"أيدكس 2019".. شراكات إماراتية سعودية ناجحة
توقيع الاتفاقيات بين الشركات السعودية والإماراتية يشكل جانبًا من تأكيد عمق العلاقات بين السعودية والإمارات.
شهد التعاون العسكري الإماراتي السعودي تطوراً لافتاً في الفترة الأخيرة، عكسه توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين شركات البلدين المتخصصة في مجال الصناعات العسكرية على هامش الدورة الرابعة عشرة لمعرض الدفاع الدولي أيدكس 2019 في أبوظبي.
ويشكل توقيع الاتفاقيات بين الشركات السعودية والإماراتية جانبًا من تأكيد عمق العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والتي من شأنها الوصول إلى أعلى مستويات التكامل والتشارك في مختلف المجالات والقطاعات، التي شهدت أكثر من 6 مذكرات تعاون.
- تنافس كبير بين الشركات المحلية والعالمية لعرض ابتكاراتها بـ"أيدكس"
- "تسليح" الإماراتية تعرض أحدث نظام للتدريب على الرماية في "أيدكس" 2019
دراسة أسواق
وقعت شركة الإلكترونيات المتقدمة السعودية مذكرة تعاون مع شركة "الصير" الإماراتية، ويهدف الاتفاق بين الطرفين إلى تطوير وتصنيع مشترك للقوارب البحرية غير المأهولة، مساهمة في توفير الدعم اللوجستي للقوات البحرية الملكية السعودية، كما توصلت شركة «كالدس» الإماراتية لاتفاق مع الشركة السعودية لتهيئة وصناعة الطائرات «جي دي سي»، لتأسيس تعاون مشترك لدراسة أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الخاصة بطائرة كالدس القتالية الخفيفة "بدر 250"، ولتطوير القدرات الداخلية.
وحازت الطائرة القتالية "بدر 250" اهتماماً ملحوظاً من قبل قوّات جويّة إقليمية ودولية منذ عرضها وإقلاعها لأول مرة خلال فعاليات معرض دبي للطيران في 12 نوفمبر 2017.
قال فواز الشرابي، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية لتهيئة وصناعة الطائرات: "إن هذه الاتفاقية مع طائرة كالدس المتطورة كلياً هي خطوة رئيسة للشركة السعودية لتهيئة وصناعة الطائرات. ويتماشى ذلك مع رؤية السعودية 2030، ويوفر فرصة مثالية أمام الصناعة السعودية لتطوير نظام مهمة المنصة وتكامل الأسلحة من خلال جي دي سي، ومن أجل الامتلاك المشترك لحقوق الملكية الفكرية".
وأضاف الشرابي: "سيحقق البرنامج قدرة تكنولوجية متطورة، وفرص عمل عالية المهارة في المملكة، فضلاً عن أنه يمثل فرصة مهمة أمام الصناعة العسكرية السعودية لتطوير قدرات تكامل النظم على منصة جديدة تماماً من خلال الشركة السعودية لتهيئة وصناعة الطائرات".
التحول الصناعي
واستكمالًا للتعاون المشترك بين الشركات السعودية والإمارات، في المجال والأمني والعسكري بما يعزز أمن ومكانة الدولتين السيادية الإقليمية والدولية بالإضافة إلى ضمان التنفيذ الفعال لفرص التعاون والشراكة بينهم، وقعت شركة «ميليكتريا ميدل إيست» للكابلات إحدى الشركات الأعضاء في مجلس الإمارات للشركات الدفاعية، 4 اتفاقيات مع شركة إمعان السعودية، والتي تعطي الأخيرة حق ترويج وتسويق منتجات شركة ميليكتريا داخل السوق السعودية.
وأعلنت شركة «مبادلة للاستثمار»، صندوق أبوظبي الاستراتيجي للاستثمار والتطوير، تعاونها الاستراتيجي مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية "SAMI"، كما يدشن الإعلان أولى مبادرات التعاون المشترك بين السعودية والإمارات في مجال الصناعات المتقدمة.
وحددت مذكرة تفاهم بين الشركتين الإطار الاستراتيجي للاستثمار المشترك والتعاون على المدى الطويل في مجال البحث والتطوير والتصنيع والإصلاح والصيانة والعمرة والهندسة، وذلك استكمالاً لخطط التحول الصناعي الطموحة التي تبنتها كل من السعودية وأبوظبي، بما في ذلك استراتيجيات التطوير والنمو، عبر سلسلة القيمة لقطاعي صناعة الطيران والصناعات الدفاعية.
وتواجدت شركات سعودية عملاقة في المعرض وعلى رأسها الشركة السعودية للصناعات العسكرية سامي والتي تستهدف أن تكون ضمن أفضل 25 شركة متخصصة في الصناعات العسكرية في العالم بحلول 2030 مستندة إلى أفضل التقنيات والكفاءات الوطنية لتطوير منتجات وخدمات عسكرية بمواصفات عالمية وتحقيق الاكتفاء الذاتي للمملكة العربية السعودية في مجال الصناعات العسكرية.
وقال بدر سليم سلطان العلماء، رئيس وحدة صناعة الطيران والدفاع في «مبادلة للاستثمار»: "يمثل هذا التعاون في قطاع الصناعات المتقدمة لحظة تاريخية بالنسبة إلى صناعة الطيران والصناعات الدفاعية العالمية؛ إذ يضع استراتيجية للشراكة الصناعية بين الإمارات والسعودية.
لقد حددنا من خلال مذكرة التفاهم عدداً من مجالات التعاون التي تشمل البحث والتطوير والتصنيع والإصلاح والصيانة والعمرة، مستفيدين من الخبرة العميقة للشركات الصناعية الإماراتية في مجال تعزيز الشراكات الدولية وإنشاء نظام بيئي إقليمي لقطاعي صناعة الطيران والصناعات الدفاعية. وسنتمكن عبر هذا التعاون من توظيف مواردنا واستثماراتنا وكوادرنا الوطنية المؤهلة والقيمة التنافسية الشاملة لعملائنا وشركائنا، وذلك من خلال تعزيز الوصول إلى الأسواق العالمية وتحقيق التكامل والتميز الصناعي".
العمل العربي
وفي إطار المبادرات السعودية الإماراتية الرائدة والرامية إلى تطوير العمل العربي والإقليمي المشترك، وتوفير الأمن والحماية لكل المنطقة الاستراتيجية تحقيقا للأمن القومي العربي، أكد اللواء أركان حرب توحيد توفيق، نائب رئيس الهيئة العربية للتصنيع، إجراء مشاورات مع السعودية والإمارات وعدد من الدول بالشرق الأوسط وأفريقيا لتوقيع عقود جديدة لمنتجات «الهيئة»، مشيراً إلى أنها تمتلك 11 مصنعاً لمختلف الأسلحة.
وقال إن الهيئة العربية للتصنيع تستهدف، خدمة الجيوش العربية وتطوير جهوزيتها، منوهاً بأن السلاح سلعة أساسية لأي دولة من دول العالم لتحقيق الأمن والمحافظة على الاستقرار في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة.
وأوضح أن الهيئة العربية للتصنيع تأسست عام 1975 برأسمال يفوق المليار دولار، بغرض بناء صناعة الدفاع العربي المشترك إثر اتفاق دولي عربي لتأسيس قاعدة صناعية متطورة، مضيفاً أن التصنيع العسكري يحتاج إلى إمكانيات كبيرة تسعى "الهيئة" إلى تحقيقها.
وأضاف أن تنظيم الإمارات لهذا الحدث العالمي يعزز تطوير الصناعات الدفاعية وتبني الحلول التكنولوجية المتطورة، ويحقق فرصة تبادل الخبرات والاطلاع على أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا القطاع.