صور.. "بصمة حياة" اليمنية تغزل الزي المدرسي بأنامل أصحاب الهمم
التوجه نحو تمكين ذوي الهمم اقتصادياً في اليمن، بدأ يأخذ مكانته من الاهتمام والدعم الرسمي والحكومي والشعبي خلال الفترة الأخيرة.
يأتي ذلك في ظل تداعيات الحرب المعيشية، وحاجة أصحاب الهمم إلى مشاريع تساعدهم على مواجهة التبعات الاقتصادية لمثل هذه أوضاع.
فبعد أن كانت أغلب المشاريع في السنوات الماضية تركز على إغاثة المحتاجين بمن فيهم أصحاب الهمم، ومنحهم سلل غذائية أو مبالغ مالية، بدأ هذا التوجه بالتغيّر.
حيث تحولت الفكرة إلى تمكين فئة ذوي الهمم اقتصادياً، وإدخالهم في تأهيل وتدريب حرفي، يسهم في إخراجهم إلى المجتمع كأشخاص منتجين، يمتلكون مهارات حرفية، ويعتمدون على أنفسهم.
إنتاج الزي المدرسي
هذه الفكرة تجسدت في مدينة عدن، للمرة الثانية خلال أقل من شهرين، فبعد أن تم افتتاح معمل لأصحاب الهمم في مديرية دار سعد لإنتاج الملابس وبيعها، تكرر المشروع في منطقة أخرى.
والأسبوع الماضي، دشنت مؤسسة "بصمة حياة" للأعمال الإنسانية بعدن مشروع إنتاج الزي والحقائب المدرسية، بالتعاون مع الشبكة الوطنية لمناصرة حقوق ذوي الهمم.
ويأتي تدشين المشروع ضمن التمكين الاقتصادي لسبل العيش، وبرعاية قيادات المجلس الانتقالي والسلطة المحلية ووزارة الصناعة بمدينة عدن.
أكثر من عصفور بحجر
وبحسب القائمين على الشبكة الوطنية لمناصرة حقوق أصحاب الهمم، فإن المشروع يعدف إلى تحقيق العديد من الغايات، لصالح أصحاب الهمم والمجتمع على السواء.
فالمشروع يسهم في اعتمادهم على أنفسهم والانخراط في سوق العمل، وتوفير مصادر دخل ورزق لهم ولأسرهم، لمواجهة الأوضاع المعيشية.
كما حقق المشروع أهداف أخرى لصالح المجتمع، من خلال العام تقديم منتجات من الملابس المدرسية والحقائب بأسعار زهيدة وفي متناول المواطنين المحتاجين، تحارب الفقر وأقل من أسعار السوق.
تمويل وتطوير
وخلال حفل تدشين المشروع، أشاد مسؤلو الدولة والسلطة المحلية بعدن بالدور المتميز لمؤسسة "بصمة حياة" والشبكة الوطنية لمناصرة حقوق أصحاب الهمم، في تنفيذ المشاريع التنموية التي تسهم في التخفيف من معاناة المواطنين.
وأكدوا أن مشروع الزي والحقيبة المدرسية سيسهم في التخفيف من معاناة الأسر المنتجة وأولياء أمور الطلاب في ظل الظروف الاقتصادية التي يم بها اليمن.
وطالب المسؤلون المؤسسة برفع خطط وبرامج هادفة ليتم إدراجها في الإدارة العامة لحماية المنتجات الوطنية والسجل التجاري بوزارة الصناعة.
كما عبّروا عن استعدادهم لتبني اللجنة العليا للإغاثة ووزارة الشؤون الاجتماعية عرض تلك المشاريع على المنظمات الدولية والمحلية لتمويل وتطوير مشاريع سبل العيش والنقد مقابل العمل.
خدمة مجتمعية
اعتبر رئيس مؤسسة بصمة حياة للأعمال الإنسانية خالد الشيخي، ورئيسة الشبكة الوطنية لحماية حقوق ذوي الهمم الرميصاء يعقوب أن مشروع الزي والحقيبة المدرسية يأتي في إطار مشاريع النقد مقابل العمل وسبل العيش وتمكين المرأة اقتصادياً.
واستعرضا مراحل تنفيذ المشروع وتسويق المنتجات على الأسر من ذوي الدخل المحدود، مشيرين إلى أن سعر المنتج رمزي ويتناسب مع أوضاع أولياء الأمور الاقتصادية.
يذكر أن سعر الزي المدرسي في المشروع يتراوح ما بين 2500 - 7000 ريال يمني، ما يعادل 3 - 7 دولارات أمريكية بسعر السوق الحالي، وهو ما لاقى تفاعلاً كبيراً من المواطنين، خاصةً وأن أسعار الزي المدرسي في الأسواق مرتفع ويفوق القدرات الشرائية لذوي الدخل المحدود.