أكبر خطر على النفط الأمريكي.. أعاصير مدمرة
ارتفعت خطورة الأعاصير على صناعة الطاقة التقليدية في الولايات المتحدة خلال العقدين الماضيين.
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه البلاد البحث عن الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة.
- التقط أنفاسك وشاهد غنائم إعصار "إيدا".. وهدايا السندات للعالم
- الدولار يحبط الذهب والنفط في معركة مرتبكة.. وإعصار أيدا يطيح بالجميع
وتعود الخطورة المرتفعة للأعاصير إلى سببين رئيسيين، الأول مرتبط بتزايد وتيرة الأعاصير المدمرة على الأراضي الأمريكية خلال السنوات الماضية، والثاني تزايد إنتاج النفط الأمريكي خلال العقدين الماضيين.
إعصار إيدا
والإعصار الأخير "إيدا" الذي ضرب السواحل الجنوبية للولايات المتحدة وبالتحديد ولاية أريزونا، الأسبوع الماضي، فإن تأثيراته ما زالت حاضرة على صناعة النفط حتى اليوم، بحسب البيانات الرسمية الأمريكية.
وعلى الرغم من مرور أسبوع على الإعصار، إلا أن الإنتاج الأمريكي للنفط الخام، ما يزال دون طاقته الطبيعية، إذ تشير تقارير وزارة الطاقة الأمريكية، أن الإنتاج يقل بمقدار مليون برميل يوميا حتى الآن على الأقل.
وسنويا، تضرب الولايات المتحدة بين 2 - 4 أعاصير شديدة تؤثر على مناحي الحياة اليومية في مختلف القطاعات بينها قطاع الطاقة، الذي سرعان ما تظهر تبعات الإعصار على حجم الإنتاج ولجوء البلاد إلى المخزون الاحتياطي.
بينما العام الماضي، شهد واحدا من أكثر مواسم الأعاصير نشاطا منذ 22 عاما؛ ففي المحيط الأطلسي، تم تسجيل 30 عاصفة "سرعة الرياح أعلى من 60 كيلومترا في ساعة"، منها 12 وصلت إلى مستوى الإعصار (أكثر من 120 كيلومترا/ ساعة).
وقطاع الطاقة في الولايات المتحدة، أحد أهم القطاعات حتى على مستوى العالم، إذ تنتج البلاد 13 مليون برميل نفط بالمتوسط، يضعها على رأس قائمة أكبر منتجي النفط الخام حول العالم.
كذلك، الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي في الظروف الطبيعية، يبلغ 19 مليون برميل يوميا، أي أن البلاد تستهلك وحدها 19% من مجمل الطلب العالمي على النفط الخام يوميا.
تأثير الأعاصير على النفط الأمريكي
ولن تتوقف تأثيرات الأعاصير على قطاع الطاقة الأمريكية فقط، إذ ستسجل أسعار النفط زيادات حادة، مع فرضية عوامل طبيعية جوية كبيرة، تلقي بتأثيرات أكبر على صناعة الطاقة في الولايات الأمريكية.
حينها، ستلجأ الولايات المتحدة إلى زيادة واردات النفط الخام لتعويض النقص الحاصل في الإنتاج المحلي، ما يعني زيادات كبيرة في الأسعار، بسبب تغير عوامل العرض والطلب في السوق العالمية.
في مقالة حديثة للكاتب نعمت أبو الصوف المختص في صناعة الطاقة، قال فيها إن الساحل الجنوبي الشرقي لولاية تكساس يعد مركزا رئيسا للنفط يضم عددا كبيرا من الموانئ، والمصافي ومنصات الإنتاج.
وتمثل مصافي المنطقة نحو 45% من طاقة التكرير في الولايات المتحدة، ويتم إنتاج نحو 17% من النفط الأمريكي على المنصات البحرية، بينما يمر نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط عبر محطات الاستيراد كل يوم.
وأثناء الإعصار، يكون التشغيل الطبيعي لمجموعة النفط هذه بأكملها مهددة، بفعل قوة الإعصار، والأهم أن يكون هنالك تعليق للاستيراد والإمدادات، بسبب نقل العمال في تلك المناطق إلى ولايات أخرى آمنة.