«ماوا» تنافس «ماجا» للتأثير على ترامب.. تستهدف خطته الأثيرة
![دونالد ترامب](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/10/113-164616-immigration-lobbyists-trump-deportations_700x400.jpg)
حملة من الضغوط الهادئة تتبناها كبرى الشركات الأمريكية للحد من خطة الرئيس دونالد ترامب لترحيل ملايين المهاجرين.
ويمثل المهاجرون حصة كبيرة من القوة العاملة للشركات الأمريكية التي تتبنى خطة لجذب ترامب وحلفائه من أصحاب العقليات التجارية حيث ترفع شعار "اجعل أمريكا ثرية مجددا" أو "ماوا".
ووفقا لموقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي فإن حملة "ماوا" تضم ما يقرب من 20 من جماعات الضغط في الصناعة والمديرين التنفيذيين للشركات وقادة الجمعيات التجارية الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.
وتركز رسالة الحملة الموجهة إلى المسؤولين في إدارة ترامب، إلى جانب الجمهوريين في الكونغرس، على أن عمليات الترحيل الجماعي من شأنها أن تشل الاقتصاد، وتدفع أسعار كل شيء من البقالة إلى الإسكان إلى الارتفاع.
وقالت كريستينا أنتيلو، المؤسس الرئيسي لشركة فيروكس ستراتيجيز للضغط والتي تضم عددا من الشركات التجارية ينولدز أمريكا بين عملائها "يدرك ترامب كرجل أعمال أنه إذا لم يكن لديه 200 رجل يقصون العشب في ملاعب الغولف الخاصة به، فلن تبدو الملاعب جيدة، ولن يرغب الناس في اللعب هناك".
وأضافت "هناك طريقة للوصول إلى ترامب وجعله يدرك ذلك.. كم عدد الشركات التي يحتاج إلى سماعها قبل أن يقول (يا للهول، سأشل سوق العمل الأمريكية بالكامل إذا فعلت هذا)؟".
من جانبها ذكرت إحدى جماعات الضغط "هناك شيء واحد يهتم به ترامب أكثر من الوفاء بوعده بالترحيل الجماعي، ألا وهو الاقتصاد".
وحتى الآن، ركزت مداهمات ترامب في الغالب على المهاجرين المتهمين بارتكاب جرائم منذ دخولهم البلاد ومع ذلك تبقى احتمالات المداهمات واسعة النطاق في المزارع والمصانع تثير الخوف في مجتمع الأعمال، الذي يعتمد بشكل كبير على العمالة المهاجرة في مجالات مثل الزراعة وتعليب اللحوم والبناء.
وتتمثل خطة "ماوا" في ممارسة الضغط على حلفاء الأعمال في الدائرة الداخلية لترامب، بدلاً من الرئيس بشكل مباشر، والابتعاد عن ستيفن ميلر، الذي يعد المتشدد المناهض للهجرة الأكثر صراحة في الإدارة الأمريكية.
وتقول إحدى جماعات الضغط وهي جمعية تجارية بارزة "لن يقتنع ستيفن ميلر أبدًا.. انسى ذلك.. لكنه ليس الرجل الوحيد الذي يحظى باهتمام ترامب".
ووفقًا للعديد من جماعات الضغط، فإن جهودهم ستسعى إلى التأثير على بروك رولينز الذي عينه ترامب وزيرا للزراعة وأيضا كريستي نويم، وزيرة الأمن الداخلي وكلاهما من دعاة الأعمال منذ فترة طويلة كما كانت نويم حاكمة ولاية ساوث داكوتا التي تعد موطنا للصناعات التي تعتمد على المهاجرين مثل معالجة لحوم البقر ومنتجات الألبان.
كما بدأت جماعات الضغط بالفعل في التواصل مع أعضاء الكونغرس وموظفيهم عبر الهاتف، وبرنامج زووم، وأيضا من خلال الاجتماعات الشخصية لتنفيذ حملة "الصدمة والرعب" التي تسعى إلى تطبيق "ألف نقطة ضغط" على أعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين يدركون أن المهاجرين على استعداد لقبول وظائف منخفضة الأجر وعالية المخاطر يتجنبها معظم المواطنين.
ومن بين الشخصيات التي تستهدفها الحملة هناك النائب جلين طومسون من ولاية بنسلفانيا، الذي يرأس لجنة الزراعة في مجلس النواب.
ورغم خطاب ترامب المتشدد بشأن الهجرة، فإن جماعات الضغط واثقة من أنه سيعيد النظر في النطاق الشامل لحملته الصارمة لترحيل المهاجرين.
ولسنوات، كانت غرفة التجارة الأمريكية واحدة من أبرز المدافعين عن سياسات الهجرة حيث ترى المهاجرين كمصدر للعمالة الرخيصة والمرنة.
وباعتبارها أكبر مجموعة ضغط في الولايات المتحدة، دافعت الغرفة عن سياسات لتوسيع برامج العمال الضيوف وخلق مسارات للعمال للحصول على وضع قانوني.
وخلال العقد الماضي، ابتعدت الغرفة عن مناصرتها للمهاجرين حين جعل ترامب من حملات الهجرة قضية رئيسية لكن أحد المسؤولين السابقين في الغرفة قال لـ"بيزنس إنسايدر" إن تحالف الأعمال كان يسعى إلى العمل كقوة معتدلة بشأن هذه القضية وأضاف أن قيادة الغرفة كانت تضغط بنشاط على المشرعين ومسؤولي ترامب لتجنب سياسات الهجرة التي قد تضر بالشركات الكبرى.
ويقول مسؤولون في جمعيتين تجاريتين رائدتين أخريين إنهما جزء من "الحملة الهادئة" لجماعات الضغط المؤثرة التي تضغط على حلفاء ترامب للمساعدة في إقناع الرئيس بأضرار عمليات الترحيل الجماعي على أجندته الاقتصادية.
وينظر العديد من جماعات الضغط في الشركات إلى ترامب نفسه باعتباره أفضل حليف لهم وذلك رغم مساره الأكثر تشددا وتعتقد بعض الجماعات في منظمة "النساء العاملات في مجال الهجرة" أنها قادرة حتى على إقناع الرئيس بدعم الإصلاح الشامل للهجرة الذي عرقله أثناء حملته الانتخابية.
وأوضحت جماعات الضغط أن هذا التشريع قد يتضمن اتخاذ إجراءات صارمة ضد أمن الحدود في مقابل منح تنازلات مواتية للأعمال التجارية بما في ذلك تقديم مسار للحصول على الجنسية للمهاجرين من دافعي الضرائب الذين لديهم وظائف، وتوفير المزيد من تأشيرات العمل للعمال الموسميين والمواهب التكنولوجية العالية من أوروبا وآسيا.
وقال دان ماكفول، الشريك في شركة بالارد بارتنرز، وهي شركة ضغط قوية لها علاقات بترامب وكبار مستشاريه "ستكون هناك مفاوضات", وأضاف أن جوهر السياسة في واشنطن "ما هو فن الممكن؟".
وقال ريتش جولد، الشريك في شركة هولاند آند نايت، "إن ترامب عملي للغاية بشأن كيفية تعامله مع القضايا في نهاية المطاف".
ويشير أصحاب جماعات الضغط، على سبيل المثال، إلى أن الأمر استغرق يومين فقط حتى عكس ترامب مساره وقرر تأخير فرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على المكسيك.
aXA6IDMuMTQ0LjE4MC44OCA= جزيرة ام اند امز