لو استثمرنا جميعا كإعلاميين الوقت والمساحة الممنوحين لنا في الوسائل الإعلامية لطرح ما يدفع لتحسين رياضتنا وتطويرها لتقدمنا منذ زمن.
قبل قرابة 4 عقود كانت الفرق ترفض النزول إلى أرض الملعب وكل فريق يطالب الفريق الآخر بالنزول أولا.
لو استثمرنا جميعا كإعلاميين الوقت والمساحة الممنوحين لنا في جميع الوسائل الإعلامية لطرح كل ما يدفع لتحسين أحوال رياضتنا وتطويرها لتقدمنا منذ زمن ووصلنا لما هو أفضل مما نحن عليه اليوم.
كان السبب هو الفكر "المتخلف"؛ إذ ساد بين الجماهير الرياضية بإيعاز من بعض إدارات الأندية أن من ينزل إلى أرض الملعب أولا سيخسر المباراة.
تكرر هذا الخلاف مرات عديدة وتأخر بدء الكثير من المباريات، والغريب بل المحزن أنها كانت بين الفرق المسماة بالكبيرة وذات الشعبية الجماهيرية الجارفة، وهي بالتأكيد ليست كذلك طالما هذا هو المستوى الفكري لمن يديرها.
طبعا ذلك التفكير الرجعي انتقل إلى بعض جماهير تلك الأندية وساد الفكر للأسف لفترة طويلة، وكانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب آنذاك مضطرة لاتخاذ قرارات عقوبة بحق الفرق التي تؤمن وتطبق الفكر المتخلف حتى تم قطع ذلك الفكر للأبد.
أنتقل من الفكر المتخلف لبعض إدارات الأندية إلى بعض الإعلاميين الذين رغم خبرتهم الطويلة وعمرهم المديد في المجال، فإنهم ما زالوا يدورون في فكر التعصب والطرح الرديء، منطلقين من مصلحة أنديتهم دون الحرص على المصلحة عامة.
إعلاميون أمضوا أكثر من 30 عاما في المجال ومع ذلك ما زالوا يتحدثون عن الـ4 الكبار والجماهيرية والألقاب وعدد البطولات، بينما نسوا أو تناسوا الأهم وهو كيفية تطوير الرياضة السعودية بشكل عام.
جميل أن نتحدث عن العدد الجماهيري أو الألقاب وعدد البطولات لكن بشرط أن نطرح هذه المواضيع بتجرد من الميول ولون النادي ونطرح ما نراه عادلا للجميع وهو بكل أسف من الصعب أن يتحقق من إعلاميين يعتبرهم الجيل الشاب قدوة، وهم غير ذلك.
لو استثمرنا جميعا كإعلاميين الوقت والمساحة الممنوحين لنا في جميع الوسائل الإعلامية لطرح كل ما يدفع لتحسين أحوال رياضتنا وتطويرها لتقدمنا منذ زمن ووصلنا لما هو أفضل مما نحن عليه اليوم.
رياضتنا والمسؤولون عنها ينتظرون منا -خاصة الإعلاميين أصحاب الخبرة- أن نطرح الأفكار التطويرية التي تضع رياضتنا في موقع يليق بها، خاصة وهي تجد دعما حكوميا لا محدود، ورغبة من القيادة السياسية تحديدا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأن تساير الرياضة بقية المجالات وصولا لرؤية 2030.
أنادي زملائي الإعلاميين أصحاب الخبرة -وسأكون واحدا منهم- باستثمار الفرصة والمساحة لطرح إيجابي مفيد للرياضة السعودية وترك توافه الأمور التي تعكس فكرا متخلفا.
طرح المواضيع يعكس شخصية وفكر وثقافة طارحه.
*نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة