«نحبهم ولا نعرفهم».. من هو الإمام ورش؟
يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من الأسماء اللامعة، توقّر في النفس بمجرد ذكرها، والمفارقة أن كثير منا يجلّ أصحابها دون أن يعرفهم.
وخلال شهر رمضان المبارك، تقدم "العين الإخبارية" في سلسلة "نحبهم ولا نعرفهم" قصص شخصيات بارزة في التاريخ الإسلامي، نوقرها ولا نعرف عنها الكثير.
ومن الأسماء التي نحبها دون أن نعرف صاحبها الإمام ورش، صاحب ثاني أشهر راوية لقراءة القرآن الكريم، والمعروف بقراءته الشهيرة في دول شمال أفريقيا والمغرب العربي.
من هو الإمام ورش؟
اسمه أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عبدالله بن عمرو بن سليمان، ولد في مصر عام 110 هجريًا، ورحل إلى الإمام نافع بن عبدالرحمن أبي نعيم في المدينة المنورة، ليتلقى عنه قراءة القرآن.
وختم الإمام ورش القرآن الكريم على يد الإمام نافع عدة مرات عام 155 هجريًا، وبعدها عاد إلى مصر، وفيها انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية، ومن هنا بدأت قراءته الشهيرة لكتاب الله.
وأصبح الإمام ورش ثقة في قراءة القرآن الكرم، وقال عنه الإمام ابن الجزري: "حدثنا ورش وكان جيد القراءة، حسن الصوت، إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب، ولا يمله سامعه".
قراءة ورش
انتشرت قراءة ورش في دول شمال أفريقيا والأندلس، وهي من أكثر القراءات شيوعا في العالم الإسلامي بعد رواية حفص عن عاصم، ومن خصائصها تخفيف همزة القطع وإمالة الألف إلى الياء بأواخر بعض الكلمات.
وعرف الإمام ورش بعدة ألقاب، منها "ورش القفطي"، نسبة إلى مدينة قفط في صعيد مصر، و"محمد العوامي"، نسبة إلى جده مولى الزبير بن العوام من عائلة كبيرة في قفط بعد قدومهم من القيروان بتونس.
وظلت قراءة ورش السائدة في مصر حتى الفتح العثماني، فاستبدلت بها قراءة حفص عن عاصم، وتوفي الإمام ورش في مصر عام 197 هجريًا، ودفن في مقبرة القرافة الصغرى بالقاهرة، وله ضريح في مسقط رأسه بقنا.
aXA6IDE4LjExNi4xNS4yMiA= جزيرة ام اند امز