دراسة مثيرة: البشر على هضبة التبت يكتسبون قدرات جديدة
![طفل من سكان هضبة التبت](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/09/214-015716-humans-tibetan-plateau-gain-new-abilities_700x400.jpg)
تشير دراسات حديثة إلى أن سكان هضبة التبت يواصلون التكيف مع بيئتهم القاسية، حيث سجلت النساء في المنطقة تغيرات فسيولوجية تدعم بقاء الأجيال القادمة.
يواجه معظم البشر عند الارتفاعات العالية نقص الأكسجين بسبب انخفاض الضغط الجوي، إلا أن سكان هضبة التبت، الذين يعيشون على ارتفاعات تتجاوز 3500 متر، طوروا تغيرات بيولوجية تتيح لهم الاستفادة القصوى من الهواء المتاح. وعلى مدى أكثر من عشرة آلاف عام، ساعدت هذه التغيرات على تحسين نقل الأكسجين في أجسامهم، مما جعلهم قادرين على التكيف مع بيئتهم الفريدة.
دراسة علمية تكشف التغيرات
كشفت عالمة الأنثروبولوجيا سينثيا بيل من جامعة كيس ويسترن ريزيرف الأمريكية، التي تدرس الاستجابة البشرية لنقص الأكسجين منذ سنوات، أن هذه التغيرات التطورية واضحة بشكل خاص لدى النساء في المنطقة. ففي بحث نشر خلال أكتوبر/ تشرين الأول 2024، حللت بيل وفريقها كيفية تأثير هذه التكيفات على قدرة النساء على الإنجاب، باعتباره أحد مؤشرات النجاح التطوري.
نقل الأكسجين ودوره في الإنجاب
أجريت الدراسة على 417 امرأة تتراوح أعمارهن بين 46 و86 عامًا، يعشن في مناطق مرتفعة في نيبال. وكشفت النتائج أن النساء اللاتي أنجبن عدداً أكبر من الأطفال كان لديهن مستويات متوسطة من الهيموجلوبين، وهو البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين عبر الدم. كما أظهرت القياسات أن تشبع الهيموجلوبين بالأكسجين كان مرتفعًا لدى هؤلاء النساء، مما ساعد أجسادهن على تحقيق التوازن بين نقل الأكسجين دون زيادة كثافة الدم، وهو ما يقلل من الضغط على القلب.
عاملان رئيسيان في التكيف
إلى جانب ذلك، وجد الباحثون أن النساء الأكثر نجاحًا في الإنجاب كن يتمتعن بمعدل تدفق دم أعلى إلى الرئتين وبطين أيسر أوسع، مما عزز من كفاءة ضخ الدم المؤكسج إلى أنحاء الجسم. هذه التغيرات منحتهن قدرة أكبر على التعامل مع انخفاض الأكسجين، وهو ما انعكس إيجابيًا على صحتهن الإنجابية.
رغم أن التغيرات الفسيولوجية لعبت دورًا واضحًا، فقد لاحظ الباحثون أن العوامل الثقافية، مثل الزواج المبكر والحياة الأسرية المستقرة، ساهمت أيضًا في زيادة فرص الإنجاب. ومع ذلك، حتى عند أخذ هذه العوامل في الاعتبار، فإن الصفات البيولوجية كانت حاسمة في تحديد معدلات النجاح الإنجابي.
الانتقاء الطبيعي
ترى بيل أن هذه التغيرات هي دليل واضح على استمرار الانتقاء الطبيعي بين البشر على حد قولها. وتوضح أن دراسة مثل هذه الظواهر تساعد العلماء على فهم أعمق لعمليات التطور البشري، وكيف يمكن للإنسان أن يواصل التكيف مع البيئات القاسية عبر الأجيال.