عمران خان.. بطل الكريكيت الصاعد في ملاعب السياسة الباكستانية
رياضي بارز يتجه الآن لحكم باكستان بوعود ببناء الدولة وتحسين التعليم والصحة وتعزيز نظام الضرائب والحد من الفساد.
"سأبني باكستان جديدة وسيخضع جميع المواطنين للمساءلة القانونية بغض النظر عن خلفياتهم".. كلمات وعد بها لاعب الكريكيت السابق عمران خان الشعب الباكستاني، والذي أظهرت النتائج الأولية اقتراب "حركة الإنصاف" بزعامته من الفوز في الانتخابات البرلمانية الباكستانية التي جرت، الأربعاء الماضي.
قفزة من ملاعب الكريكيت إلى ملاعب السياسة، قام بها خان الذي تلقى تعليمه في جامعة أوكسفورد، وقاد فريق بلاده للفوز بكأس العالم في رياضة الكريكيت، عام 1992، ودخل عالم السياسة لأول مرة عام 1996.
خان الذي يبلغ من العمر 66 عاما، برز اسمه على الساحة السياسية وعد مؤيديه في خطابه بمدينة لاهور، ببناء باكستان جديدة، وتحسين قطاع التعليم والرعاية الصحية فضلاً عن تعزيز نظام جمع الضرائب والحد من الفساد في البلاد.
مولده ونشأته
ولد عمران خان في 5 أكتوبر/تشرين الأول 1952 لاهور، في أسرة متوسطة وله أربع شقيقات، واستقر والده في إقليم البنجاب، وهو ينحدر من قبيلة نيازي شيرمان خيل الباشتونية في مدينة ميانوالي.
تلقى خان تعليمه في كلية أيتشسون بمدينة لاهور، ومدرسة القواعد الملكية في ورسيستر إنجلترا.
وفي عام 1972 ألحق بكلية كيبل في أكسفورد لدراسة الفلسفة، والسياسة، والاقتصاد؛ حيث تخرج في الكلية في المرتبة الثانية في السياسة، والمرتبة الثالثة في الاقتصاد.
حياته الرياضية
بدأ خان لعبة الكريكيت في سن مبكرة، وكان أول ظهور له في الدرجة الأولى عندما بلغ الـ16 من عمره في مدينة لاهور.
ومع بداية 1970 كان يلعب لصالح الفريق الوطني في لاهور، وعندما انتقل للدراسة في جامعة أكسفورد البريطانية انضم إلى فريق بلو كريكيت التابع للجامعة، في مواسم 1973 وإلى 1975.
عاد خان إلى باكستان عام 1976، وحصل على مكان دائم له في فريقه الوطني، بدءا من موسم 1976 وحتى 1977، وشغل منصب قائد بشكل متقطع طيلة الفترة ما بين عامي 1982 و1992.
بعد تقاعده من لعبة الكريكيت في نهاية بطولة كأس العالم عام 1987 استدعي مرة أخرى للانضمام إلى الفريق عام 1988.
وبينما كان في التاسعة والثلاثين قاد زملاءه في الفريق لتحقيق الفوز الأول والوحيد لباكستان ببطولة كأس العالم عام 1992؛ وهو واحد من 6 لاعبي كريكيت في العالم حقق التفوق في الثلاثي متعدد المهارات في مباريات الـتيست.
واعتزل خان الكريكيت في نهاية بطولة كأس العالم عام 1987 ثم استُدعي مرة أخرى للانضمام إلى الفريق عام 1988، وبينما كان في التاسعة والثلاثين قاد زملاءه في الفريق لتحقيق الفوز الأول والوحيد لباكستان ببطولة كأس العالم عام 1992.
عمله في السياسة
في عام 1996 أسس خان حركة الإنصاف الباكستانية كحزب سياسي، وقد مثل مدينة ميانوالي كعضو في الجمعية العامة من نوفمبر/تشرين الثاني 2002 وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2007.
وبعد أن أسس حزبه، هزِم خان بشكل شامل في الاقتراع في انتخابات 1997 العامة هو وأعضاء حزبه؛ حيث عورض من 7 مقاطعات. ودعم خان الانقلاب العسكري بقيادة الجنرال برويز مشرف عام 1999.
اشتهر خان بمعارضة الحكام السياسيين، مثل برويز مشرف، وآصف علي زرداري، ومعارضته للسياسة الخارجية للمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
إسهاماته الخيرية
كان لخان إسهامات في الأعمال الخيرية، فبعد تقاعده عن لعبة الكريكيت عام 1992. وبحلول عام 1991، أسس مستشفى ومركز أبحاث السرطان التذكاري، وهو منظمة خيرية تحمل اسم والدته السيدة شوكت خانوم. وهو المستشفى الأول للسرطان في باكستان، باستخدام أموال التبرعات التي زادت على 25 مليون دولار قام بجمعها من شتى أنحاء العالم وافتتحه في لاهور في 29 ديسمبر/ كانون الأول عام 1994.
ويبني خان حاليا مستشفى سرطان آخر في كراتشي مقتديا بمؤسسته الناجحة في لاهور كنموذج.
وخلال عقد التسعينيات عمل خان كمثل خاص للرياضة لمنظمة اليونيسيف، وبرامج تحسين الصحة والتحصين في بنجلاديش وباكستان وسريلانكا وتايلاند.
وفي 27 أبريل افتتح كلية تقنية في مقاطعة ماينوالي أطلق عليها اسم كلية نامال وهي مبنية من خلال صندوق ميانوالي الإنمائي، برئاسة خان، وتم عمل ربط مع جامعة برادفورد في ديسمبر 2005.
جوائزه
حصد خان الكثير من الجوائز الرياضية العالمية والخيرية أيضا، فقد حصل على جائزة الفخر في الأداء في عام 1983 من الرئيس الباكستاني.
وفي عام 1992 حصل خان على جائزة هلال الامتياز، بينما في عامي 1976 و1986 مُنح خان جائزة (The Cricket Society Wetherall) وذلك لكونه اللاعب متعدد المواهب الأمامي في الكريكيت الإنجليزي من الطبقة الأولى.
وعام 2004 مُنح خان جائزة منجزات العمر في احتفال جوائز الجوهرة الآسيوية في لندن، وذلك بوصفه رمزا للعديد من المؤسسات الخيرية الدولية، والعمل على نطاق واسع في أنشطة جمع التبرعات.
كما حصل في 2007 على جائزة الخير (Humanitarian Award) في جوائز الرياضات الآسيوية في كوالالمبور، وذلك لجهوده في إنشاء أول مستشفى سرطان في باكستان.
وفي 2009 وفي احتفال مئوية مجلس الكريكيت العالمي كان خان واحدا من بين خمسة وخمسين لاعب كريكيت يدخلون مشاهير مجلس الكريكيت الدولي.
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4yNiA= جزيرة ام اند امز