عماد حمدي.. أسير العمى والاكتئاب
لُقب الفنان المصري الراحل عماد حمدي بـ"فتى الشاشة الأول" الذي تمرد على قيود الوظيفة الحكومية، وبحث عن الفنان الكامن بداخله.
واستطاع الراحل أن يعبر إلى الجمهور من نافذة ضيقة حتى أصبح اسمه رهانا لشركات الإنتاج، وصورته تتصدر أفيشات الأفلام في فترة خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
وفي ذكرى وفاة هذا الفنان الاستثنائي تلقي "العين الإخبارية" الضوء على لحظات مؤلمة في حياته.
ولد حمدي في 24 نوفمبر 1909، وعقب حصوله على شهادة دبلوم التجارة تم تعيينه محاسبا في استوديو مصر، وفي فترة قصيرة تدرج في القالب الوظيفي حتى أصبح مديرا للتوزيع.
كان من الممكن أن يكمل حياته بين الأرقام ورائحة الدفاتر، لكنه أحب السينما ورأى في نفسه القدرة على التقمص والتشخيص، وبسرعة شديدة قرر الانحياز لموهبته.
الفرصة
شارك حمدي في بداية مشواره الفني في عدد من الأفلام الدعائية التي تنتجها وزارة الصحة المصرية، وتحمس له المخرج كامل التلمساني ورشحه للمشاركة في فيلم "السوق السوداء" إنتاج 1945.
توالت أعماله الناجحة بعد ذلك ومنحه النقاد لقب "فتى الشاشة الأول" وقدم أفلاما مهمة في هذه المرحلة منها "إني راحلة، وسيدة القطار، وبين الأطلال" والتي غلب عليها الطابع الرومانسي.
في مرحلة السبعينيات والثمانينيات بدأ يشعر بانسحاب البساط من تحت قدميه، وهداه التفكير إلى تغيير شكل الأدوار التي يقدمها، فقرر المشاركة في أعمال مهمة منها "سواق الأتوبيس، والخطايا، وأم العروسة".
نساء في حياته
تزوج فتى الشاشة الأول 4 مرات، كانت الأولى بحورية محمد، والثانية بفتحية شريف وأنجب منها ولدا أطلق عليه اسم "نادر"، ثم جمعته قصة حب مع الفنانة شادية وانتهى الأمر بالزواج.
ولم يستمر زواجه بشادية كثيرا، إذ كثرت الخلافات بينهما وحاول منع شادية من العمل لكنها رفضت طلبه، وكانت النتيجة الانفصال السريع.
أما الزيجة الرابعة فكانت بالفنانة نادية الجندي وكانت تصغره بـ17 عاما، رغم الفارق العمري حاول إسعادها وأنجب منها ولده الثاني "هشام".
وأراد حمدي التعبير عن حبه للفنانة نادية الجندي، فقرر أن ينتج لها فيلما سينمائيا من بطولتها هو "بمبة كشر"، وخسر هذا الفيلم ولم ينصفه شباك التذاكر، ورغم ذلك كرر الفنان الراحل تجربة الإنتاج كثيرا.
النهاية
أنفق حمدي ثروته من أجل كسب حب وود نادية الجندي، وكانت النتيجة أن أعلن إفلاسه وراح يشارك في أعمال سينمائية بأجور لا تتناسب مع تاريخه الكبير.
وشارك في فيلم "ثرثرة فوق النيل" مقابل 800 جنيه، ولم يكن أمامه خيار آخر، وعندما انفصلت عنه نادية الجندي شعر بالصدمة والحزن.
أثرت الظروف الصعبة على نفسية عماد حمدي وداهمه الاكتئاب، وأصيب أيضا بالعمى في أواخر أيامه، والغريب أنه لم يجد من يحنو عليه إلا طليقته فتحية شريف، وقفت بجانبه دون العودة لعصمته ولم تهمل في رعايته حتى رحل عن الحياة في 28 يناير 1984.