معرض الصيد والفروسية.. انتهاء فعاليات اليوم الخامس بعروض تراثية غنية

أُسدل الستار على فعاليات اليوم الخامس من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، بعد أن شهد جدولا حافلا بالعروض التراثية والتجارب الثقافية.
ويُقام هذا الحدث العالمي في نسخته الثانية والعشرين تحت رعاية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ورئيس نادي صقاري الإمارات، وبتنظيم مجموعة أدنيك، إحدى شركات مدن، وبالتعاون مع نادي صقاري الإمارات.
وشهد اليوم الخامس من المعرض مجموعة متميزة من الفعاليات التي أبرزت تنوع التراث الإماراتي، إلى جانب عروض مبتكرة تستشرف المستقبل، وتفاعلت مع الزوار من مختلف الأعمار، مقدّمة أنماط حياة نابضة بالحيوية والمغامرة في الهواء الطلق.
ويستقطب قطاع السكاكين في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية نخبة من العارضين من دولة الإمارات إلى جانب مشاركات دولية بارزة من الولايات المتحدة، ألمانيا، اليابان، وإيطاليا، حيث يقدمون مجموعات متميزة من سكاكين الصيد التي تجمع بين التصاميم الكلاسيكية المستوحاة من التراث والابتكارات الحديثة ذات الطابع العصري.
ويمنح المعرض الزوار فرصة فريدة لتجربة السكاكين عن قرب، والتعرف على أدق تفاصيلها، مثل نوع المعدن المستخدم، توازن المقبض، جودة الشفرة، والنقوش اليدوية التي تعكس تنوع الثقافات والحرف التقليدية.
كما يشهد القطاع تنظيم ورش عمل تفاعلية لتعليم فنون صناعة السكاكين وصيانتها، بالإضافة إلى لقاءات مباشرة مع أبرز صنّاع السكاكين العالميين الذين يشاركون خبراتهم وتقنياتهم الحرفية. وتتوفر كذلك فرص للشراء والتخصيص، تتيح للزوار اقتناء قطع فريدة مصممة خصيصًا لتلائم ذوقهم واحتياجاتهم.
منصة المعرفة.. ورش ومحاضرات تثقيفية
ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، استضافت منصة المعرفة ورشة تثقيفية بعنوان "التعلم حول الصقور"، قدمتها المدربة الإماراتية عفراء خليفة، المتخصصة في الصقارة وفراسة الصحراء. واستعرضت الورشة أبرز الرياضات التراثية في دولة الإمارات، مثل الصيد بالصقور، سباقات الهجن، وسباقات الخيول، مؤكدة أن الصقارة ليست مجرد رياضة، بل إرث ثقافي عريق ارتبط باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي يُعد الصقار الأول في دولة الإمارات.
وأوضحت خليفة أن الصقور في الخليج تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية: الجير، الشاهين، والحر، بينما يوجد 37 نوعاً حول العالم، إذ يتميز الشاهين بسرعته الفائقة، في حين يتصف الحر بالهدوء والاتزان. مشيرة إلى أن الصقور تعتمد على نفسها في الصيد، وتعد الحبارى والأرنب البري من أهم فرائسها.
وأشارت المدربة إلى أن رياضة القنص تُمارس جماعياً ولا يمكن ممارستها بشكل فردي، وأن الصقارة كانت في الماضي وسيلة للرزق، حيث كان يُقال إن "البيت الذي فيه صقر لا ينقطع عنه الغذاء." واليوم، أصبحت هواية يمارسها أبناء الإمارات حفاظاً على هذا التراث الأصيل.
واستعرضت الورشة جهود الشيخ زايد في إنشاء مستشفيات ومزارع لإكثار الطيور، دعماً لاستدامة هذا الموروث البيئي والثقافي. وشهدت الورشة حضوراً لافتاً من طلبة المدارس وعدد من زوار المعرض، الذين تفاعلوا مع المعلومات القيمة والعروض التوضيحية حول عالم الصقور.
كما نظّمت مديرية شرطة أبوظبي ورشة توعوية بعنوان "مبادرة السلامة للرحلات على الطرق الوعرة"، سلطت الضوء على أهمية التخييم كفرصة للاستجمام والتعلم، وأكدت أن الاستعداد الجيد هو مفتاح تجربة آمنة في البر. وتناولت الورشة خطوات تجهيز الرحلة البرية، بدءًا من اختيار الوجهة ومعرفة حالة الطقس والطريق، مرورًا بإعداد جدول زمني واضح، وانتهاءً بإبلاغ الأهل أو الأصدقاء بخط السير. كما شددت على ضرورة الحصول على تصريح رسمي للتخييم.
واستعرضت الورشة أبرز التحديات التي قد تواجه الرحلات البرية، مثل المخاطر الصحية والطبيعية، والأعطال المرتبطة بالمركبات، إضافة للسلوكيات البشرية غير الآمنة، فيما تم التطرق إلى تجهيز المركبات بشكل مناسب، وأهمية حمل أدوات التخييم الأساسية، وعلى رأسها حقيبة الإسعافات الأولية، التي تُعد وسيلة إنقاذ مؤقتة للتعامل مع الإصابات الطفيفة ولدغات الحشرات حتى الوصول إلى أقرب مركز طبي.
ونظّمت الهيئة العامة للطيران المدني ورشة بعنوان "الأجواء الآمنة: عمليات الطائرات بدون طيار في دولة الإمارات"، قدمتها موزة الصوافي، المسؤول الإداري في قطاع سلامة الطيران. التي استعرضت الإطار التنظيمي لاستخدام الطائرات بدون طيار، مشيرة إلى أن استخدامها كان متاحًا لجميع أفراد المجتمع حتى عام 2022، قبل أن يُقصر على الجهات الحكومية والشركات وفق اشتراطات محددة. كما تناولت الصوافي الاستخدام الترفيهي للطائرات وشروطه، إلى جانب متطلبات التسجيل، وأوقات التشغيل المسموح بها.
وقدمت الصوافي خريطة تفصيلية للمناطق المسموح فيها بالطيران، وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي طرح العديد من الأسئلة حول سُبل التشغيل الآمن لهذه الطائرات، ما جعل الورشة أقرب إلى جلسة نقاشية تفاعلية من كونها محاضرة تقليدية.
أرينا منطقة الفعاليات الحيَّة والمباشرة
وشهدت منطقة الفعاليات "الأرينا" في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025 يومًا حافلًا بالعروض الحيّة التي أبهرت الزوار، وجسّدت تنوع التراث الثقافي والمهارات الفريدة المرتبطة بعالم الصيد والفروسية.
انطلقت الفعاليات صباحًا باستعراض مميز لوحدة الهجانة في قوات البادية الملكية الأردنية، تلاه عرض ساحر للخيول الفريزيان، ثم عرض محاكاة لصيد الصقور بمشاركة النسور المنغولية، الذي جذب أنظار عشّاق الصيد التقليدي.
وقدم الخبير علي العامري فقرتين متميّزتين بعنوان "فن التعامل مع لغة الخيل"، حيث تفاعل الجمهور مع أساليب التواصل غير اللفظي مع الخيول، وسط اهتمام كبير من العائلات والمهتمين بالفروسية.
كما أبهرت فرقة شرطة أبوظبي الموسيقية الحضور بعرضها الفني، تلاه عرض للسلوقي العربي، الذي استعرض رشاقة هذه السلالة الأصيلة. وتكررت عروض الهجانة والخيول الفريزيان على مدار اليوم، لتمنح الزوار فرصة الاستمتاع بها في أكثر من توقيت.
وفي المساء، تنوّعت الفعاليات بين عرض وترويض الخيل العربية، واستعراض الهجانة التابع لشرطة أبوظبي، واختُتم اليوم بعرض مثير لوحدة الكلاب البوليسية (K9) التابعة لشرطة أبوظبي، قبل أن يعود علي العامري بجلسة ختامية حول لغة الخيل.
وتواصل "الأرينا" تقديم عروضها اليومية ضمن برنامج غني يدمج بين الترفيه والتعليم، ويعكس روح التراث الإماراتي الأصيل.
ويأتي المعرض هذا العام ببرنامج غني بالفعاليات والعروض والمسابقات التي تحتفي بتراث دولة الإمارات وثقافتها الأصيلة، في تناغم مع روح الابتكار والتجديد. من خلال هذا المزيج الفريد، ويواصل المعرض ترسيخ مكانته كمنصة عالمية لرياضات الصيد والفروسية، ومركز للتعليم وتبادل المعرفة، وملتقى لعقد الشراكات التجارية، إلى جانب دوره الريادي في تعزيز مفاهيم الاستدامة المبتكرة.