من داخل COP27.. ماذا تحمل "أوراق بايدن" للعالم في قمة المناخ؟
يلقي الرئيس الأمريكي جو بايدن كلمة اليوم في قمة المناخ COP27 بشرم الشيخ اليوم، فماذا يحمل "بايدن" للعالم؟
توقع الحضور في قمة المناخ بشرم الشيخ أن تحمل أوراق بايدن خلال الكلمة التي سيلقيها براهين ودلائل تؤكد على صحة تعهدات الولايات المتحدة الأمريكية المتعلقة بقضايا المناخ وحماية الكوكب من الاحترار.
الجميع داخل طرقات قاعة المؤتمرات في شرم الشيخ أيضا يرددون أن "بايدن" جاء متزودا بقانون الحد من التضخم الذي تم سنه بالولايات المتحدة، وتحديدا لأنه يخصص مليارات الدولارات للطاقة النظيفة والحفاظ على الكربون، مما يمنح أمريكا فرصة للوفاء بتعهدها في اتفاقية باريس بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف على الأقل بحلول نهاية العقد الجاري.
توقعات الحضور استندت هنا إلى ما صرح به جون كيري، المبعوث الأمريكي للمناخ، قبل وصول بايدن إلى شرم الشيخ بأن رسالة أمريكا للعالم من هنا في COP27، هي "رسالة صدق ومصداقية".
حيث ضرب كيري مثلا بقانون الحد من التضخم الذي يمول تعهدات أمريكا المناخية بجزء كبير، حيث يقلل بالفعل من واقعية انتقادات الدول الأخرى لأمريكا بحسب كيري.
الشكوك قائمة
لكن على أرض الواقع الشكوك ما زالت قائمة، حيث أخفقت بالفعل الدول الغنية، ومن بينها أمريكا، في الوفاء بوعود تتعلق بتقديم 100 مليار دولار سنويا لتمويل المناخ.
هذا الاتفاق كان لا بد أن يبدأ في 2020، ولو يفي الكبار بهذا البند، خاصة أمريكا التي لم تقدم سوى 1.7 مليار دولار فقط، ليصفها الحضور في COP27 بـ"المتقاعس الأكبر".
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أطلق وعودا في 2014، يتمثل في تقديم 3 مليارات دولار لصندوق الأمم المتحدة للمناخ الأخضر، لم يصرف الكونغرس سوى 30% من هذا الرقم لدواع سياسية.
الوضع في COP27 مختلف
ورغم أن كيري مهد جيدا لكلمة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" في قمة المناخ COP27، إلا أن الجميع لا ينتظر أي وعود سوى كم ستدفع أمريكا وهل تفي بتوقيت السداد فيما يخص أموال المناخ وخاصة البند الجديد المدرج على قائمة مؤتمرات المناخ والمتعلق بأموال التعويضات للدول الفقيرة.
حيث تطالب الدول الفقيرة والواقعة على الخطوط الأمامية لتغير المناخ، بمساعدات مالية للصمود أمام الخسائر والأضرار الناجمة عن التغير المناخي.
بايدن ومليارات الدولارات
وبالعودة إلى قانون الحد من التضخم الذي يتبناه الرئيس الأمريكي جو بايدن فإن هذا القانون بحسب تقارير أمريكية قد يصل بالإنفاق على المناخ لـ 800 مليار دولار.
وذلك عبر مجموعة من الاستثمارات الصديقة للمناخ مثل التقاط ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الهيدروجين، إلى تصنيع البطاريات وتركيب توربينات الرياح.
كم يحتاج العالم من الدولارات لحماية الكوكب؟
ووفق مخرجات يوم التمويل الذي استهلت قمة المناخ به أيامها المتخصصة أول أمس، تشير التقديرات إلى أن العالم سيحتاج إلى ما بين 4 و7 تريليونات دولار سنويا، للتحول نحو التنمية المستدامة وتحقيق أهداف اتفاقية باريس، هل تكفي العالم أن تحمل أوراق بايدن مجرد وعود بالثقة للعالم؟
"إجابة هذا السؤال قد تبقى معلقة لفترة طويلة"، هذا وصف خبراء مشاركون في COP27، إذ قال الدكتور كيلي ليفين، رئيس قسم العلوم والبيانات وتغيير الأنظمة في صندوق بيزوس للأرض إن العالم يشهد زيادة في انبعاثات الميثان بمعدل كبير ومتسارع، والجميع في حاجة إلى تقليل انبعاثات الميثان العالمية بنسبة 30% على الأقل بحلول عام 2030، للحفاظ على 1.5 درجة مئوية على قيد الحياة، ولن يتحقق ذلك إلا بتحرك الكبار وتمويلهم التحولات العالمية للطاقة النظيفة.