المؤتمر الدولي للفضاء بالإمارات.. اكتشافات في خدمة البشرية
كيف يسهم استكشاف الفضاء في خدمة البشرية؟ هذا السؤال وغيره الكثير من الأسئلة المهمة والملهمة سيترقب العالم الإجابة عنها من الإمارات.
الإجابات سيقدمها رؤساء وكالات الفضاء الدولية والمتخصصون والخبراء في هذا المجال خلال مشاركتهم في المؤتمر الدولي للفضاء "IAC2021" الأعرق والأهم عالمياً الذي انطلق صباح الإثنين، ويستمر لمدة 5 أيام.
وتحت شعار "إلهام، وابتكار، واكتشافات في خدمة البشرية" تستضيف الإمارات "المؤتمر الدولي للفضاء" في دورته الـ72 في مركز دبي العالمي للمعارض خلال الفترة بين 25 و29 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وذلك للمرة الأولى في العالم العربي.
وأكدت اللجنة المنظمة للمؤتمر أن هذا الحدث سيساهم في خدمة الإنسانية والعلوم من خلال تقوية وتعزيز أطر التعاون بين جميع البلدان في قطاع الفضاء.
وستشهد أعمال المؤتمر الذي يستضيفه مركز محمد بن راشد للفضاء، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية تواجد أكثر من 4000 مشارك، بالإضافة إلى مشاركة 90 جهة عارضة من ما يزيد على 110 دول و350 من المحترفين الشباب في القطاع وخبراء الفضاء من جميع أنحاء العالم بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط للمشاركة في الحدث، الذي يحظى برعاية أكثر من 30 جهة من حول العالم.
محاور مهمة
يشكل المؤتمر الذي يضم سلسلة من ورش العمل والمحاضرات وحلقات النقاش العلمية منصة عالمية لتبادل الخبرات بين مجتمع الفضاء الدولي بهدف تبني الأفكار المبتكرة التي تسهم في تطوير هذا القطاع على الصعيد العالمي.
وسوف تكون هذه المرة الأولى التي يقام فيها المؤتمر في العالم العربي منذ انعقاده عام 1950.
ونجح مركز محمد بن راشد للفضاء في الحصول على استضافة الدورة 72 من المؤتمر للعام 2021 في إمارة دبي نظراً للتطورات الكبيرة التي تشهدها الإمارات في قطاع الفضاء ولسجل دبي المشرّف في مجال استضافة أهم المؤتمرات والفعاليات العالمية.
وسيشهد المؤتمر الاجتماعات المعتادة لرؤساء وكالات الفضاء العالمية وجلسات نقاشية مختلفة تركز على المهمات المستقبلية لإعادة العينات المريخية وتبحث دور وكالات الفضاء الناشئة وأهمية الأقمار الاصطناعية الصغيرة وتلقي الضوء على وجهات نظر الجيل القادم فيما يتعلق بقطاع الفضاء.
وسيجمع المؤتمر الدولي للفضاء قادة المنظمات والوكالات الفضائية العالمية مع صناع القرار عالميا والخبراء والمهنيين الشباب في مكان واحد لتبادل المعرفة والخبرات والتطورات والاستراتيجيات والاتجاهات العامة حول الأنشطة الفضائية العالمية الحالية والمستقبلية.
ويتناول المؤتمر العديد من المحاور المهمة وسيجيب عن أسئلة تخص هذا القطاع الحيوي، من بينها ندوة عن "الاتصالات والملاحة في الفضاء"، وندوة عن "البحث عن حياة خارج كوكبنا".
كما تم تخصيص ندوة لمناقشة أحدث التطورات التي تحققت في مجال الأبحاث حول الجاذبية الصغرى.
المؤتمر الدولي للفضاء، سيناقش أيضا جهود الإنقاذ التي يبذلها "الميثاق الدولي للفضاء والكوارث"، ودوره في التخفيف من أثر الكوارث.
كما سيجيب المؤتمر عن العديد من الأسئلة المهمة من قبيل: كيف تتطور عمليات المهمات الفضائية؟ وما أحدث المفاهيم في هذا المجال؟ ماذا يحمل مستقبل قطاع الفضاء؟ وما أبرز المهمات والابتكارات الجديدة في هذا المجال؟ ما هي أحدث خطط المهمات البشرية لاستكشاف نظامنا الشمسي؟ ما أبرز التحديات التي تتسبب بها النفايات الفضائية؟ وهل من حلول فعالة لهذه المشكلة؟ كيف تسهم الأنظمة المستخدمة في الفضاء بتقديم حلول جديدة تخدم حاجات المستهلكين على الأرض؟.
ويتضمن جدول أعمال المؤتمر جلسة طاولة مستديرة لرؤساء وكالات الفضاء، وعدداً من الجلسات التي تركز على المشروع الاستكشافي 60/61، ومستقبل كوكب المريخ، ومهمات جمع العينات، ودور وكالات الفضاء الناشئة، والأقمار الاصطناعية الصغيرة التي تقوم بمهام لحل مشاكل المناخ، وحلول الفضاء المبتكرة للبحث والإنقاذ، والتطبيقات الحيوية، والمسؤولية الاجتماعية في قطاع الفضاء.
وسيتم عرض أكثر من 2,300 ورقة بحثية وعلمية من أكثر من 86 دولة.
وسيجمع منتدى التواصل العالمي ضمن المؤتمر الجهات المعنية، وصُناع السياسات، والخبراء، والمختصين الشباب لتشجيع الحوار العالمي حول النشاطات الفضائية الحالية والمستقبلية.
كما سيصاحب المؤتمرَ معرضٌ يحتوي أحدث الابتكارات والتقنيات في قطاع الفضاء.
فعاليات تمهيدية
واستبقت الإمارات عقد المؤتمر بعدد من الفعاليات التمهيدية التي ترتبط به بشكل مباشر وغير مباشر، وذلك لضمان تحقيق أهدافه.
واستبق عقد المؤتمر استضافة الإمارات، يوم الأحد، 24 أكتوبر/تشرين الأول 2021، الاجتماع الحادي عشر للاتحاد الدولي للملاحة الفضائية لأعضاء البرلمانات الذي أقيم بالتعاون مع الاتحاد الدولي للفضاء وبمشاركة 5 آلاف شخص متخصص وخبير من 80 دولة.
وأكد صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، خلال الاجتماع، أن الفضاء لم يعد علما وعالما مستقلين بذاتهما، بل هو موطن ولادة اقتصاد جديد هو اقتصاد تكنولوجيا الفضاء، التي يمكن أن نذكر بعضا منها وهي تكنولوجيا صناعات السيارات الذكية ومضخات القلب والأطراف الصناعية، والإنترنت والتنبؤ بالطقس، والاستشعار عن بعد، وغيرها مما يساهم في تحسين جودة حياة البشرية على كوكب الأرض.
ولفت الى ان كل هذه المتغيرات والتطورات فرضت وستفرض على الدول اعتماد منهجية جديدة في سن قوانين هي أكثر مرونة وقدرة على دعم الابتكار والمحافظة على الإنسان والبيئة في عين الوقت، الأمر الذي يحتم علينا في السياق البرلماني تطوير وتطبيق مفهوم جديد للعمل البرلماني التشريعي والرقابي يبتعد عن الروتين التقليدي ليحاكي ويواكب مسيرة وسرعة تلك المتغيرات العلمية والتقنية في عالم الفضاء وتأثير ذلك على الإنسان والبيئة.
واستعرض تجربة دولة الامارات مؤكدا أن المجلس الوطني الاتحادي عمل في أواخر 2019 على إصدار القانون الخاص بتنظيم قطاع الفضاء، وحرص فيه على تجسيد قيمة وديناميكية العمل والتنسيق المشتركين بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وأضاف: "كان لهذا القانون دور مهم في نجاحنا في إرسال أول مسبار عربي إلى مدار المريخ في فبراير 2021 (مسبار الأمل)، الذي أصبح شعاع أمل لكل الشباب في المنطقة، ودليلاً على قدرة الدول في المنطقة على الإنجاز السريع متى ما توفرت الرؤية السديدة والبيئة التشريعية الملائمة".
كما استضافت الإمارات الدورة 19 من مؤتمر "جيل الفضاء"، إحدى الفعاليات المرتبطة بالمؤتمر الدولي للفضاء، خلال الفترة بين 21 و23 أكتوبر الجاري.
الحدث، الذي ينظمه المجلس الاستشاري لجيل الفضاء، جمع الشباب من دول مختلفة، لمشاركة الأفكار والتواصل مع الخبراء في قطاع الفضاء، ومختلف أصحاب المصلحة.
ويعقد المؤتمر الدولي للفضاء في أعقاب اختتام فعاليات أسبوع الفضاء الذي عقد في أكسبو 2020 دبي، من 17 وحتى 23 أكتوبر الجاري، وتم خلاله عقد جلسة حوارية مع رواد فضاء إماراتيين وعرض فعاليات ترفيهية وفنية وعلمية ونشر المعلومات الخاصة بعلوم الفضاء منها فعالية "تعلم قراءة النجوم" وفعالية "السفر إلى الفضاء" واستدامة البيئة الفضائية وغيرها من الفعاليات.
مكاسب عديدة
ويعد استضافة مؤتمر مهم من هذا القبيل هو إنجاز في حد ذاته، كما إنه يأتي تتويجاً للإنجازات الإماراتية التاريخية في قطاع الفضاء، وشهادة دولية بحضورها القوي ومكانتها الرائدة ودورها المميز والمؤثر في قطاع الفضاء العالمي.
وكان أحدث الإنجازات الإماراتية في هذا المجال هو إعلانها، 5 أكتوبر الجاري، عن مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر تصل خلالها كوكب الزهرة و7 كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر خمس سنوات.
هبوط تاريخي سيكون الأول عربياً على كويكب يبعد عن كوكب الأرض 560 مليون كيلومتر، لتكون الإمارات أول دولة عربية ورابع دولة عالمياً ترسل مهمة فضائية لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية.
أيضاً يأتي هذا الإنجاز التاريخي في وقت يواصل فيه "مسبار الأمل" الإماراتي، أول مسبار عربي وإسلامي يصل إلى مدار كوكب المريخ، مهمته العلمية لجمع معلومات وبيانات لم تتوصل إليها البشرية من قبل.
وكان مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" قد نشر مطلع أكتوبر الجاري دفعة من البيانات التي جمعها المسبار في الفترة الممتدة بين 9 فبراير و22 مايو 2021 وتضم صورا فريدة للمريخ ترصد ملاحظات غير مسبوقة حول سلوك غازات الغلاف الجوي للكوكب الأحمر والتفاعلات التي تحدث بينها.
كما تواصل الإمارات باستضافة مؤتمر الفضاء الدولي الذي يعقد في المنطقة لأول مرة قيادة العرب نحو مستقبل واعد ونهضة غير مسبوقة، وخصوصا في مجال الفضاء، حيث توفر الإمارات من خلال استضافة هذا الحدث فرصة لدول المنطقة للتعاون مع الشركاء الدوليين وتأهيل جيل جديد من خبراء الفضاء العرب ليعملوا من أجل الإنسانية.
ويوفر المؤتمر فرص تواصل فريدة إذ يركز منظموه على تأسيس تحالفات وشراكات بناءة، وتعزيز التعاون عالمياً وإقليمياً.
كما إن استضافة دولة عربية لهذا الحدث المهم يعد بمثابة حافز جديد لدول المنطقة للاقتداء بها والاستفادة من تجربتها.
أيضا سيسهم هذا الحدث الكبير في تعزيز الاهتمام المتنامي بين الشباب بدراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، كما سيكون مصدر تحفيز للإماراتيين الذين يطمحون للمساهمة في تنمية قطاع الفضاء الوطني.
كذلك تأتي استضافة دبي للمؤتمر الدولي للفضاء بالتزامن مع احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة باليوبيل الذهبي لتأسيسها، وضمن المساعي الرامية لتحقيق المزيد من التطور في قطاع الفضاء الإماراتي.
وفي تصريحات له بهذا الصدد، قال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: "نحن ملتزمون بترسيخ دعائم قطاع الفضاء المحلي من خلال دعم برامجنا لاكتشاف الفضاء وتعزيز حضورها على مستوى المنطقة والعالم".
وبين أنه "من شأن استضافة المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية أن يشكل إنجازاً متميزاً لنا جميعاً وسيسهم في تعزيز مكانتا في طليعة الدول التي تعمل على تطوير هذا القطاع".
وتابع: "كما أننا واثقون من أن هذا المؤتمر سيساعد الدول الطموحة في العالم العربي على السير في ركب اكتشاف الفضاء أيضاً، كما يركز المؤتمر على مجالات عدة منها: التطور النوعي لتقنيات الفضاء ومبادرات بناء القدرات للمشاركين ومجالات التطوير البيئي والاجتماعي".
بدوره، صرح يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، أن "استضافة دولة الإمارات لدورة هذا العام من المؤتمر تؤكد التزامنا بدعم نمو قطاع الفضاء وتطويره عالمياً، ونحن نفخر بكوننا أول دولة عربية تستضيف هذا الحدث المهم الذي حشدنا له كافة الضمانات التي تكفل نجاحه على أتم وجه ممكن".
وأضاف الشيباني: "استضافة المؤتمر تشكل محطة أساسية لتعزيز المنظومة الحيوية لقطاع الفضاء، وتأسيس تحالفات رئيسية، وبناء جسور المعرفة مع وكالات الفضاء الدولية الرائدة ولما فيه خير البشرية جمعاء".
وأردف: "وبالإضافة إلى ذلك، نأمل أن تكون هذه الاستضافة أيضاً بمثابة مبادرة مشجعة لمختلف دول المنطقة للانضمام إلى الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية، والتواصل مع الشركاء العالميين في هذا المجال ودعم الجيل القادم من المختصين".
aXA6IDMuMTQ5LjI1NC4yNSA=
جزيرة ام اند امز