسعى الأمم المتحدة، لفتح 3 ممرات في محافظة الضالع تصل إلى المحافظات الشمالية، أهمها ممر الضالع- إب عبر قعطبة والضالع - ذمار عبر دمت والممر الرابط بين محافظتي أبين والبيضاء عبر عقبة ثره الاستراتيجية.
ورفضت المليشيات الانقلابية المدعومة إيرانيا فتح الطريق الرئيسي الحيوي، الواقع في الحدود الملتهبة ببلدة قعطبة-الفاخر والواصلة إلى مدينة إب، وذلك بعد فتح القوات اليمنية المشتركة الشريان المهم من جانب واحد، حسب مصادر حقوقية وعسكرية تحدثت لـ"العين الإخبارية".
وقالت المصادر، إن مليشيا الحوثي أطلقت وابل النيران على الشاحنات القادمة من العاصمة الموقتة عدن وشرعت في تكثيف زراعة ألغام ومتفجرات مضادة للمركبات بجانب الطريق الرئيسي.
وكشفت القوات اليمنية المشتركة، مساء الأحد، عن استكمال عملية فتح الممر الإنساني من جانب واحد أمام الشاحنات التجارية والبضائع والمركبات المدنية.
وأكد بيان لمحور الضالع، تنفيذه للاتفاق وإزالة السواتر الترابية والتحصينات العسكرية لمرور البضائع والمسافرين إلى آخر حاجز أمني متاخم لخطوط التماس مع مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
وأشار إلى أن الطرف الآخر، وهو مليشيا الحوثي، عرقل جهود فريق مكتب المبعوث الدولي الرامية لفتح الممرات الإنسانية، ولاتزال هذه الممرات مغلقة أمام الشاحنات والمارة في انقلاب واضح على الإتفاق الإنساني الساعي تخفيف حركة النقل بين المناطق المحررة والمناطق الخاضعة للانقلابيين.
وكانت القوات اليمنية المشتركة المرابطة الجبهات المشتعلة شمالي محافظة الضالع، قد رحبت في وقت سابق بالجهود الأممية، وأكدت على ضرورة أن تظل هذه الممرات والطرق مفتوحة أمام الحركة العامة للمواطنين والبضائع التجارية التي تصل إلى ميناء عدن وتعبر باتجاه صنعاء.
وطالبت هذه القوات المدعومة من التحالف العربي، الأمم المتحدة بإلزام مليشيا الحوثي بتنفيذ اتفاق فتح الطرقات وتحديد الطرف المعرقل للإمدادات الغذائية والحيوية المغذية لآلاف اليمنيين.
ورغم موافقة قيادات المليشيات الحوثية على فتح كافة الممرات الرئيسية والفرعية الواصلة بين جنوبي اليمن وشماله، إلا أنها لا تعدو أكثر من مراوغة جديدة تنتهي بالتعنت من قبل قياداتها الميدانية والتي تصعد من الأعمال العدائية والعسكرية في محاولة لاجتياح الضالع، انطلاقا من معسكرات ومناطق محافظة إب.
وتضم الضالع شبكة من الممرات الإنسانية الواصلة إلى 4 محافظات شمال اليمن، أهمها ممر قعطبة دمت - ذمار والخط الحيوي من قعطبة إلى إب وممر حجر -الحشاء الواصل إلى أجزاء محافظة تعز غير المحررة.
ومنذ هجومها غير المسبوق العام الماضي للتقدم باتجاه عدن، حوّلت المليشيات الحوثية الممرات الإنسانية إلى خطوط نار مشتعلة وأغلقت أهم الشرايين الرئيسية الوصلة إلى صنعاء وذلك بتفجير الجسور بالعبوات الناسفة وزراعة الألغام المحرمة دوليا على جانب الطرقات.
وفي مسعى لكسر حصار حركة النقل التي تفرضه مليشيا الحوثي، استحدث السكان ممرا بريا يمر عبر المنحدرات الجبلية الخطرة الرابطة بين بلدتي مريس ودمت في أقصى الشمال الشرقي من محافظة الضالع، لكن المليشيا الانقلابية، شرعت في إغلاقه الشهر الماضي.
وتستهدف مليشيا الحوثي، الإغلاق المتعمد للممرات وتفجير الجسور وشل حركة النقل والفصل الجغرافي الممنهج بين الجنوب والشمال، بالإضافة إلى المتاجرة بالحالة الإنسانية في مناطق سيطرتها ذات الكثافة السكانية المهولة، وفق خبراء.