كواليس زيارة بايدن ولقاء السيسي.. 4 رسائل مصرية "حكيمة"
شكلت الزيارة الأولى للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مصر بعد مرور عامين على توليه السلطة عدة رسائل مختلفة.
لقطات أمام الكاميرات وخلف كواليس الزيارة ولقاء بايدن نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، رصدتها "العين الإخبارية" حملت 4 دلالت سياسية، أو بالأحرى رسائل سياسية مهمة.
وتأتي زيارة بايدن لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية والثنائية المهمة والمشاركة في مؤتمر المناخ في دورته الـ27.
ورغم استغراق الزيارة 3 ساعات فقط قبل مغادرة الرئيس الأمريكي مطار شرم الشيخ متجهًا إلى كمبوديا؛ للمشاركة في القمة السنوية بين الولايات المتحدة ورابطة دول جنوب شرق آسيا، خلال الفترة من 12 إلى 13 نوفمبر/تشرين الثاني، ثم يشارك في قمة شرق آسيا في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، ليتوجه بعدها إلى بالي بإندونيسيا للمشاركة في قمة مجموعة الـ20.
وبحسب مراقبين وما التقطته عدسات الكاميرات التي رافقت الزيارة وبث اللقاء مباشرة أمام الإعلام، فإن اللقاء بما حمله من دلالات سياسية كان مهما للغاية.
تزامنت الزيارة ولقاء الرئيسين المصري والأمريكي مع النهاية الدراماتيكية الفاشلة لدعوات الإخوان للتظاهر لإفساد ما تحققه مصر، خاصة نجاحها في تنظيم مؤتمر المناخ بشكل أشاد به الجميع، ومحاولة التنظيم الإرهابي الاستقواء بالغرب ونشر الفتنة في الداخل سعيا للعودة للمشهد السياسي في مصر.
ولعل التقارب الأمريكي المصري والتحدث في كافة الملفات علانية أمام الجميع يمثل ضربة أكثر قسوة للإخوان، تحمل معها رسالة اللاعودة بعد أن لفظهم المصريون.
وزيرة في استقبال بايدن
منذ وصول الرئيس الأمريكي لمطار شرم الشيخ كانت أول رسالة تحمل عنوان "تمكين المرأة".وحققت مصر طفرة غير مسبوقة محليا ودوليا في هذا السياق، أبرزتها بشكل لافت خلال زيارة بايدن وللمرة الأولى استقباله من قبل وزيرة التخطيط المصرية هالة السعيد.
بعض المتابعين نظر لذلك من وجهة نظر أخرى تقول إنه أقرب للمعاملة بالمثل، وإن الأمور ليست كما كانت في الماضي، حيث لم يستقبل أي رئيس أمريكي نظيره المصري في المطار من قبل خلال زيارات السيسي المختلفة للولايات المتحدة الأمريكية.
وفريق ثالث رأى أن هذا الشكل من الاستقبال كان لازما لعدم تمييز بايدن عن باقي زعماء الدول المشاركين في قمة المناخ cop27، باستقباله من وزير وليس الرئيس المصري.
ملف حقوق الإنسان
"حريصون على تطوير أنفسنا فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ومصر دائما لها مقاربة شاملة في حقوق الإنسان" الرسالة الثانية وجهها الرئيس المصري وبشكل مباشر لنظيره الأمريكي أمام وسائل الإعلام المصرية والأمريكية على السواء.أكد الرئيس المصري خلالها أن الدولة المصرية حريصة على حقوق الإنسان لمواطنيها، بإطلاق استراتيجية لحقوق الإنسان في مصر ثم مبادرة للحوار الوطني في أبريل/نيسان من هذا العام، وكانت مصاحبة لها لجنة للعفو الرئاسي التي تقوم بمتابعة القضايا المختلفة ويتم التوقيع والتصديق على القوائم المتعلقة بها".
جاء حرص الرئيس المصري على توجيه الرسالة لاستباق الضغط على مصر من ذلك الملف، باعتباره ليس نقطة ضعف يتم مساومة مصر عليها.
والمتتبع للقاءات الرئيس الأمريكي المتعلقة بالدول العربية والشرق الأوسط يرى أنه يحرص دائما على الحديث بشأن الحقوق الإنسانية بشكل سلبي، إذ تمثل تلك المنهجية ما يطلق عليه الساسة الأمريكيون "ورقة ضغط على الدول العربية"، لكن مصر وقبلها دول كبيرة بالمنطقة قالتها "ليس لدينا ما نخفية، وحقوق الإنسان مصانة، وليست نقطة ضعف لدينا".
مكاشفة
الرسالة الثالثة هي فتح اللقاء مناقشات الرئيسين أمام الإعلام المصري والأمريكي، لتشكل رسالة قوة من الرئيس المصري أننا "ليس لدينا ما نخفيه، أو أن هناك ما يتم به الضغط علينا في كل الملفات".
هذا لا يعني فساد العلاقات بين البلدين، وهو ما أوضحه الرئيس المصري بالقول خلال اللقاء إن علاقة بلاده بالولايات المتحدة "قوية واستراتيجية ولم تتغير منذ 40 عاما، ولدينا مقاربة شاملة لكل القضايا، ومواقف مصر المبدئية واضحة وثابتة".
مزحة بايدن و"أم الدنيا"
كعادة الرئيس الأمريكي يإطلاق الكلمات الودية والمزحات في لقاءاته الرسمية أو غير الرسمية مع الرؤساء والمقربين، وهو ما حدث خلال لقائه الرئيس المصري، وبدا في رد الفعل عندما ضجت القاعة التي شهدت لقاء الرئيسين بالضحك يرافقها ضحك الرئيس السيسي عقب مزحة بايدن.
وفي مزحته أو كلمته الودية، قال بايدن موجها حديثه للسيسي "إن مصر سُميت لوقت طويل بأم الدنيا، وهو يليق بمصر، وهي أكثر مكان لانعقاد قمة المناخ كوب 27".
وتابع: اليوم لدينا الكثير من القضايا التي سنتحدث بشأنها وسوف نستمر في حوارنا بشأن قضية حقوق الإنسان، ومن الصعب أن نصدق أنه مرت 100 عام على علاقات ثنائية بين مصر وأمريكا، وأتمنى مع نهاية هذه الزيارة أن تكون علاقاتنا أقوى ونكون أقرب من بعضنا بعضا.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTIuMTA5IA==
جزيرة ام اند امز