"أكلها البحر مع ابنها".. وفاة معلمة تونسية وطفلها في مركب هجرة غير شرعية
توفيت معلمة تونسية وطفلها (4 سنوات)، الاثنين، غرقا في سواحل المنستير، أثناء محاولتها الهجرة بشكل غير شرعي على متن مركب.
المركب غرق بسبب سوء الأحوال الجوية، وكان على متنه نحو 15 شخصا، تم إنقاذ شابين فقط منهم ووفاة البقية.
من بين الضحايا أستاذة تعليم ثانوي عاطلة عن العمل من منطقة الوسلاتية التابعة لمحافظة القيروان ومعها إبنها البالغ من العمر 4 سنوات.
الأم غامرت بنفسها وطفلها لترحل من البلاد أو تموت مع ابنها في البحر، لتلخص مأساة يعيشها التونسيون منذ سنوات.
الحادث الأليم أثار سخط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، منددين بالوضع الاجتماعي الصعب الذي يعيشه العاطلون عن العمل في تونس، وعددهم نحو 600 ألف تونسي، حسب آخر إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء "حكومي".
وقال الإعلامي التونسي برهان بسبس، عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، إن هذا الخبر في حد ذاته كارثة ومأساة حقيقية من المفترض أن تعيد من جديد طرح مسألة انسداد الآفاق في البلاد، بعيدا عن منطق المزايدات السياسية ورمي المسؤولية على هذا العهد أو ذاك."
وتابع: "هذه المسألة يجب أن تكون صرخة لتسترجع فيها الدولة والمجتمع صحوة عقل ننكب بعدها جميعا على محاولة إيجاد الحلول".
وأضاف: "أم أخذت فلذة كبدها وغامرت في البحر.. فكانت النهاية مأساوية.. هذه الصورة وحدها تكفي".
بدوره، قال الصحفي التونسي سمير الوافي، إن الحادث يعد مأساة حقيقية، مضيفا: عبر صفحته على موقع "فيسبوك": "أم تغامر بنفسها وطفلها لترحل من البلاد أو تموت مع ابنها في البحر".
وتابع: "هذه تراجيديا تنادي ضمير الوطن.. وتلخص مأساته منذ سنوات.. وطن أصبحت أمواج البحر والغربة والمجهول بديلا عنه.. وملاذ ليس أسوأ منه سوى الجحيم.. وما أمرّ أن يتساوى الوطن مع الجحيم في شعور ملايين مواطنيه.. إلى درجة استرخاص الحياة هربا منه".
فيما قال الناشط عادل رحومة، عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، إن هذه المرأة فقدت بصيص أمل في التشغيل، وأصبح كل أملها في الهجرة خلسة علّها تظفر بفتات من الكرامة في الضفة الأخرى".
وأضاف: "هذه المرأة اسمها شهيدة يعقوبي من محافظة القيروان، وهي أستاذة عاطلة عن العمل، أكلها البحر هي وابنها".
وفي عام 2021، ضبطت وزارة الداخلية 20 ألفا و616 مهاجرا غير نظامي، بينهم 10 آلاف و371 أجنبيا معظمهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وفق بيانات رسمية.
aXA6IDMuMTUuMjExLjQxIA==
جزيرة ام اند امز