خلايا مناعية تسمح لفيروس الإيدز بالتسرّب إلى الجسم
الخلايا الجديدة المعروفة باسم "الجذعية" (CD11c) تعدّ أكثر عرضةً للإصابة بعدوى الفيروس، ويمكنها بعد ذلك نشره ونقله إلى خلايا أخرى.
اكتشف باحثون، في معهد "ويستميد" للأبحاث الطبية، خلايا مناعية جديدة تُؤدي إلى عدوى فيروس نقص المناعة البشرية المُسبِّب لمرض الإيدز.
ولاحظ الباحثون في الدراسة التي نُشِرت بدورية "نيتشر كومينيكيشن"، الجمعة، أن هذه الخلايا الجديدة المعروفة باسم "الجذعية" (CD11c) تعدّ أكثر عرضةً للإصابة بعدوى الفيروس، ويمكنها بعد ذلك نشره ونقله إلى خلايا أخرى، حتى يتسرَّب إلى الجسم.
وتعتبر (CD11c) مجموعةً فرعيةً من الخلايا الجذعية المناعية، التي توجد فقط في الأنسجة التناسلية للإنسان، وتحديداً على المستوى الظهاري، أي الطبقة الرقيقة من الأنسجة التي تشكّل سطح المهبل والشرج.
وغالباً ما يعني هذا الموقع في الأنسجة التناسلية أن الخلايا المُكتَشفة حديثاً تمثِّل "المناعية" الأولى التي تتفاعل مع فيروس نقص المناعة البشرية.
وقال الدكتور أندرو هارمان، من معهد "ويستميد" للأبحاث الطبية، وأحد الباحثين الرئيسيين ضمن الدراسة: "إن هذه الخلايا تلتقط أي فيروس أو بكتيريا مُسبِّبة للأمراض، ومن ثم تتولى تسليمها إلى خلايا (CD4 T)، التي توجِّه استجابةً مناعيةً للعوامل المُمرِضة، ومن المثير للاهتمام أن تكون الخلايا ذاتها هي المستهدِفة لفيروس نقص المناعة".
وأضاف في تقرير نشره موقع المعهد تزامناً مع الدراسة: "بمجرد التقاط الخلايا الجذعية (CD11c) لمُسبِّبات الأمراض، فإنها تنقل ما وجدته إلى خلايا (CD4 T) في الغدد الليمفاوية، ما يمنح الجهاز المناعي تحديثاً دائماً، وهذه المعلومات تجعله مستعداً إما لتحمّل الفيروس أو مهاجمته".
وأوضح أنه عند انخفاض خلايا (CD4 T) عن المستويات الحرجة، مثل المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، فإن الجسم لا يكون قادراً على القيام باستجابة مناعية، ما يؤدي إلى تشخيص مرض الإيدز.
وتمكَّن فريق "ويستميد" من اكتشاف هذه الخلايا الجديدة باستخدام الأنسجة التناسلية المعزولة من مصابين، إذ سمحت تقنية تسمى "RNAscope" بمشاهدة الخلايا الجديدة التي تتناول الفيروس وتُسلّمه إلى خلايا (CD4 T)".
وقال الدكتور توني كننغهام، المؤلف المشارك بالدراسة والمدير التنفيذي لمعهد "ويستميد" للأبحاث الطبية: "هذا الاكتشاف يفتح طريقين جديدين أمام الباحثين بغية متابعة البحث عن علاجات أكثر فعالية لفيروس نقص المناعة البشرية، حيث يساعد الاكتشاف في تطوير استراتيجيات لمنع انتقال الفيروس، خصوصاً إذ استطعنا عرقلةَ ارتباطه بالخلايا الجذعية، التي تكون عادةً الخلايا المناعية الأولى في مواجهته".
وأكد كننغهام أن هناك طريقة أخرى تتمثّل في استخدام هذه المعلومات الجديدة لتطوير لقاح يقاوم فيروس نقص المناعة البشرية، ما من شأنه أن يؤدي إلى استجابة مناعية ضد الفيروس بمجرد دخوله الجسم".
aXA6IDMuMTQ0LjI5LjIxMyA= جزيرة ام اند امز