"أمفان" يشرد 3 ملايين في الهند وبنجلاديش.. أقوى إعصار منذ 21 عاما
الإعصار أمفان واحد من أقوى الأعاصير التي ضربت جنوب آسيا ودمر آلاف المنازل وتسبب في نزوح أكثر من 3 ملايين شخص في الهند وبنجلاديش
لقي العشرات حتفهم جراء الإعصار "أمفان"، إحدى أقوى العواصف التي ضربت جنوب آسيا في الأعوام القليلة الماضية، حيث تسبب أيضا في نزوح أكثر من 3 ملايين شخص في الهند وبنجلاديش.
وتسبب "أمفان" في تدمير آلاف المنازل واقتلع أشجارا وأحدث فيضانات عارمة، مما ترك السلطات تكافح للقيام بعمليات الإغاثة وسط تفشي فيروس كورونا في البلدين.
ودمر "أمفان"، الذي يعد أعنف إعصار يضرب بنجلاديش وشرق الهند منذ أكثر من عقدين، منازل وجرف سيارات وتسبب بفيضانات.
وبدأت السلطات تفقد الأضرار، الخميس، بعد أن أمضى ملايين ليلتهم في ملاجئ مع مرور الإعصار المصحوب برياح تصل سرعتها إلى 165 كلم في الساعة اقتلعت أشجارا واعمدة كهرباء وجدرانا وأسطحا.
في بنجلاديش، أعلن مسؤولون أنهم ينتظرون تقارير من منطقة سندربان المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) والشهيرة بغاباتها ونمور البنغال المهددة بالانقراض، الأكثر تضررا من الإعصار.
وأثار إجلاء أكثر من 3 ملايين شخص من البلدات الساحلية ارتياحا لمساهمته في الحد من عدد الضحايا. لكنه يثير مخاوف من انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد في الملاجئ المكتظة.
وأرسلت سلطات البلدين كمامات وسوائل لتطهير اليدين، لكن التباعد الاجتماعي مستحيل بسبب العدد الكبير من الأسر التي لجأت إلى المدارس ومبان حكومية.
وتضرب أعاصير سنويا خليج البنغال. ففي 2007 خلف الإعصار سيدر أكثر من 3500 قتيل في بنجلاديش وحدها.
ورغم الإعلان عن 25 قتيلا بسبب الإعصار في البداية إلا أن العدد مرشح لزيادة كبيرة بالعشرات.
وأعلن مسؤولون في بنجلاديش مقتل 8 أشخاص بينهم صبي في الخامسة ومسن في الـ75 جراء سقوط أشجار عليهما وغرق متطوع في الهلال الأحمر.
كما تسبب سقوط أشجار وقطع من الإسمنت اقتلعتها الرياح العنيفة بمصرع أشخاص في الهند.
وغمرت المياه الشوارع في عاصمة البنغال الغربية كالكوتا وغطت السيارات المركونة.
وغرقت معظم أحياء المدينة التي تضم 15 مليون نسمة في الظلام بعد حدوث انفجار في محطة التحويل.
وقال مسؤولون إن ملايين عبر الهند وبنغلادش كانوا محرومين من الكهرباء.
وتراجعت قوة الإعصار مع توجهه الى سواحل بنجلاديش لكنه تسبب بتساقط أمطار غزيرة ورياح عاتية في كوكس بازار المنطقة التي يقيم فيها مليون من اللاجئين الروهينجا الذين فروا من العنف في ميانمار.
وأمفان هو أقوى إعصار يتشكل فوق خليج البنغال منذ 1999 مصحوبا برياح بلغت سرعتها 185 كلم في الساعة.
وفي جنوب غرب بنجلاديش تسببت فيضانات بتدمير سد وإغراق اراض زراعية، كما قالت الشرطة لوكالة فرانس برس.
وقال مسؤولون بنغاليون إن قوة الاعصار تركزت على الغابات في سندربان.
وصرح المسؤول عن هذه المنطقة معين ادين خان: "ما زلنا نجهل الصورة الحقيقة للأضرار. اننا قلقون لمصير بعض الحيوانات البرية. يمكن ان تجرفها المياه خلال عملية المد التي يسببها الاعصار".
وقال القروي بابول موندال (35 عاما) المقيم في المنطقة: "يبدو وكأن جرافة مرت على المنازل. كل شيء دمر".
وغالبا ما تضرب الاعاصير سواحل بنجلادسش حيث يقيم 30 مليون شخص، وشرق الهند. وقد تسببت بمصرع الآلاف في العقود الماضية.
وفي 1999، أسفر إعصار عن مقتل 10 آلاف شخص في أوديشا. وتعلمت تلك المنطقة من دروس الأعاصير المدمرة في المنطقة في العقود السابقة. فقد بنت آلاف الملاجئ للسكان وطورت سياسات إجلاء سريع. لكن مهمتها هذه المرة يعقدها انتشار فيروس كورونا المستجد إذ إن تنقلات السكان يمكن أن تساعد على انتشار الوباء.
وأعلن انامور رحمن، الوزير البنغالي المكلف إدارة الكوارث، أنه تم إجلاء 2,4 مليون شخص إلى الملاجئ ونقل نصف مليون من رؤوس الماشية الى أماكن آمنة.
واجلت الهند أكثر من 650 ألف شخص في غرب البنغال واوديشا.
وبسبب فيروس كورونا المستجد عمدت السلطات الهندية إلى استخدام مزيد من الملاجئ تفاديا للاكتظاظ وفرضت استخدام الكمامات.
ولا يزال عدد حالات كوفيد-19 يزداد في البلدين، لكن خوفا من عدوى كورونا، اختار العديد من سكان المناطق المعرضة للخطر، البقاء في بيوتهم على الرغم من الإعصار.
وقالت سولاتا موندا، التي تعيش في منطقة شيناماغار ببنجلاديش: "سمعنا أن الملجأ المضاد للأعاصير بالقرب من مفوضية الشرطة مكتظ ولم يعد هناك أماكن فيه".
وأكدت هذه الأم لأربعة أولاد: "نعتقد أننا سنكون بخير وإذا احتاج الأمر سنخرج في وقت لاحق".
وإن زادت قوة الأعاصير في السنوات الأخيرة في خليج البنغال، وهي ظاهرة تنسب جزئيا للإحتباس الحراري، خسائرها البشرية عموما أقل من السابق بفضل نظام مراقبة أكثر تطورا وتدابير وقائية فعالة.