كعكة "صناعة ناقلات الغاز" تتفتت بفيتو أوروبي.. نهاية حلم "هيونداي"
عادت صناعة بناء ناقلات الغاز المسال، إلى الواجهة مجددا بعد قرار أوروبي عصف بخطط "هيونداي" لتكون الأكبر بلا منافس.. إليك التفاصيل
نشبت أزمة جديدة بين هيونداي للصناعات الثقيلة والاتحاد الأوروبي، بعد إعلان الأولى عن الاستحواذ على شركة "دايو للسفن" وسط هيمنة صينية.
وأعلن الاتحاد الأوروبي معارضته لعرض هيونداي للصناعات الثقيلة للاستحواذ على منافستها الأصغر دايو لبناء السفن والهندسة البحرية، بسبب مخاوف أن تخلق الصفقة عملاقا قويا بصورة مبالغ فيها لبناء ناقلات الغاز الطبيعي المسال.
وتعد شركة هيونداي للصناعات الثقيلة المحدودة هي أكبر شركة في العالم لبناء السفن، مقرها في أولسان، كوريا الجنوبية. لديها أربعة أقسام الأعمال: بناء السفن، البحرية والهندسة، مرافق الصناعة والهندسة، المحركات والآلات.
أما شركة دايو المحدودة لبناء السفن والهندسة البحرية (DSME)، فهي ثاني أكبر باني سفن في العالم وأحد "الثلاثة الكبار" لبناء السفن في كوريا الجنوبية.
القصة بدأت حينما أعلن بنك التنمية الكوري، وهو أكبر مساهم في دايو لبناء السفن، في العام 2019 اعتزامه نقل حصته في الشركة وتبلغ 55.7% إلى شركة فرعية لم تتأسس بعد.
وهو ما يؤثر على الاتحاد الأوروبي بشكل مباشر، خاصة و أنه يمثل حوالي 30% من الطلب العالمي على سفن الشحن، بحسب المفوضية الأوروبية. كما أن شركات الشحن البحري الأوروبية تمثل عملاء رئيسيين لكل من دايو وهيونداي.
وبالعودة إلى إحدث فصول الأزمة، فقد أوضحت المفوضية الأوروبية، في بيان اليوم الخميس، أن الشركة المندمجة "كانت ستكون أكبر بكثير من أقرب منافسيها"، وأنها لم تكن لتواجه أية منافسة سوى من "سامسونج" للصناعات الثقيلة.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن مارجريت فيستاجر مفوضة مكافحة الاحتكار بالاتحاد الأوروبي، القول في البيان، :"كان من شأن الاندماج أن يؤدي إلى تراجع عدد الموردين وارتفاع أسعار الناقلات الكبيرة التي تنقل الغاز الطبيعي المسال"، لافتة إلى أهمية هذه الناقلات لضمان أمن الطاقة في المنطقة.
"تنين الصين" يحلق منفردا
وكانت هيونداي للصناعات الثقيلة اتفقت عام 2019 على الاندماج مع دايو لبناء السفن لحماية تفوقهما الصناعي في وجه الطموحات المتزايدة للصين.
ووصفت هيونداي، في بيان، القرار الأوروبي بأنه "مخيب للآمال"، وخاصة وأنه جاء بعد موافقات غير مشروطة من جانب سنغافورة والصين. وأضافت هيونداي أنها تدرس الطعن على القرار أمام القضاء.
ولفتت بلومبرج إلى أن حق الاعتراض على الصفقات أمر نادر الحدوث جدا، وأن الاتحاد الأوروبي لم يستخدمه منذ عامين.
الصين وكوريا في منافسة شرسة
وصناعة بناء السفن تعتبر جزءا حيويا من اقتصادات الدول الآسيوية مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان، ويعمل بها مئات الآلاف من الأشخاص، وفي كوريا الجنوبية تحديدا تعد صناعة السفن واحدة من الصناعات الرئيسة والاستراتيجية، إذ تمثل 7% من الصادرات وتستوعب 5% من إجمالي العمالة.
المسؤولون في الصين وكوريا الجنوبية يستشهدون بأحدث البيانات ليثبت كل طرف منهما أنه الفائز بأكبر عدد من الطلبات في هذه الصناعة "المليارية"، التي يتوقع أن تتعافى أسواقها وتصل إلى 161.83 مليار عام 2023.
المسؤولون الصينيون وخلال الأشهر الستة الأولى من عام 2021 شنوا حملة ترويجية مكثفة بشأن أداء صناعة السفن العملاقة لديهم، قائلين إنهم تلقوا وبمفردهم نصف جميع الطلبات خلال هذه الفترة، الحديث الصيني صدق عليه من منافسيهم الكوريين الجنوبيين، الذين أكدوا أن بكين نجحت في حجز مزيد من الطلبات خلال النصف الأول من عام 2021، لكنهم أكدوا أيضا أن الوضع اختلف في الأشهر الثلاثة التالية، وأنهم تقدموا على خصومهم، وبالطبع أكد الطرفان نجاحهما في تلبية توقعات العام كافة، بل وتجاوزها.
51% حصة الصين من طلبيات السفن عالميا
بيانات الرابطة الصينية لبناء السفن الوطنية تكشف أن طلبيات السفن الجديدة في الصين تمثل 51% من الحصة العالمية، وبلغ متوسط الطلبات الشهرية 6.37 مليون طن من الحمولة الساكنة (مقياس لمقدار الوزن الذي يمكن أن تحمله السفينة)، في حين نمت الطلبات في صناعة السفن الصينية 19% على أساس سنوي في النصف الأول من العام الجاري.
والأهم أن الصين تشهد ارتفاعا في طلبيات السفن عالية الجودة، ما يعزز ثقة الصناعة بذاتها، لما يعنيه ذلك من وجود ثقة عالمية بقدرات الصناعة الصينية وكفاءتها التكنولوجية
ولكن بدءا من شهر يوليو/تموز 2021، أظهرت البيانات الصادرة من سيئول إلى أن أحواض بناء السفن التابعة لها بدأت تتفوق على منافسيها الصينيين، إذ استحوذت كوريا الجنوبية على أكبر حصة من طلبات السفن العالمية الجديدة في يوليو/تموز 2021 بنسبة 45% أو 1.81 مليون طن إجمالي معوض (مؤشر لمقدار العمل الضروري لبناء سفينة معينة ويتم تحديده وفقا لنوع وحجم السفينة) من إجمالي 4.01 مليون طن على المستوى العالمي.
وتبعتها الصين عن كثب بـ1.77 مليون طن إجمالي معوض أو 44% من السوق الدولية، بينما تخلفت اليابان كثيرا عن البلدين، ولم تزد حصتها على 10% من الطلبات.
aXA6IDE4LjIyMi4xMTMuMTM1IA== جزيرة ام اند امز