"أرض التاريخ والوعد".. جولة بـ"الحواس الخمس" إلى فلسطين بإكسبو دبي
عندما يتجول الزائر داخل أروقة إكسبو 2020 دبي سيجد جدارا مكتوبا عليه رسالة "مرحبًا بكم في فلسطين" بلغات متعددة.
هذه الرسالة التي أعدت لتحية الرواد الذين يصلون للجناح الذي يمثل دولة فلسطين في معرض إكسبو 2020 دبي، هي مجرد بداية لرحلة واعدة تنتظر من يقوم بزيارة الجناح، والتي ستكون مختلفة عن زيارة الأجنحة الأخرى، نظرا لأن الزائر سوف يحتاج حواسه الخمس للاستمتاع بتلك الرحلة الغامرة.
ويقع جناح فلسطين بين جناحي دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، في منطقة الفرص وصممته وزارة الاقتصاد الفلسطينية. ويتميز المبنى المستطيل والمكون من طابقين والذي تبلغ مساحته 1250 مترًا مربعًا بزوايا دائرية بتصميم خارجي مع رسومات خطية لمدينة القدس وشرائح من الكتابة العربية المزخرفة.
الهوية الفلسطينية
وعن الجناح يقول راسل عمرو مسؤول الاتصال الإعلامي بجناح فلسطين: نسلط الضوء في الجناح على الهوية والسرد الفلسطيني من خلال تمثيل ثقافتنا وتاريخنا وحضارتنا وتقاليدنا وأماكننا المقدسة وعاصمتنا القدس" بحسب ما ذكر موقع تي آر تي ورلد (TRT World).
وفي كل يوم من أيام الحدث العالمي، يتجمع تدفق مستمر من الناس في طابور طويل ينتظر دخول الجناح تحت عنوان "أرض التاريخ والوعد" حيث يُسمح لحوالي 12 شخصًا بالدخول في وقت واحد، وبمجرد الوصول، يتم الترحيب بالزوار من قبل مرشدة ترتدي ثوبًا تقليديًا مطرزًا.
ومع استقبال الزوار سرعان ما تقول مرشدة المجموعة "الهدف هو جعل زوارنا يشعرون وكأنهم في القدس"، ما يهيئ الزوار لحدث سيأخذهم في "رحلة الحواس الخمس لفلسطين"، وتوفر لهم تجربة حسية، حيث انطلق الزوار في رحلة لرؤية ما تقدمه أرض فلسطين، وسمعها، ولمسها، وشمها، وتذوق ما تقدمه.
وأثناء التواجد في الطابق الأرضي، يستعرض الدليل ملخصًا سريعًا لفلسطين التاريخية وأهمية الأرض بالنسبة للديانات السماوية الثلاث. فالأرضيات نفسها عبارة عن نسخ طبق الأصل من شوارع المدينة القديمة في القدس، وهي مصممة بأشرطة عمودية من الكسوة البنية العميقة وتتخللها مداخل واسعة.
ثم يتم احتجاز المجموعة في منطقة انتظار قبل ركوب المصعد الذي يتضاعف كمحاكاة غامرة للارتفاع عالياً فوق القدس. مرة واحدة في الطابق الثاني، يطأ الجميع غرفة مظلمة حيث يتم تشغيل فيديو ترويجي يعرّف المشاهدين على مختلف المدن الفلسطينية ومعالمها الثقافية.
ألمس وتنسم فلسطين
ثم يسير الزائرون في الممرات التي تعرض صورًا لفلسطين قبل الدخول إلى منطقة "ألمس فلسطين" حيث يمكن للمرء أن يتفاعل جسديًا مع جميع أنواع العناصر: قطعة ملح من البحر الميت، وقطعة ألمنيوم من قبة الصخرة، وفسيفساء بلاطة من أريحا، ومفتاح أصلي من عام 1948 يرمز إلى حق العودة.
التالي هو قسم "تنسم فلسطين"، حيث تتوفر مجموعة كبيرة من الروائح. من زيتون (زيتون)، زعتر (زعتر) إلى مرامية (حكيم)، تتناثر روائح بخار من أنف إناء فخاري ليتم استنشاقه.
بعد ذلك، تُعرض صور الأطباق الفلسطينية في ممر يؤدي إلى تجربة طهي افتراضية، مليئة بطاولة يمكن للزوار الجلوس حولها والتي توضح وليمة تقليدية وقائمة للتصفح.
بالإضافة إلى ذلك، يسمح لك رمز الاستجابة السريعة بتنزيل إصدار إكسبو 2020 الحصري من كتاب الطبخ الفلسطيني الذي يحتوي على ما يصل إلى 32 طبقًا أصيلًا.
ولاختتام الرحلة، توجد غرفة حيث يمكن للضيوف ارتداء نظارات الواقع الافتراضي (VR) لزيارة المواقع الدينية مثل المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
بالنسبة لعمرو، كان سبب هذه الجولة الحسية هو جلب فلسطين لمن لا يستطيع الذهاب إلى فلسطين. وقالت: "جعلها تفاعلية بهذه الطريقة جلب إحساسًا بما تشعر به فلسطين ليس فقط للفلسطينيين، ولكن لجميع الزوار من جنسيات مختلفة".
يؤدي اختتام الجولة بعد ذلك إلى متجر للهدايا التذكارية يبيع مجموعة مختارة من السيراميك والفنون والحرف ذات الطابع الفلسطيني. مقابل المتجر يوجد قسم حيث يمكن شراء مجموعة متنوعة من المنتجات الغذائية الفلسطينية، مثل زيت الزيتون والزعتر والمكدوس (الباذنجان المحشي) والمفتول (الكسكس الفلسطيني).
إلى جانب ذلك ، تعرض شاشات العرض المتعددة بقوة إمكانات التصدير لقطاع التصنيع الفلسطيني النشط وصناعة السياحة المتنامية.
وعن الجولة قال منصور حنيف، وهو أردني يزور الجناح مع عائلته الشابة:"استطاع الفلسطينيون الحفاظ على ثقافتهم في ظل ظروف استثنائية". وقال: "يعد المعرض فرصة كبيرة للترويج لأنفسهم وقد قاموا بذلك بطريقة رائعة للغاية".
مع العدد التقديري للزوار يوميًا ما بين 3000-4000 (وما يصل إلى 6000 في أيام الأسبوع)، يعتقد عمرو أن الناس يغادرون الجناح في النهاية ولديهم انطباع إيجابي عن فلسطين و"صُدموا حقًا لرؤية جانب متفائل من بلدنا".