إمام أوغلو.. "ابتسامة طفولية" تُرعب أردوغان
وصفٌ أطلقته "لوباريزيان" الفرنسية، مشيرة إلى أن إمام أوغلو هو رجل يخشاه أردوغان ويجعله يرتجف خشية تكرار هزيمة إسطنبول
أكرم إمام أوغلو، صاحب"الابتسامة شبه الطفولية"، قادر على أن يجعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يرتجف منه.. هكذا وصفت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية مرشح المعارضة في انتخابات الإعادة لبلدية إسطنبول.
وفي ساعات الصباح، بدأ ملايين من سكان إسطنبول الإدلاء بأصواتهم في إعادة انتخابات رئاسة البلدية التي باتت استفتاء على سياسات أردوغان واختبارا للديمقراطية المتعثرة في تركيا.
وفي الانتخابات الأولى التي أُجريت في 31 مارس/ آذار، حقق حزب "الشعب الجمهوري" المعارض انتصارا على "العدالة والتنمية" الذي يتزعمه أردوغان في أكبر مدينة بتركيا في هزيمة انتخابية قاسية لم يقو الأخير عليها فألغى نتيجتها وقرر إعادة السباق فيها.
ورغم كل الضغوط التي بذلها أردوغان منذ إلغاء نتيجة انتخابات بلدية إسطنبول التي جرت أواخر مارس/آذار الماضي، وفاز بها أكرم إمام أوغلو، لا يبدو أن النصر سيكون حليفه هذه المرة، وفق محللين واستطلاعات رأي تشير إلى تقدم مرشح المعارضة في استحقاق المدينة الاستراتيجية التي لطالما كانت معقلا للعدالة والتنمية.
وفي استطرادها عن مرشح المعارضة، تقول صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، إنه الرجل الذي يخشاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ويجعله يرتجف خشية تكرار الهزيمة المدوية التي تلقاها في أهم بلدية بالبلاد،
- تقرير الحريات الأمريكي ينتصر لـ"غولن" ويدين انتهاكات أردوغان
- انطلاق التصويت في انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية إسطنبول
وترى"لوباريزيان" أن قصة إمام أوغلو، ليست مجرد انتصار لمرشح المعارضة في رئاسة بلدية مدينة، بل رحلة صعود تذكّر أردوغان بماضيه، حيث كانت تلك البلدية ميلاد حياته السياسية.
باحثة العلوم السياسية المتخصصة في الشأن التركي بالمركز القومي للبحوث والعلوم بفرنسا، إليز ماسيكارد، تقول إن "تكرار إمام أوغلو هذا العمل الفذ بانتصاره على مرشح العدالة والتنمية، سيحيي الآمال في أوساط المعارضة بتركيا، لدحض فكرة أن أردوغان لا يقهر".
وتضيف: "هذا المرشح نجح في إشعال الحماس من جديد لدى الأتراك للاهتمام بالانتخابات، بعدما كانوا يشعرون خلال السنوات الماضية بأنها محسومة لصالح النظام".
ووصفت الباحثة الفرنسية إمام أوغلو بقولها: "إنه مع ابتسامته شبه الطفولية، ونظارته الصغيرة، وشخصيته الواقعية التي لا خلاف عليها، ورغم بساطته فهو رائد للديناميكية؛ حيث تشعل خطاباته الحماسة في وجدان الحشود، وهو أب لثلاثة أطفال".
ويبدو أن شخصية إمام أوغلو، باتت مصدر إزعاج غير عادي لخصومه، لأنه يذكر رجال أردوغان بأول هزيمة لأهم مدينة في البلاد والعاصمة الاقتصادية لها، حيث تتجاوز ميزانيتها ميزانية بعض الوزارات. بحسب الصحيفة ذاتها.
وعادت الصحيفة الفرنسية لتؤكد: "الهاجس الثاني الذي يراود النظام التركي، أن يصبح إمام أوغلو زعيماً للمعارضة، فرغم أن انتصاره غير مؤكد إلا أن استطلاعات الرأي تتحدث عن أنه أصبح رمزاً للمعارضة، وإذا ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2023 سيسحق أردوغان ويزيحه من السلطة".
ليس هذا فحسب، بل إن إمام أوغلو حقق المعجزة باصطفاف معارضة غير متجانسة خلفه من العلمانيين والأكراد وجزء من القوميين وغيرهم من الفصائل السياسية والأيديولوجية، وفقا للصحيفة.
إسطنبول مفتاح تركيا
من جهته، قال السفير السابق للاتحاد الأوروبي لدى أنقرة مارك بيريني إن أردوغان سبق وأخبره بأن من يحصل على بلدية إسطنبول ويسيطر عليها يحصل على تركيا بأكملها، وفق ما أوردته صحيفة "لوموند" الفرنسية.
بيرني تحدث عن أن انتخابات، الأحد، لحظة حاسمة بالنسبة لتركيا، موضحاً أن إسطنبول ظلت لربع قرن الواجهة للإسلام السياسي في هذا البلد.
وأشار الدبلوماسي الأوروبي إلى أنه في حالة فوز المعارضة بإسطنبول، فإن ملفات محرجة قد تظهر وتكشف عن الوجه الحقيقي لنظام أردوغان.
aXA6IDE4LjIyMS4xMi42MSA= جزيرة ام اند امز