معرض «الصيد والفروسية».. منصات اليوم الخامس لصون التراث وتعزيز الهوية

يواصل معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية فعالياته اليوم، الأربعاء 3 سبتمبر/أيلول 2025، مستقبلاً الزوار في اليوم الخامس من الدورة الثانية والعشرين، التي انطلقت في 30 أغسطس/آب وتستمر حتى 7 سبتمبر/أيلول في مركز أدنيك بأبوظبي.
تحت رعاية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ورئيس نادي صقاري الإمارات، يشهد المعرض هذا العام حضوراً واسعاً من مختلف الأعمار والفئات، حيث تتجسد فيه روح التراث الإماراتي الأصيل الممزوج بالحداثة والإبداع.
يقدم المعرض تجربة متكاملة للزوار تجمع بين رياضات الصيد والفروسية والهجن، مع التركيز على الحفاظ على التراث الثقافي ونقله للأجيال القادمة، بما يجعل كل زيارة رحلة فريدة للتعرف على أصالة الماضي والتفاعل مع برامج تربوية وثقافية متميزة. وتُعتبر الدورة الحالية الأكبر في تاريخ المعرض منذ انطلاقته الأولى عام 2003، إذ يستضيف أكثر من 2068 شركة وعلامة تجارية من 68 دولة، في أجواء من التفاعل الثقافي والتبادل المعرفي بين المشاركين والزوار.
مزاد الهجن.. إرث يتجدد وأرقام قياسية
في قلب الحدث، شهدت الدورة الثانية والعشرون تنظيم مزاد الهجن العربية الثاني والخمسين، الذي حقق مبيعات تجاوزت 1,770,000 درهم إماراتي. تميز المزاد ببيع عدد من البُكَر بأسعار قياسية، حيث وصل سعر إحدى البُكَر إلى نصف مليون درهم، فيما تراوحت أسعار بقية البُكَر بين 200 ألف و140 ألف درهم، في حين سجلت فئة «القعود» حضوراً قوياً بأسعار متفاوتة، ما يعكس المنافسة الكبيرة على اقتناء أفضل السلالات.
يمثل مزاد الهجن منصة لتأكيد العلاقة المتجددة بين الإماراتيين وإبلهم، كجزء أصيل من الهوية الوطنية، ويعكس التزام المعرض بدعم تربية الإبل بطرق مستدامة، مع إبراز قيم التراث العميقة وتشجيع الأجيال الجديدة على الاعتزاز بموروثهم الثقافي والارتباط به.
الصقارة.. تراث عالمي مستدام
أصدر نادي صقاري الإمارات عدداً خاصاً من مجلة «الصقار» بمناسبة الدورة 22، ليؤكد دوره كمنصة ثقافية محلية وعالمية تهتم بالصقارة والصيد المستدام. يشمل العدد 224 صفحة و34 باباً يغطي أكثر من 100 مادة تراثية وثقافية وعلمية، تتناول أبرز تطورات الصقارة على المستوى العالمي، ودراسات عن صون الأنواع والحفاظ على البيئة، إلى جانب مقابلات مع خبراء محليين ودوليين وترجمات تثري المعرفة المتخصصة.
يهدف هذا الجهد إلى تعزيز الالتزام بحفظ التراث الإماراتي، وتعميق الوعي بالهوية الوطنية للأجيال القادمة، مع عرض خبرات الصقارة التي تمتد من الماضي إلى الحاضر، بما يجعل المعرض منصة للتعليم والتبادل الثقافي على نطاق عالمي.
جناح هيئة التراث.. ربط الماضي بالحاضر
يقدّم جناح هيئة أبوظبي للتراث تجربة غنية للزوار، من خلال عرض معروضات متنوعة تشمل الصقارة والفروسية والصناعات اليدوية والمنتجات التراثية، مع التركيز على برامج تفاعلية توضح أساليب الصيد المستدام والتوازن بين ممارسة الهوايات التراثية والمحافظة على البيئة.
وتوفر الشاشة الضخمة بتقنية الأنامورفيك تجربة بصرية غامرة، تعرض رموز التراث الإماراتي الأصيل، وتتيح للزوار فرصة التفاعل مع ماضي الأجداد والاطلاع على أساليب حياتهم اليومية. ويؤكد الجناح على أهمية تعزيز انتماء الشباب لجذورهم، ما يجعل المعرض أكثر من حدث سنوي، بل منصة تربط الماضي بالحاضر وتغرس القيم الوطنية الأصيلة في النفوس.
ورش الأطفال.. قيم وطنية أصيلة
يستقطب جناح الأكاديمية الوطنية لتنمية الطفولة الأطفال وأولياء الأمور ضمن برنامج «ألفة»، الذي يستمر حتى 7 سبتمبر/أيلول، ويقدم أنشطة تعليمية وتربوية تفاعلية تتضمن مواضيع التربية الإيجابية، مهارات التعامل مع الأبناء، دعم الصحة النفسية، والإدارة الأسرية.
كما تشمل الورش للأطفال أنشطة تعليمية وترفيهية مركزة على القيم الوطنية والمهارات الحياتية مثل فنون الضيافة للفتيات والفتيان، وقيم الرجولة والانتماء، بالإضافة إلى الحرف اليدوية والرسم والتلوين، ما يعكس التزام المعرض بنقل التراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية من خلال إشراك الصغار في التجربة اليومية للمعرض.
سكاكين الصيد.. إرث الأجداد
يشكل قطاع السكاكين أحد أبرز أقسام التراث الإماراتي في المعرض، حيث تعرض أدوات الصيد التقليدية التي استخدمها الأجداد في رحلات الصيد والحياة اليومية في الصحراء. وتُقام مسابقات لأفضل سكين صيد، يتم خلالها تقييم الجودة والمتانة وسهولة الاستخدام والتصميم الإبداعي المرتبط بالتراث الإماراتي، مع الالتزام بضوابط السلامة ومنع بيع السكاكين للقاصرين.
يتيح هذا القطاع للزوار تجربة فريدة لفهم التراث العملي والثقافي، مع تقديم المعرفة والتجربة العملية في آن واحد، ما يجعل السكاكين أكثر من مجرد أدوات، بل رمزاً حيّاً للارتباط بالهوية والتاريخ الإماراتي.
أبوظبي ملتقى ثقافي إقليمي
يستقطب المعرض مشاركات محلية وخليجية وعربية ودولية، ما يعكس مكانة أبوظبي كجسر للتواصل الحضاري والثقافي بين الشعوب. وتتيح مشاركة الشركات والمؤسسات في مجالات الصقارة والفروسية والحرف اليدوية فرصاً للتعرف على الهوية الثقافية المشتركة وتعزيز الروابط بين المجتمعات التي تتشارك القيم التقليدية والارتباط بالبيئة الصحراوية.
ويظل المعرض منصة حيوية تجمع بين التجربة العملية والثراء التراثي، ويتيح للزوار الاطلاع على ثقافات متعددة ضمن إطار واحد، ما يجعل أبوظبي مركزاً حياً للثقافة والتراث على مستوى المنطقة والعالم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOSA= جزيرة ام اند امز