يُمكن أن يقال الكثير إلى ما لا نهاية في وصف سمات القيادة والإنجاز في أعمال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
ويمكن لأي شخص أن يلمس أعماله وإنجازاته في كل المجالات وكل مكان داخل أرض دولة الإمارات وخارجها.
لكن هناك جانباً يستحق مزيداً من تسليط الضوء عليه في شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهو الجانب الإنساني.. ذلك الذي يحرص سموه على تجنب الإشارة إليه أو الحديث عنه من مدخل أعماله وما يقوم به من خيرات ومكارم في كل الاتجاهات.. بينما يؤكد دائماً ويكرر في أحاديثه أن "الإنسان هو الهدف والغاية".
والمقصود بالإنسان هنا هو كل "إنسان" بذاته المجردة من أي تعريفات أخرى أو انتماءات، لا عرقية ولا لونية ولا دينية ولا أي نوع من أنواع التمييز بين البشر.
وهذه هي نقطة البدء في فهم هذا الحس الإنساني رفيع المستوى لدى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. فالإنسانية شفافة وكاملة، لا تتضمن أي درجة أو أي نوع من العنصرية.. صحيح أن "إنسان" الإمارات يمثل أولوية لدى القائد محمد بن زايد آل نهيان، لكن ذلك ليس إلا استشعاراً للمسؤولية الملقاة على عاتقه بصفته حالياً رئيس الدولة، وكان دائماً شريكاً مسؤولاً عن ذلك الإنسان بشكل مباشر.. بدليل أن اهتمامه وجهده وتفكيره وأعماله لا تستهدف فقط المواطن الإماراتي، أي ابن الدولة صاحب الجنسية الإماراتية، وإنما "الإنسان" الإماراتي عند الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو كل من يقيم على أرض الدولة.. بل أبعد من ذلك، فهو كل من يمر بأرض الإمارات ولو زائراً لفترة مؤقتة.. فحينئذ يصير أكثر من ضيف مُكرم، ويصبح تماماً كالمواطن في جدارته بالتقدير والرعاية والاهتمام "كإنسان" قبل أي شيء آخر، وفي ذلك قصص كثيرة.
وكما أن كل إنسان على أرض الإمارات يحظى بقيمته ومكانته بتلك الصفة فقط، أي لكونه "إنسانا"، فإن كل البشر في كل بقاع الأرض يتمتعون في نظر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتلك الجدارة، ولهم أيضاً كل الحقوق الإنسانية بلا تمييز.
لذلك، وبإشراف مباشر منه كانت دولة الإمارات هي الوحيدة في العالم التي قامت بأعمال إنسانية وسارعت إلى مد يد العون في كل الاتجاهات، في أصعب الأزمات التي واجهت البشرية، جائحة كورونا.
وقد شملت يد الخير الإماراتية أكثر من 135 شعبا حول العالم خلال عام 2020، أي في ذروة الجائحة حين كانت كل الدول تغلق أبوابها وتفرض التباعد والعزل على مواطنيها قبل الأجانب.
ولما كان عدم التمييز وشمول كل البشر من مختلف الأديان والأعراق والجنسيات هو الخاصية الأساسية الملازمة للعمل الإنساني الإماراتي، الذي يجري منذ سنوات، بل عقود، تحت إشراف ومتابعة مباشرة من رئيس الدولة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فكان طبيعياً أن يلقى هذا التسامي والترفع عن الانتماءات الضيقة تقديراً وامتناناً من الاتجاهات والأوساط كافة.. ولهذا انهالت عشرات التكريمات والأوسمة على اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عبر سنوات طويلة، كان من أحدثها وأهمها وسام "رجل الإنسانية"، الذي منحته إياه مؤسسة الفاتيكان في 6 يوليو 2021 تقديراً للجهود الإغاثية والإنسانية، التي يقدمها للبشرية، والتي وصلت إلى قمتها في أثناء جائحة كورونا.
الإنسانية عند صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تتجاوز الأبعاد الاقتصادية والمعونات، لذلك كان تبنيه لفكرة "الأخوة الإنسانية" كرمز لوحدة واتحاد البشر جميعاً، إعمالاً لمعيار واحد فقط هو الإنسانية.. والتي تعني الاتساق والتفاهم والتواصل والشمول، مع التنوع والتعدد والتمايز في الوقت نفسه.. وكانت هذه المفاهيم الراقية الأساس في توقيع وإطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية من أرض الإمارات 4 فبراير 2019 بمشاركة شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان.. تلك المبادرة التي تحولت ليوم عالمي يُحتفى به دولياً كل عام، وتبلور بناء عليها عدد من المفاهيم التي ترعى الإنسانية وتحافظ على الروابط بين البشر.
دائماً كان "الإنسان" هو الشغل الشاغل للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورغم أن ذلك الاهتمام لم يرتبط بموقع أو منصب، فإن المتوقع، بل المؤكد، أن "الإنسان" في ظل رئاسة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدولة الإمارات سيحظى باهتمام بلا حدود، وسيتثبت على رأس أولويات سموه, سواء كان ذلك "الإنسان" مواطناً إماراتياً أو مقيماً أو ضيفاً عزيزاً.. أو ليس كل ذلك وإنما فقط لأنه "إنسان" في مكان ما على وجه الأرض.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة