سرقات تحت "التنويم المغناطيسي".. ماذا يحدث في بغداد؟
انتشرت مقاطع فيديو مصورة ومنشورات تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، لضحايا تمت سرقتهم من قبل اللصوص عبر طريقة التنويم المغناطيسي، مما أثار الذعر والهلع بين الأوساط العامة.
يتحدث مواطن يمتلك محلاً لبيع لعب الأطفال عند شارع الرشيد في العاصمة بغداد عن حادثة تعرض لها منذ شهور، سلب من خلالها جميع الأموال التي في خزانته، ويقول صاحب المحل الذي رفض الكشف عن اسمه: "عادة ما أسمع بتلك القصص والحكايا من خلال الأفلام السينمائية والأساطير المتداولة ولكن لم يمر في خلدي يوماً ما أن أعيش حقيقة ذلك الأمر".
ويروي الرجل الخمسيني لـ"العين الإخبارية"، عن الحادثة التي تعرض لها قبل شهور بعد أن أقدم شخص للتبضع من محله والتجول في أروقة البضائع ليختار بعدها الجلوس على كرسي بذريعة التقاط الأنفاس.
فيما بعد يقوم ذلك الشخص بعمل حركات من خلال كفي اليد وبطريقة تعطي الكثير من الإيحاءات في جلسة لم تطل أكثر من خمس دقائق على حد قول الضحية.
ويستدرك بالقول: "عندها بدأت أفقد إرادتي والاستجابة له بشكل تام، حين طلب مني إعطاءه النقود التي في خزانة المحل ومن ثم استخراج ما في محفظتي من داخل البنطال".
وبعد المغادرة بدقائق كما يقول الضحية المسروق "عاد الوعي واستشعرت بالسرقة ولكن حينها كان السارق قد ابتعد وغاب عن الأنظار وفقد أثره".
ليست تلك الحادثة وحدها التي عاشتها بغداد مؤخراً، فهنالك ضحايا آخرون خرجوا على قنوات التلفاز والمؤسسات الإعلامية يروون قصصاً متشابهة لحالات سرقة من قبل أشخاص بعضهم يدعون أنهم أجانب من خارج العراق.
ويشكل موضوع السرقة بالتنويم المغناطيسي في العراق منذ شهور حديث الشارع وقضية تتداولها الأوساط العامة وسط مخاوف ومحاذير كبيرة من اتساع دائرة نطاق الضحايا.
ولكن السلطات الأمنية في العراق وعلى لسان المتحدث باسم وزرة الداخلية، خالد المحنا، أكد أنه "لا توجد حادثة حقيقية لواقعة سرقة حدثت تحت التنويم المغناطيسي في العراق كما يشاع مؤخراً وإنما جميعها جرى بطرق أخرى عبر آليات وأساليب مختلفة".
ويوضح المحنا خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن وزارته تلقت العديد من الشكاوى من ضحايا تمت سرقتهم تحت تأثير التنويم المغناطيسي ولكن بعد إجراء التحقيقات تبين أن منفذيها مارسوا عمليات احتيال ونصب على الضحايا بالتعاون مع مقربين من ذوي المسروقين".
وفي الـ12 من مايو/ أيار الحالي، أعلنت قيادة شرطة بغداد، اعتقال 3 متهمين قاموا بسرقة مكتب للصيرفة عبر آلية التنويم المغناطيسي.
وعرض الأمن العراقي مشاهد لمعتقلين مارسوا عملية السرقة تحت ذريعة التنويم المغناطيسي أوضحوا من خلالها كيفية استخدام خفة اليد والتمويه وخداع الضحية.
من جانبه يلفت الطبيب المختص حيدر عمران، ومن خلال مطالعته لمقاطع فيديو وإفادات الضحايا إلى أن "التنويم المغناطيسي يحتاج في بادئ الأمر إلى التسليم بقبول الأمر من قبل الشخص المستهدف ذاته وبخلاف ذلك لا يمكن إتمام العملية".
ويضيف عمران خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "هنالك ضوابط أخرى للتنويم المغناطيسي من بينها الهدوء التام، ودرجة الضوء والتركيز البؤري ولمس الشخص المتعرض وعادة ما يتطلب ذلك وقتا كافيا يتجاوز الـ20 دقيقة".
ويشير إلى أن "الحالات المعلنة وبحسب طبيعة أجوائها وتنفيذها لا تمت بصلة إلى تصنيفات التنويم المغناطيسي فضلاً عن ذلك فإن أغلب الضحايا يتذكرون ما جرى لهم وهو خلاف ذلك تماماً".
والتنويم المغناطيسي أو ما يُعرّف بالإيحائي هو حالة تشبه النشوة التي يكون فيها الإنسان في حالة تركيز تام وفي حالة من الهدوء والاسترخاء، وهذا ما يجعلهُ أكثر انفتاحاً وتقبلاً لكل الأوامر والأسئلة التي قد توجه إليه من قبل المُعالِج.
ويعمل التنويم الإيحائي على مبدأ أساسي عن طريق التحكّم في درجة وعي الإنسان، حيثُ يعمل على النوم المؤقت للعقل الواعي وتنبيه العقل الباطن، وذلك لكي يتمكن المُعالج من اكتشاف كل ما بداخل الإنسان من مشاعر وذكريات كامنة في عقلهِ.
وتستخدم تطبيقات التنويم المغناطيسي في التخلّص من بعض الأمراض النفسيّة كالأرق، الفوبيا، الاكتئاب، القلق، فضلاً عن تقوية الجهاز المناعي وقدرة الجسم على التصدي للأمراض الخطيرة.
aXA6IDE4LjExNy44LjE3NyA= جزيرة ام اند امز