في ذكرى ميلاد "الجنوبي".. أمل دنقل مدوّن مشاعر العرب
الشاعر المصري أمل دنقل توفي بمرض السرطان الذي رافقه في السنوات الـ4 الأخيرة من حياته، ودوّن لحظاته الأخيرة في قصيدة "أوراق الغرفة 8".
ما أن يُذكر اسمه حتى تتردد على المسامع سطور من شعره المرتبط بوجدان ملايين القراء العرب ممن عاشوا أزمات متلاحقة هزت كيانهم.. فبين "لا تصالح" و"أوراق الغرفة 8" خطّ الشاعر المصري أمل دنقل، الذي تحل ذكرى ميلاده، الأحد، اسمه محفورا في الأدب العربي وتمكن خلال فترة قصيرة أن يترك إرثا أدبيا عظيماً.
سماه والده أمل، لما أصابه من خير سنة ولادة ابنه في 23 يونيو/حزيران عام 1940 في إحدى قرى جنوب مصر، وتحديدا في "القلعة" مركز محافظة قنا، حيث أثر فيه والده بشكل كبير وأسهم في تشكيل شخصيته وتكوين اللبنة الأولى لمسيرته الأدبية، قبل أن يفقد أمل والده في عمر 10 سنوات ليترك فقدانه مسحة من الحزن صبغت أعماله.
حياته الأدبية
رغم عمله في وظائف عديدة، استولى على أمل دنقل حب الكتابة ليغلبه الشعر وينصرف إليه في كل مرة تقلد بها منصبا في الدوائر الحكومية في القاهرة، والتي انتقل إليها أساسا للدراسة في كلية الآداب وتركها لاحقا للعمل.
كانت أعمال دنقل تدوينا تاريخيا لمشاعر الشعوب العربية وما تملكها من غضب وأسى تجاه الأحداث التي رسمت ملامح النصف الثاني من القرن الـ20 فكتب "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" عام 1969 وهو في الـ29 من عمره والتي عبر فيها عن صدمته بحرب 1967 ليتبعها بـ"تعليق على ما حدث" والتي نشرت في بيروت عام 1971.
ارتبط أمل بالتراث العربي بشكل كبير، وبدا ذلك واضحا في كتاباته التي سيطرت عليها رموز وشخصيات من الموروث الشعبي، لينقل على لسانها حال العربي المعاصر آنذاك، مخالفا بذلك الأدباء الذين لجأوا للميثولوجيا الغربية، واليونانية بشكل خاص.
وفاته
توفي أمل دنقل، الذي روت زوجته عبلة الرويني سيرته في كتاب "الجنوبي"، بمرض السرطان الذي رافقه في السنوات الـ4 الأخيرة من حياته، ودوّن لحظاته الأخيرة في قصيدة "أوراق الغرفة 8" وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام، حيث توفي يوم السبت الموافق 21 مايو/أيار عام 1983 عن عمر 43 عاماً.
aXA6IDMuMTQ1LjEwNi43IA== جزيرة ام اند امز