أبرز ما يميز النسخة الحالية من الدورة هو حجم المشاركة الرسمية والموضوعات المطروحة والمتداولة في جلساتها وورش عملها المختلفة
"تمكين المجتمعات عالميا.. التجارب والدروس المستفادة" هو شعار قمة "أقدر" العالمية التي انطلقت دورتها الثالثة في العاصمة الروسية موسكو في ال٢٩ من أغسطس، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هذه القمة التي تقام لأول مرة خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، تعتبر واحدة من أبرز الفعاليات العالمية الداعمة لتمكين الأفراد والمجتمعات في أوطانهم، والتي لاتقتصر على مستوى أو حد معين، وإنما تمتد لتطال في أثرها وتأثيرها كافة القطاعات الثقافية والفكرية والإنسانية والحضارية، وتعتمد في ذلك عبر نقل خلاصة التجربة الإماراتية الرائدة في تمكين المجتمعات.
القمة التي أثبتت نجاحا خلال السنوات الماضية بكونها إحدى أهم المنصات العالمية التي تجمع كبار المسؤولين وصناع القرار والمختصين والخبراء إضافة إلى الشباب، تسهم بشكل كبير في تعزيز المكانة العالمية لدولة الإمارات، وتعد إثباتا عمليا على دورها المتميز إقليميا ودوليا في ابتكار المنصات ذات البعد المرتبط بنشر قيم التسامح
أبرز ما يميز النسخة الحالية من الدورة هو حجم المشاركة الرسمية والموضوعات المطروحة والمتداولة في جلساتها وورش عملها المختلفة، بالإضافة إلى إقامتها في العاصمة الروسية موسكو، بعد النجاح الكبير والفوائد المحققة من الدورتين السابقتين اللتين أقيمتا في العاصمة الإماراتية أبوظبي في العامين ٢٠١٧-٢٠١٨، حيث تشهد القمة حضور ومشاركة 12 مسؤولاً إماراتياً من بينهم 8 وزراء يتقدمهم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي ألقى الكلمة الرئيسية في الافتتاح، وأشاد خلالها بمتانة العلاقات الإماراتية الروسية، مستعرضا أبرز مايجمع البلدين ابتداء من توقيع الشراكة الاستراتيجية بينهما، مرورا بحجم التبادل التجاري والاستثمار المتبادل.
محاور القمة الثلاثة الرئيسية تعكس حجم الاهتمام العالمي بالاطلاع على التجربة الإماراتية في مجالات تمكين المجتمعات، خاصة مع إعلان الشراكة الإماراتية الروسية في استضافة هذه الدورة، والتي تبرز حجم الثقة التي يوليها العالم إلى دولة الإمارات والمؤسسات الرسمية والعاملة فيها، وهو مايفتح الباب أمام الكثير من دول العالم للاستفادة من الخبرات الإماراتية في مختلف المجالات، وما يؤكد التأثير الكبير للإمارات وسياساتها وتجاربها الرائدة إقليميا ودوليا، التزاما بالرؤية المتمثلة بتحقيق السلام والأمن العالميين ومواجهة كافة المخاطر والتحديات التي تحيط بالعالم.
وبنيت الجلسات الرئيسية بالإضافة إلى ورش العمل على خلاصة التجارب الإماراتية في كافة المجالات، والتي عرضها نخبة من أبرز المسؤولين الإماراتيين، بدءا من الدور المحوري للمؤسسات في تأسيس مقومات وأسس الولاء والانتماء الوطني، والذي قدمت فيه المدرسة الإماراتية كنموذج لترسيخ مفاهيم الولاء وتأسيس مقوماته، كما جرى استعراض موسع لاستراتيجية الأمن الغذائي الإماراتية، كونها أحد أعمدة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للدول، بالإضافة إلى التمكين الإماراتي للعلوم المتقدمة والمشاريع المستقبلية ودورها في تحقيق الرفاهية المجتمعية. وفي ظل الأجواء الإقليمية والدولية المشحونة، وانتشار أفكار التطرف الفكري والعرقي والمذهبي، لم تغفل القمة عن استعراض استراتيجية دولة الإمارات في محاربة التطرف الفكري والتحريض على الكراهية.
القمة التي أثبتت نجاحا خلال السنوات الماضية بكونها إحدى أهم المنصات العالمية التي تجمع كبار المسؤولين وصناع القرار والمختصين والخبراء إضافة إلى الشباب، تسهم بشكل كبير في تعزيز المكانة العالمية لدولة الإمارات، وتعد إثباتا عمليا على دورها المتميز إقليميا ودوليا في ابتكار المنصات ذات البعد المرتبط بنشر قيم التسامح وبناء المجتمعات المتمكنة علميا وأخلاقيا، وقد أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل القيادة الحكيمة من الدول المؤثرة على المستويين العالمي والإقليمي، من خلال حرصها على توظيف إمكاناتها وقدراتها في تحقيق الأمن والسلم والتسامح والازدهار للمجتمعات والدول.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة