إبراهيم نصر.. أسطورة "المقالب الضاحكة"
بجانب"الكاميرا الخفية"، قدم إبراهيم نصر الذي توفي، الثلاثاء، عن عمر ناهز 70 عاما، عددا من الأعمال الفنية المتنوعة في السينما والتلفزيون
مثلما عرفه الناس وأحبوه في شهر رمضان من خلال برنامج "الكاميرا الخفية"، توفي الفنان المصري إبراهيم نصر في رمضان أيضا، ليودع جمهوره بعد عقدين تقريبا من إسعادهم بمجموعة من الشخصيات المبتكرة خلال هذا البرنامج الكوميدي.
وبجانب"الكاميرا الخفية"، قدم نصر الذي توفي، الثلاثاء، عن عمر ناهز 70 عاما، عددا من الأعمال الفنية المتنوعة في السينما والتلفزيون.
ولد إبراهيم نصر النخيلي، بحي شبرا بالقاهرة لأم وأب قادمين من الصعيد للعمل بالقاهرة، حيث كان والده مقاولاً معمارياً، وعندما صار عمره قرابة العشر سنوات بدأ في تقليد أقاربه، ليصبح كوميدان العائلة، ويترأس بعدها فريق التمثيل بالمدرسة.
واستمرت رحلته مع التمثيل خلال دراسته الجامعية التالية ليحصل على العديد من الجوائز والميداليات تقديرا لإسهاماته البارزة في فريق التمثيل بالجامعة.
وفي أحد الأيام التقى نصر، الشاعر والمؤلف بخيت بيومي الذي أقنعه بالذهاب معه إلى التليفزيون لكي يلعب دوراً درامياً في برنامج تقدمه الراحلة أماني ناشد بعنوان "عزيزي المشاهد".
وبالفعل تم اشتراكه في البرنامج وكان على الهواء مباشرة ليحقق نجاحا غير متوقع، ويستمر بعدها كمنولوجيست يقلد النجوم الكبار ومشاركا في مجموعة من برامج الأطفال.
خلال رحلته الفنية شارك نصر في عدة مسلسلات تلفزيونية منها "على باب زويلة"، "الزمن المر"، "مارد الجبل"، "رأفت الهجان"، و"فوق السحاب" الذي كان بالصدفة أيضا آخر أعماله الدرامية للتلفزيون في شهر رمضان 2018 .
كما شارك في مسرحيات من منها "أهلا يادكتور" مع سمير غانم وجورج سيدهم، و"عائلة عصرية جدا"، و"زكية زكريا والعصابة المفترية".
نصر شارك أيضا في بطولة أفلام مهمة مثل "بيت بلا حنان"، "قهوة المواردي"، "زكية زكريا في البرلمان"، "الاحتياط واجب"، "حد السيف"، "امرأة واحدة لا تكفي"، "شمس الزناتي"، "حسن اللول"، "الكهف"، و"صاحب المقام".
كانت أدوار إبراهيم نصر تحمل مسحة كوميدية وإنسانية رغم عنف الشخصية أحيانا كثيرة، وهو مايظهر جليا في واحدا من أهم الأدوار التي قدمها، وهو دوره في فيلم "إكس لارج" أمام أحمد حلمي.
وتجلت روعة الجانب الإنساني في شخصية إبراهيم نصر بـ"إكس لارج"، التي تنهل من الطعام بسعادة بالغة، وتحمل فلسفتها الخاصة التي ينقلها لابن أخته، فهو يسخر من الحياة، ولكنه يحمل إرادة خاصة في مواجهتها بالدعابة والمواساة لزملائه الذين يذهب لتأبين زولائه بخواطر شعرية في مصلحته الحكومية بعد وفاتهم أو خروجهم على المعاش، حتي يحين أجله وهو يمارس هذا العزاء للجميع.
والحقيقة أن هذه الروح التي غلفت بناء شخصية إبراهيم نصر في هذا الفيلم السابق، شاعت بصورة أخرى في أهم برامجه التي منحته الشهرة لسنوات طويلة، وهو برنامج "الكاميرا الخفية".
وحمل هذا البرنامج الذي يعتبره البعض من أساطير الكاميرا الخفية، والمقالب الضاحكة، والذي حمل أسماء أشهر شخصية قدمها خلالها وهي "زكية زكريا" ، عقب تنكره في زي سيدة سمينة تلطخ وجهها بالمساحيق المقززة، وتتصرف بطريقة قبيحة ساخرة حتي تنجح في حبك المقلب، قبل أن تلقي بباروكتها الصناعية فوق رأس الضيف.
وقد حاول نصر استثمار هذه الشخصية في فيلم ومسرحية حملتا اسم الشخصية، لكنهما لم يحققا نجاحا يذكر بالمقارنة بالبرنامج الأصلي الذي كان الجمهور يترقب عرضه خلال شهر رمضان.
الطريف أن إبراهيم نصر سبق وتعرض لشائعة وفاته منذ بضع أشهر وتحديدا في سبتمبر 2019، وظهر ليكذبها بنفسه وقتها، معلنا سعادته بمشاهدة حب الناس من خلال اتصالات تليفونية تلقاها من مختلف أنحاء العالم لاطمئنان عليه.
وقال وقتها إنه أول شخص يرى جنازته بنفسه معلقا: "كانت جنازة جميلة أوي".
aXA6IDUyLjE1LjE4NS4xNDcg جزيرة ام اند امز