التوجه نحو إدلب.. هل دقت ساعة الصفر ضد "جبهة النصرة"؟
تعزيزات عسكرية أرسلتها أنقرة إلى حدودها الجنوبية مع سوريا، خاصة في مدينة إدلب، فهل ستتجه البوصلة العسكرية إلى "جبهة النصرة"؟
تعزيزات عسكرية أرسلتها أنقرة إلى حدودها الجنوبية مع سوريا، خاصة في مدينة إدلب، فهل ستتجه البوصلة العسكرية إلى "جبهة النصرة"؟
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إن بلاده أرسلت تعزيزات إلى إدلب، شمال غربي سوريا، التي تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام" وتشكل "فتح الشام" (النصرة سابقا) عمودها الفقري.
وتوضيحا لمناطق انتشار القوات في إدلب، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إن "الروس سيكونون خارج حدود خفض التوتر، والأتراك سيكونون داخلها في محافظة إدلب".
وفي حديثهما لـ"بوابة العين" الإخبارية، قال محللان سياسيان سوريان إن تلك التعزيزات العسكرية تـأتي، كما تعلن أنقرة، لمنع قيام دولة كردية قريبة، ولتعزيز الأمن التركي من جهة الحدود السورية، ومن ثم تحجيم "جبهة النصرة" في محاولة لترسيخ "خفض التوتر" في المحافظة الحدودية.
واختلف المحللان حول مغزى التدخل المرتقب من قبل أنقرة لإدلب؛ ففي حين استبعد أحدهما أن يكون الهدف تنفيذا لصفقة إيرانية-تركية لتبادل النفوذ، توقع الآخر أن يكون الهدف تنفيذ اتفاق "خفض التوتر" بالمحافظة ومحاربة "النصرة" المصنفة كتنظيم إرهابي.
تنفيذ "الأستانة 6"
تيسير النجار، المحلل السياسي السوري، قال إن الحشد العسكري التركي يأتي بموجب التفاهمات الأخيرة بين أنقرة وموسكو وطهران في الجولة الـ6 من محادثات أستانة للأزمة السورية.
وشهدت العاصمة الكازاخستانية الأستانة يومي 14 و15 من الشهر الجاري جولة سادسة لمحادثات الأزمة السورية، توصلت الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) خلالها لاتفاق يقضي بنشر 500 مراقب من الدول الـ3 في إدلب، وضمها لمناطق "خفض التوتر".
و"مناطق خفض التوتر" هي اتفاق توصلت له الدول الضامنة في مايو/أيار الماضي في إطار الجولة الـ4 من محادثات أستانة، وتشمل تلك المناطق: إدلب والغوطة الشرقية لدمشق وشمال حمص وجنوب سوريا.
وقال النجار إن تركيا لديها العديد من المصالح التي تحاول الحفاظ عليها من خلال تدخلها في سوريا، وخاصة في إدلب، مثل ضمان أمنها، ومنع قيام دولة كردية بالقرب من حدودها، وضمان دور يمنحها نفوذا وورقة إستراتيجية تستعملها.
وقال أردوغان، أمس: "سنتخذ إجراءات لتأمين إدلب حتى يعود اللاجئون السوريون إليها، ولن نسمح بإقامة دويلات لتنظيمات إرهابية على حدودنا"، في إشارة على ما يبدو إلى أكراد سوريا.
وعلى حدود مدينة إدلب، تقع مدينة عفرين، التي يُحكم الأكراد سيطرتهم عليها، ومن ثم يرى مراقبون أن الوجود التركي في إدلب يسمح لأنقرة بابتزاز الاكراد، ويحول دون قيام الدولة الكردية في سوريا.
بدوره، قال عادل الحلواني، ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن التدخل التركي في سوريا لن يكون في صالح أنقرة ولا دمشق، مرجحا أن ذلك قد يشعل حربا شرسة بين الفصائل الموالية لتركيا والأكراد، قد تتدخل فيها أمريكا وروسيا.
واتفق الحلواني مع النجار في أن التدخل التركي يأتي بالأساس لحماية الحدود وعودة المهاجرين ومحاربة "جبهة النصرة" في إدلب.
وعن القوة التي ستشارك في العملية العسكرية في محافظة إدلب، أوضح الرئيس التركي أن الجيش السوري الحر، المدعوم من أنقرة، هو الذي سيباشرها، معلنا أن موسكو تدعم تلك العملية من الجو.
وبداية سبتمبر/أيلول الماضي، قال القائد العام للفرقة التاسعة التابعة لـ"الجيش الحر"، أبو جلال، إن 3 آلاف عنصر من "الجيش الحر" يتأهبون لدخول إدلب وريف حلب مع الجيش التركي.
هل تطبق الصفقة التركية الإيرانية؟
وعن كون تدخلها استهدافا لـ"النصرة" أم مجرد رغبة في تنفيذ اتفاق "خفض التوتر" في إدلب، أوضح النجار أن تطبيق مبدأ "خفض التوتر" في المحافظة لن يتم إلا بمحاربة "النصرة".
ونفى النجار أن يكون التدخل التركي المحتمل في إدلب تنفيذا لما تداولته وسائل الإعلام حول صفقة بين أنقرة وطهران يتم بموجبها تبادل النفوذ، بحيث تسيطر تركيا على إدلب، مقابل دخول القوات التابعة لإيران جنوب دمشق.
ومختلفا معه، استبعد ممثل الائتلاف السوري عادل الحلواني أن يكون الهدف من دخول القوات التركية إلى إدلب تنفيذا للصفقة التي علا صداها بين أنقرة طهران.
وتداولت وسائل إعلام، أوائل الشهر الماضي، أنباء عن ملامح صفقة بين إيران وتركيا، تتضمن مقايضة وجود عسكري تركي في إدلب، مقابل سيطرة إيرانية على جنوب دمشق وتوسيع منطقة السيدة زينب.
مصير "النصرة"
وعن مصير "النصرة" حال توجهت ضدها الجهود العسكرية الدولية، توقع النجار أن تتجه الجبهة للتبخر والاختباء بين المدنيين بحيث يصعب تمييز عناصرها، وستكون بمثابة خلايا نائمة حتى يتم الحاجة إليها، معتبرا أنها بالأساس تابعة للنظام السوري.
في حين أوضح الحلواني أن الغموض يكتنف مستقبل "النصرة" حال اشتدت الضربات العسكرية ضدها، مشيرا إلى أن هناك محاولات جادة لبعض الأطراف المحلية لمناشدة الجبهة بحل نفسها والانخراط في الاتفاقات التي تم التوصل إليها.
ولم يتضح بعد، رسميا، إذا كان التعزيز العسكري التركي في إدلب عملية عسكرية أم مجرد انتشار. وذكرت وكالة "الأناضول" التركية، أمس، أن تحركات عناصر الجيش التركي في إدلب لن تكون على شاكلة "عملية عسكرية" بل ستكون "انتشارا"، مستبعدا خوض اشتباكات مع القوات النظامية السورية أو عناصر محلية.
aXA6IDE4LjExOC4xNDAuNzgg جزيرة ام اند امز