زلزال التبت.. لماذا كانت قوته التدميرية غير مسبوقة؟ (خاص)
أسفر الزلزال الذي ضرب منطقة التبت في جبال الهيمالايا بجنوب غرب الصين يوم الثلاثاء عن مقتل ما لا يقل عن 95 شخصا، بالإضافة إلى تدمير كبير في المنطقة، مما أثار تساؤلات حول السبب وراء القوة التدميرية لهذا الزلزال.
وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وقع الزلزال بقوة 7.1 درجة وكان سطحيا نسبيا، حيث بلغ عمقه حوالي 10 كيلومترات فقط. ويعتبر هذا النوع من الزلازل، الذي يحدث على أعماق ضحلة، أكثر تدميرا بسبب قربه من سطح الأرض.
ويقول شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر لـ"العين الإخبارية"، إنه "عندما يحدث الزلزال على عمق 10 كيلومترات فقط، كما حدث في منطقة التبت، فإن الموجات الزلزالية تنتقل مباشرة إلى السطح بسرعة، مما يتسبب في اهتزازات قوية جدا في المناطق القريبة من المركز. أما إذا كان الزلزال يحدث على عمق 700 كيلومتر، فإن الموجات الزلزالية ستحتاج إلى وقت أطول للوصول إلى سطح الأرض، وبالتالي ستكون الاهتزازات التي يشعر بها الناس أقل حدة، كما أن الهياكل السطحية ستكون أقل تأثيرا ، حيث تنتشر الطاقة بشكل أوسع وأقل تركيزا".
وبالإضافة إلى طبيعة الزلزال ونوعه، فإن قوته التدميرية مرتبطة أيضا بموقع حدوثه في "التبت"، التي تقع عند نقطة التقاء الصفائح التكتونية الهندية والأوراسية. حيث تتسبب التصادمات بين الصفائح في ضغط هائل يؤدي إلى انبعاج أو ثني قشرة الأرض، مما يخلق فوالق وزلازل قوية، كما يوضح الهادي.
ويعود النشاط الزلزالي في منطقة التبت إلى كونها جزءا من النظام الجيولوجي للهيمالايا، وهي أحد أبرز السلاسل الجبلية التي نشأت نتيجة تصادم الصفائح الهندية مع الصفائح الأوراسية قبل ملايين السنين. هذا التصادم لا يزال مستمرا حتى اليوم، ويعد العامل الرئيسي في تكوين جبال الهيمالايا، بما في ذلك جبل إيفرست، الذي يعتبر أعلى قمة جبلية في العالم.
وعلى مر القرون، شهدت المنطقة العديد من الزلازل العنيفة التي تسببت في تغييرات جغرافية كبيرة، وبحسب سجلات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فقد وقع في هذه المنطقة أكثر من 10 زلازل بقوة 6 درجات أو أكثر خلال القرن الماضي، مما يعكس النشاط الزلزالي المستمر في هذه المنطقة نتيجة التفاعل المستمر بين الصفائح التكتونية.
ومنطقة التبت، إلى جانب كونها منطقة زلزالية، هي أيضا منطقة ذات ارتفاعات شديدة، حيث تقع معظم المناطق القريبة من مركز الزلزال على ارتفاع يزيد عن 4000 متر، وهذا الارتفاع يزيد من تعقيد عمليات الإنقاذ والإغاثة، حيث يصعب الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب التضاريس الوعرة.
ويقول الهادي: "تكرار حدوث الزلازل في هذه المنطقة يعكس الطبيعة الجيولوجية المعقدة للتبت والهيمالايا، وعلى الرغم من الجهود المستمرة لفهم ودراسة هذه الظواهر الجيولوجية، تظل المنطقة عرضة للمخاطر الزلزالية، مما يتطلب مراقبة مستمرة وتحديثا لأنظمة المباني لتحمل هذه المخاطر".
aXA6IDMuMTM4LjEyMC4yNTEg جزيرة ام اند امز