فاجأت الإيطالية أنجيلا كاريني الجميع بانسحابها السريع من مباراتها ضد الجزائرية إيمان خليف في منافسات الملاكمة بدورة الألعاب الأولمبية.
وانسحبت كاريني من مباراتها في دور الـ16 لوزن الوسط أمام الجزائرية إيمان خليف بعد 46 ثانية فقط، لكنها قالت إنها لا تعتبر نفسها مهزومة في نزال اليوم الخميس.
وكانت إيمان خليف، منافسة كاريني، محط الأنظار منذ استبعادها قبل ساعات فقط من مباراتها على الميدالية الذهبية في بطولة العالم للسيدات في نيودلهي العام الماضي بعد فشلها في تلبية معايير الأهلية التي وضعها الاتحاد الدولي للملاكمة والتي تمنع الرياضيات اللاتي لديهن كروموسومات ذكورة من المنافسة في منافسات السيدات.
ورغم ذلك، فإن اللجنة الأولمبية الدولية المنظمة لمنافسات الملاكمة في ألعاب باريس سمحت بمشاركتها في الأولمبياد.
واتجهت كاريني، التي تعد أقصر بستة سنتيمترات من إيمان، إلى مدربها بعد 30 ثانية لكي تعيد ضبط واقي الرأس لكن بعد استئناف النزال عادت مجددا للزاوية الخاصة بها وأوقفت المباراة لتغادر الحلبة سريعا.
سر انسحاب منافسة إيمان خليف في أولمبياد باريس 2024
وبسؤالها عن سر الانسحاب السريع، قالت كاريني لشبكة "Sport Media Set" الإيطالية: "تلقيتُ لكمات قوية للغاية، ولم أشعر بالرغبة في المضي قدمًا".
وأضافت: "لم أعد أشعر برغبة في القتال بعد الدقيقة الأولى، شعرتُ بألم قوي في أنفي.. ليس من عادتي أن أستسلم، لكني لم أتمكن من المواصلة، لأضع حدًا للمباراة"، فيما ردت على سؤال حول كونها مواجهة غير متكافئة، قائلة "أنا لا أحكم على أحد".
واستطردت: "بالنسبة لي إنها ليست هزيمة، فعندما تصعد على الحلبة، فأنت بالفعل محارب وفائز".
وأكملت: "بغض النظر عن كل شيء، فالأمر على ما يرام كما هو الحال الآن.. لم أخسر الليلة، فقط أديت عملي كملاكمة، دخلت إلى الحلبة وقاتلت، لم أنجح، لكني أغادر ورأسي مرفوعة وقلبي مكسور".
واختتمت: "أنا امرأة ناضجة.. الحلبة هي حياتي، لطالما استخدم حدسي عندما أشعر بأن هناك شيئا غير صحيح، والأمر لا يتعلق بالاستسلام، فأنا أتحلى بالنضج الكافي للتوقف وأتمتع بالنضج الكافي لقول حسنا، هذا يكفي".
الأولمبية الجزائرية تحمي إيمان خليف
وقفت اللجنة الأولمبية الجزائرية بشكل رسمي، ضد الحملة التي وصفتها بـ"غير الأخلاقية" ضد الملاكمة إيمان خليف.
وكانت اللجنة الأولمبية الدولية سمحت يوم الاثنين الماضي، بمشاركة ملاكمتين تم استبعادهما من بطولة العالم العام الماضي لفشلهما في اجتياز اختبارات الأهلية الجنسية من بينهما إيمان.
وتم استبعاد الجزائرية إيمان قبل ساعات من مباراتها على الميدالية الذهبية في بطولة العالم للسيدات في نيودلهي العام الماضي بعد فشلها في تلبية معايير الأهلية التي وضعها الاتحاد الدولي للملاكمة.
وفي ذلك الوقت، قال رئيس رابطة الملاكمة الدولية عمر كريمليف، لوكالة الأنباء الروسية (تاس)، إن الملاكمتين لديهما "كروموسومات ذكورة".
وتم تنظيم بطولة العالم من قبل رابطة الملاكمة الدولية، وهو اتحاد لم يعد معترفا به من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.
وقالت اللجنة الأولمبية الجزائرية في بيان على حساباتها بوسائل التواصل الاجتماعي: "تندد اللجنة الأولمبية الجزائرية بشدة التصرف غير الأخلاقي الذي استهدف بطلتنا المرموقة إيمان خليف من قبل بعض وسائل الإعلام الأجنبية بالدعاية الباطلة".
وأضافت: "مثل هذه الهجمات على شخصها غير أخلاقية وباطلة تماما، خاصة وهي تستعد لأهم حدث في مسيرتها الرياضية، الألعاب الأولمبية".
وأردفت: "اتخذت اللجنة الأولمبية الجزائرية كل الإجراءات اللازمة لحماية بطلتنا".
وعبرت اللجنة عن كامل دعمها للملاكمة وقالت "إيمان خليف تجسد روح التميز والعزيمة والصمود.. لدينا ثقة كبيرة في قدراتها، آمالنا ودعمنا معك يا إيمان".