الشباب والتعايش والذكاء الاصطناعي بفعاليات اليوم الثاني من قمة "أقدر"
اليوم الثاني للقمة شهد عقد ورش عمل وجلسات حوارية متنوعة تتناول موضوعات حول تمكين الأفراد والمجتمعات.
واصلت الدورة الـ3 من قمة "أقدر" العالمية فعالياتها لليوم الثاني على التوالي في العاصمة الروسية موسكو، تحت شعار "تمكين المجتمعات عالمياً: التجارب والدروس المستفادة"، بالتزامن مع منتدى موسكو العالمي "مدينة للتعليم"، إذ ركَّزت أجندة اليوم الثاني على محور الأمن التقني والفكري والغذائي: ركائز استراتيجية لتمكين المجتمعات والشباب - الإمارات نموذجاً.
وفي كلمتها الرئيسية التي ألقتها على الحضور، قالت شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة دولة الإمارات لشؤون الشباب، إن "بناء الجسور لضمان أفضل الممارسات هو ما يحتاج إليه القرن الـ21، ويسعدني حقاً تنظيم قمة أقدر العالمية في موسكو هذا العام، فهذا سيتيح لنا الفرصة لبناء جسور من العلم والمعرفة بين الأمم لتمكين المجتمعات عالمياً، ونحن على يقين بأن الشباب هم الركيزة الأساسية لتحقيق ذلك".
وأضافت: "إن أهم ما تعلمته دولة الإمارات العربية المتحدة حول تمكين الشباب خلال السنوات الـ3 الماضية هو أن أفضل السياسات والبرامج هي تلك التي يتم تنفيذها بواسطة الشباب من أجل الشباب، بمعنى أن المستخدمين النهائيين هم المطورون والمؤسسون أنفسهم للبرامج والسياسات التي يحتاجون إليها بنفس الطريقة التي يقوم بها عملاء آيفون بتقديم ملاحظاتهم لشركة أبل بهدف تصميم أفضل الإصدارات الجديدة من آيفون".
وتابعت: "إن المشاكل العالمية هي تحديات جماعية؛ وعليه، يجب أن تتاح الفرصة والسلطة لكل فرد منا للمساعدة في حلها، لا سيما الشباب، فعندما يعجز قائد أو حكومة ما عن إيجاد الإجابات، فإن الطريق الوحيدة لحل المشكلة تتمثل في تبادل الخبرات مع الشباب والتعاون معهم من أجل حلها. وهذا يتطابق مع الهدف رقم 17 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة".
وأوضحت أن "ما عملته دولة الإمارات العربية المتحدة من حث الحكومات والشباب على العمل معاً بشكل مباشر من أجل صياغة السياسات وحل المشكلات يوفر معايير أساسية حول آلية تمكين المجتمعات، ونحن نتطلع إلى التعلم من تجارب الدول الأخرى وكذلك بناء الجسور التي تجعل تبادل المعرفة يتجاوز حدود قمة أقدر، ليصل إلى العالم أجمع".
واستطردت: "عندما يتعلق الأمر بتمكين الشباب، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة هي خير مثال على ذلك، فقد استطاعت بناء استراتيجية شبابية وطنية ناجحة يقودها الشباب خلال 3 سنوات فقط، وهذه دراسة لحالة واقعية حول تمكين الشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة، وما يجعل هذه دراسة واقعية هي أنها لم تكتمل بعد، كما أننا نؤمن بأنه يجب أن تكون لدى الدول استراتيجية شبابية ديناميكية وشاملة تغطي احتياجات الشباب وتعزز من مواهبهم وإمكاناتهم".
واختتمت شما بنت سهيل بن فارس المزروعي كلمتها قائلة: "تبرع دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا في العديد من المجالات، وخلال تحضيري لهذه الرحلة إلى روسيا، تذكرت مناسبة خاصة جداً تتشارك فيها الدولتان: فتاريخ 2 ديسمبر 1971 يحمل مكانة خاصة لكلينا. فهو التاريخ الذي ولد فيه اتحاد دولتنا، واليوم الذي هبطت فيه مركبة الفضاء التابعة للاتحاد السوفيتي على سطح المريخ لفترة كافية لنقل البيانات إلى الأرض للمرة الأولى. إن تمكين الشباب هو أمر في منتهى الأهمية في القرن الـ21. وهو الحافز الأول للابتكار والاستثمار الحقيقيين. وتعد قمة أقدر العالمية 2019 المنصة المثالية للارتقاء بتمكين الشباب إلى آفاق جديدة".
وقالت مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة دولة الإمارات لشؤون الأمن الغذائي: "توفر قمة أقدر العالمية فرصة لا مثيل لها لمقابلة خبراء وصناع القرار العالميين في مجال الأمن الغذائي واستكشاف الطرق التي يمكننا من خلالها العمل معاً ومعالجة التحديات المشتركة للأمن الغذائي. في حين يركز عنوان القمة لهذا العام على المجتمعات وتمكينها لإحداث تغيير إيجابي. وهذا يتوافق تماماً مع نهجنا وأهدافنا في مكتب شؤون الأمن الغذائي بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث إننا نؤمن بأن المجتمع هو المحفز والمحرك الرئيسي لتحقيق تغيير هادف".
وأضافت: "يعد تثقيف المجتمع إحدى الركائز الأساسية للاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يساعد على التواصل مع المواطنين لتحويل السلوكيات وإيجاد (حركة غذائية)، وهذا اعتراف بأن الأمن الغذائي يعتمد إلى حد كبير على الأساليب والنهج التي تتبناها الحكومة. مدفوعة من قبل المستهلك كما يفعل على النهج من أعلى إلى أسفل التي سنتها الحكومة، كما أن الحركة الغذائية القائمة على العلم والبحث تشجع على اتباع نظام غذائي يحتوي على كميات أقل من اللحوم والمزيد من الخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات، ليس لأنه أكثر صحية فحسب، بل لأنه يؤدي إلى استهلاك أقل للموارد الثمينة. وفي ظل هذا النهج، تم مؤخراً إطلاق مبادرة "بزار"، والتي تعمل على دمج جميع أفراد المجتمع لإظهار كيف يمكن أن يكون المطبخ الإماراتي صحياً على الكوكب كما الأفراد".
واختتمت قائلة: "تشترك روسيا والإمارات العربية المتحدة في مخاوف مماثلة بشأن الأمن الغذائي، إذ يشهد الاتحاد الروسي ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية نتيجة انقطاع سلاسل الإمداد بسبب التوترات الجيوسياسية، في حين أن دولة الإمارات العربية المتحدة تخضع أيضاً لتقلبات غير مستقرة في المنطقة، والتي من المحتمل أن تهدد وارداتها الغذائية؛ حيث تبلغ الواردات حالياً 90%، ومع ذلك فقد وضعت الدولتان خططاً وسياسات شاملة لضمان الأمن الغذائي لمواطنيهما، دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال استراتيجيتها الوطنية للأمن الغذائي وروسيا من خلال مبدأ الأمن الغذائي لعام 2010، الذي يحدد أهداف الإنتاج الزراعي والسياسات الزراعية، وبسبب هذا الالتزام المتبادل بالأمن الغذائي، نعتقد أنه يمكننا خلق تآزر قوي للأمن الغذائي مع الشركاء الروس على المستويات الحكومية وغير الحكومية والقطاع الخاص، وأتطلع أنا وزملائي إلى استكشاف هذه الفرص في قمة اقدر العالمية 2019".
وفي حديثه حول مشاركته في قمة "أقدر" العالمية، قال عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي: "أنا فخور بأن أكون جزءاً من هذا الحدث مع زملائي الآخرين من الوزراء، وذلك لتوطيد العلاقات القوية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا، وكذلك التأكيد على أهمية تبادل المعرفة وتبادل الخبرات لصالح البشرية جمعاء، وتماشياً مع ذلك، لطالما كانت دولة الإمارات حريصة على فتح المزيد من قنوات التعاون في جميع أنحاء العالم لتحقيق الهدف الأسمى، وهو تعزيز وتيرة التنمية البشرية؛ حيث نؤمن بأن المفتاح لإيجاد مجتمعات آمنة ومستقرة ومزدهرة والمحافظة عليها هو من خلال تمكينهم فكرياً وثقافياً واقتصادياً، ويتمحور هدفنا في هذا الحدث الفريد هو أن نشارك مع الدول المشاركة رؤية وإنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة في مجالات التنمية البشرية والتعليم والابتكار، وكيف ساعد ذلك في بناء نظام تعليمي رفيع المستوى وحقق مجتمعات مستدامة على مختلف الأصعدة".
وعن جلسته الخاصة في القمة، قال عمر بن سلطان العلماء: "عدت إلى حيث بدأ كل شيء وكيف تطور الذكاء الاصطناعي، وذلك لفهم حقيقة تأثير هذه التكنولوجيا على عالمنا اليوم، ركزت بشكل خاص على رؤية الإمارات العربية المتحدة نحو تبني الذكاء الاصطناعي، إذ أطلقت الدولة استراتيجية وطنية تهدف إلى أن تكون الإمارات دولة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031؛ لدينا 8 أهداف رئيسية مثل رفع مستوى المهارات وإعادة تشكيل الموظفين الحكوميين ودمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية واعتماد الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية منخفضة المخاطر وغيرها الكثير".
وتابع: "لدينا العديد من المبادرات التي تدعم رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، مثل المجلس الإماراتي للذكاء الاصطناعي والبلوك تشين ومبادرة (فكر بالذكاء الاصطناعي) وهو حدث مائدة مستديرة لخبراء الصناعة والمسؤولين الحكوميين، ومخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي للطلاب، وفعالية عالمية تُعني بالذكاء الاصطناعي (عالم الذكاء الاصطناعي) ولقد بدأنا أيضًا بتوظيف الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض مثل السل، وفي قطاع البنية التحتية؛ حيث يتم استخدامه لدعم تطوير الطرق".
ومعلقاً على العلاقات الإمارات الروسية في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، قال عمر بن سلطان العلماء: "تستثمر روسيا بشكل كبير في استكشاف الفرص والسبل في قطاع التكنولوجيا والابتكار، ويهدف المركز الروسي للابتكارات الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دبي، تم إطلاقه هذا العام، والذي يعد مبادرة مشتركة بين كل من الإمارات وروسيا تهدف إلى تزويد الشركات الروسية بفرصة للدخول إلى سوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى تقديم الدعم للشركات الروسية الناشئة ورواد الأعمال لفهم المنطقة بشكل أفضل، وكذلك اتخاذ القرارات التجارية المناسبة لمنتجاتهم وحلولهم، كما عملت الدولتان على إنشاء صندوق مشترك يلتزم جزء منه بالاستثمار في التكنولوجيا، بما في ذلك الشركات الناشئة، وتدرك روسيا أهمية وتأثير الذكاء الاصطناعي بعد أن أنشأت صندوقاً مخصصاً لهذا القطاع بقيمة ملياري دولار باستثمارات من الشرق الأوسط وآسيا، لإطلاق ما لا يقل عن 10 شركات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في روسيا كل عام".
واختتم قائلاً: "تعد قمة (أقدر) العالمية، الحدث الذي انطلق من دولة الإمارات العربية المتحدة، منبراً نحو تبادل أفضل الممارسات لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تبادل المعرفة والمحتوى، كما أنها فرصة مميزة لتعزيز العلاقات الخارجية لدولة الإمارات، والجدير بالذكر أن العلاقات بين الإمارات وروسيا قد تطورت وأصبحت أكثر قوة خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك بفضل القرارات المشتركة والتعاون بين الحكومات وإطلاق مبادرات تعزز الابتكار والتكنولوجيا في كلا البلدين".
وأعرب الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز هداية الدولي ورئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، عن سعادته بالوجود في قمة أقدر العالمية بموسكو، مشيراً إلى أن تجربة الإمارات مميزة تستحق أن تُدرس وأن يُستفاد منها في العديد من الدول.
وقال إنَّ هناك شعلة من نور ليس لدولة أو منطقة واحدة ولكن للإنسانية جمعاء، وإن قيادة الإمارات بحكمتها، آمنت بالإنسان الذي يجب أن يُستثمر فيه، وآمنت بالتنوع والتعددية بكل أنواعها، وأنَّ التعايش ضرورة وليس خياراً، والعبور إلى المستقبل يستلزم أن يكون التعايش ثقافة في المجتمع.
وأكد النعيمي أن أكبر خطر يواجه التعايش هو الإرهاب والتطرف، مضيفاً أننا "لدينا حس قوي بأن الإرهاب ليس عدواً لمجتمع ما، بل هو عدو للإنسانية".
وأشار إلى ضرورة الحل الأمني لمكافحة الإرهاب لكنه لا يكفي حتى ننتصر، لذلك لا بد من برامج وقائية تشمل كل مكونات المجتمع للمساهمة في تحصين المجتمع والأجيال الناشئة.
وشهد اليوم الثاني للقمة عقد ورش عمل وجلسات حوارية متنوعة تتناول موضوعات حول تمكين الأفراد والمجتمعات، إذ عقدت وزارة التربية والتعليم جلسة حوارية تحت عنوان "التعليم والتنشئة الإيجابية"، في حين تناول ديهاد ونور دبي موضوع "مستقبل العمل الإنساني وأهمية تشجيع الشباب على العمل التطوعي".
وأجرى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ورشة عمل ناقش فيها موضوع "السلام والعدل والمؤسسات القوية"، فيما نظم مركز إرادة لإعادة التأهيل ورشة عمل حول "تطوير برامج التوعية"، بينما تحدثت المدرسة الروسية الدولية – دبي حول "صقل مهارات النشء: التمكين في المدارس والمجتمعات".
وعقدت جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين جلسة حوارية حول موضوع "دور جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين في تعزيز العلاقات الخارجية والدولية لدولة الإمارات العربية المتحدة"، وجلسة أخرى نظمتها المؤسسة الاتحادية للشباب، ناقشت فيها كيفية بناء القدرات لمواجهة التطرف عند الشباب، بينما تناولت ورشة العمل التي نظمها المركز الوطني للتأهيل موضوع "الاستجابة للمتغيرات المجتمعية في خدمات علاج وتأهيل مرضى الإدمان - تجربة المركز الوطني للتأهيل".
وعلى هامش المؤتمر، يستمر معرض قمة "أقدر" العالمية لليوم الثاني، إذ تشارك فيه أبرز الشركات من مختلف القطاعات لعرض آخر الخدمات والحلول إلى جانب إتاحة فرصة للتحاور بين المشاركين وزوار المعرض.
وتشهد القمة لأول مرة منصة متكاملة لعقد الاجتماعات واللقاءات بين الشركات المشاركة، مما يسمح لها بتبادل الأعمال وفتح قنوات التواصل الفعال مع الشركات والمهتمين بتسويق أعمالهم وخدماتهم خلال هذا الحدث المهم، بما يسهم في تعزيز أصر التعاون والشراكات في مختلف المجالات بين البلدين ويعزز من ثقة الشركات الروسية، للاطلاع على ما تقدمه دولة الإمارات من فرص استثمارية واعدة.
ويضم هذا الحدث العالمي العديد من الحلقات الشبابية التي تناقش موضوعات ملحة تتعلق بتمكين الشباب، وتشهد القمة العديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية الأخرى التي تعرض ثقافة دولة الإمارات، وتسلط الضوء على المواهب الإماراتية.
تقام قمة "أقدر" العالمية بتنظيم من برنامج خليفة للتمكين- أقدر، وبتنفيذ من شركة "إندكس" للمؤتمرات والمعارض، عضو في "إندكس" القابضة وبالتعاون مع عدد من الجهات المحلية والدولية.
aXA6IDMuMTM4LjEwNS40IA== جزيرة ام اند امز